باتت رحلات أتوبيسات المدرسة، رحلة ذهب بلا عودة، نتيجة لتكرار الحوادث التى تسقط عشرات الضحايا بين مصابين ومتوفين بشكل مستمر، وتتعدد الحوادث ليس بسبب خطأ سائق باص المدرسة فقط، ولكنها أيضا بسبب تهور ورعونة سائقين سيارات النقل أو الميكروباص.
أخر هذه الحوادث كان حادثة أتوبيس المدرسة فى البدرشين، حيث كان المشهد كان مروعا وصادما بعد أن كشفت كاميرات المراقبة عن ظهور سيارة ميكروباص لا يعبأ سائقها بالطريق، ويسير بسرعة جنونية، حتى اصطدمت سيارته بالسيارة السوزوكى التى تقل الأطفال إلى مدرستهم، فاصطدمت السيارتين بسيارة نقل ثقيلة تقطع الطريق، مما زاد من عدد الضحايا والخسائر.
وتسبب الاصطدام فى مقتل 7 أشخاص، من بين الضحايا كانت الطفلة منة الله وزميلها محمد بالصف الثانى التمهيدى KG2.وخلال عـام 2019 بلغ حوادث السيارات على الطرق نحو 9992 حادثة بنسبة زيادة تصل إلى 17.8% مقـابل عدد الحوادث فى 2018 والذى بلغ نحو 8480 حادثة، وفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، وسجلت نسبة حوادث الأتوبيسات التى تضم بلغت نحو 6%.
السرعة الجنونية
السرعة الجنونية أيضا تسببت فى مقتل طالب وإصابة 3 أخرين بعد تصادم مروع بين "باص" المدرسة وحافلة رحلات بمنطقة التجمع الأول، مطلع شهر أكتوبر الماضي.
ونهاية أكتوبر أيضا تسببت فى تهشم سياراتين ملاكى بعد انقلاب أوتوبيس مدارس بدون طلاب حيث اختلت عجلة القيادة من يد السائق نتيجة للسرعة الزائدة.
وفى فبراير الماضى، لقى سائق مصرعه وأصيب 11 طفل مقيمين بقرية العبادلة مركز طوخ تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 5 سنوات، بحادث تصادم بخط 12 ببنها، حيث كان يستقل الأطفال سيارة سوزوكى ذاهبين إلى الحضانة بقرية عربة الرملة قويسنا محافظة المنوفية فاصطدمت بسيارة ربع نقل مما أسفر عن وفاه السائق وإصابة 11طفل، واختلفت الإصابات بين كسور وكدمات ونُقل طفلان إلى العناية المركزة.
وأيضا بنهاية العام الماضى، توفى 3 أشخاص وأصيب 13 آخرون إثر حادث تصادم أتوبيس مدارس بمقطورة على طريق مصر السويس.
حادثة أتوبيس أسيوط
ومن بين الحوادث الضخمة، الحادثة التى وقعت فى 17 نوفمبر 2012، وأدت إلى مقتل 50 طفلًا وإصابة 13، عندما اصطدم القطار رقم 165 المتجه من أسيوط للقاهرة، عند مزلقان قرية المندرة فى منفلوط بمحافظة أسيوط، بأتوبيس للمدارس تابع لمدرسة "دار حراء" الخاصة كان فى طريقه إلى معهد النور الأزهرى الخاص ببنى عديات، أثناء عبور الأتوبيس المزلقان.
وفى 2013 تسببت سيارة نقل فى إصابة 23 تلميذًا بإصابات مختلفة عندما أطاح سائق النقل بأتوبيس المدرسة على الطريق الدائرى بالبساتين وانقلب على جانبه، ما أسفر عن إصابة الأطفال.
أما خلال عام 2014 لقى 7 مصرعهم وإصابة 26 آخرين، بينهم أطفال، إثر تصادم أتوبيس رحلات مدارس بقطار بمدينة الشروق على طريق الإسماعيلية الصحراوي.
وفى 5 نوفمبر 2014، اصطدام أتوبيس مدارس فى البحيرة بسيارة "تريلا" كانت تقل مواد ملتهبة، أسفر عن مصرع 18 طالبًا وإصابة 18 آخرين بحروق شديدة.
و6 مارس 2015، لقى 7 أشخاص بينهم أطفال مصرعهم وإصابة 26 آخرين، إثر تصادم أتوبيس رحلات مدارس مع قطار بمدينة الشروق على طريق الإسماعيلية الصحراوي.
السرعات الجنونية على الطرق
ووفقا لقانون المرور الجديد، فإن الشريحة الخامسة من القانون تنص على انه فى حالة ارتكاب مخالفة صارخة السرعات الجنونية أعلى الطريق، يتم من خلالها خصم 5 نقاط مرورية، مع تعليق رخصة القيادة لحين الحصول على دورة فى التوعية المرورية وإتمامها بأحد مراكز تعليم القيادة المعتمدة لمدة 10 أيام، بمعدل 5 ساعات يوميًا، مع التحفظ على المركبة لمدة أسبوعين وفى حالة ثبوت الواقعة لا تقل الغرامة عن 4000 جنيه ولا تزيد عن 8000 جنيه.
تطوير الكادر البشرى
اللواء محسن حاتم أستاذ الطرق والمرور يقول أن الحل فى تطوير الكادر البشرى والتأكد من سلامة السائقين وتدريبهم على الحفاظ على الأرواح البشرية وعدم الاستهتار، وشن حملات مرورية بالتزامن مع بداية العام الدارسى، على الطرق السريعة، لضبط السائقين المتورطين فى تعاطى المواد المخدرة، والتى تتسبب فى غياب الوعى ووقع الحوادث.
وأضاف أستاذ الطرق والمرور: من الضرورى أن نصل إلى يقين بأن من عليه التحقيق فى الحادثة ليس أمين شرطة ولا ضابط شرطة عادى، وإنما فنى مختص لكى نتجنب تلك الحوادث فى المستقبل واكتشاف السبب الرئيسى، حتى لا تكرر تلك الوقائع مرة أخرى.
وأكمل: علينا أن نتسأل هل نعين سائقين وينتهى دور المؤسسة المسئولة عن ذلك الشخص، وهل توجد متابعات دورية لهم؟ والتأكد من حصولهم على دورات فى السلامة، لكون سائقى أتوبيسات نقل الطلاب مسئولين عن أرواح المئات منهم، وتقع على عاتقهم مسئولية الحفاظ عليهم.
أما اللواء يسرى الروبى الخبير الدولى للمرور يقول إنه يجب أن يكون لكل تلميذ داخل السيارة مكان خاص به، وحزام أمان للمحافظة على حياته، وأن يتواجد معهم مشرف ورقم لكل تلميذ، مع التأكد أن الأوتوبيس لا يحمل أعدادا زائدة من الطلاب.
واستكمل: "فى حوادث أتوبيسات المدارس المسئولية عن الواقعة تبدأ من مدير المدرسة فهو من تقع على عاتقه التحقق من سلامة العاملين تحت يديه وجودة الأتوبيسات وإلا يقع تحت طائلة القانون".
فيما قال اللواء خالد جبر خبير التخطيط: "مطلوب من ضابط المرور أن يتحقق من اشتماله لكل تلك الشروط وإلا فله الحق أن يوقف الأتوبيس ويلغى الترخيص ويعرضه على نيابة المرور.
وأكمل: "لابد من تغليظ العقوبات على من يثبت إهماله وتسببه فى الحادثة وعلينا أن نكثف تواجد الكاميرات لرصد المخالفات التى تحدث يوميا حتى نحد مستقبلا من كثرة حوادث الطرق ونوقف نزيف الأطفال المستمر على الأسفلت".