حادث إرهابى جديد يضرب أوروبا، ولكن هذه المرة يستهدف العاصمة النمساوية فيينا، وذلك بعدما ضرب مدينة نيس الفرنسية قبل عدة أيام، مما يثير مخاوف كبيرة جراء اندلاع موجة محتملة من العنف في الأسابيع المقبلة، إذا لم تتخذ الحكومات الأوروبية، إجراءات حاسمة من شأنها احتواء الموقف في أقرب فرصة، منعا لتأجيج الغضب، وزعزعة الاستقرار المجتمعى في دول القارة العجوز.
وأعلنت السلطات النمساوية، أن الهجوم شمل 6 مواقع مختلفة قرب أكبر كنيس في المدينة، فيما أكدت الشرطة سقوط قتلى وجرحى بحوادث عدة لإطلاق النار لكن لم يتم توضيح عددهم حتى الآن.
وألقت وحدات الشرطة النمساوية، القبض على 4 مشاركين في الهجوم المصنف إرهابيا، الذى ضرب مساء الاثنين فيينا.
وبثت قنوات نمساوية، مقاطع فيديو انتشرت في "تويتر" قالت إنها توثق لحظات إلقاء الشرطة، القبض على 4 مشاركين في تنفيذ هجوم فيينا بساحة غرابين، حيث تظهر اللقطات أشخاصا يرتدون ملابس بيضاء ويرفعون أيديهم.
ومن جانبه، وصف مستشار النمسا، سيباستيان كورتز، الهجوم الذي هز مساء الإثنين فيينا، بالإرهابى، بحسب ما ذكرت شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية.
وأعلن المستشار النمساوى، نشر قوات من الجيش وسط المدينة، لحراسة المواقع العامة، بهدف مساعدة الشرطة.
وعلى المستوى الأمنى، أعلن وزير الداخلية النمساوى، كارل نيهامير، عن تشكيل مركز عمليات على خلفية الهجوم الإرهابى فى وسط فيينا، مساء يوم الاثنين، بمشاركة مستشار البلاد، سيباستيان كورتز
وقال نيهامير، فى حديث لقناة تلفزيونية "إننى الآن فى مركز العمليات مع المستشار الفدرالي". وأضاف وزير الداخلية أنهما يتلقيان بشكل سريع معلومات محدثة حول تطور الأحداث فى العاصمة النمساوي.
وتداول مستخدمو موقع تويتر فيديو لمطاردة وملاحقات بين أفراد الشرطة فى العاصمة النمساوية فيينا بالمشبهة بهم فى الهجوم على كنيس يهودى على عدة مواقع، وذلك عبر هاشتاج يحمل اسم العاصمة النمساوية فيينا، باللغة الإنجليزية.
ويظهر فى الفيديو الدرجات النارية خلال مطاردتها عدد من المشتبه بهم بإحدى الشوارع، بينما يمكن سمع صراخ إحدى السيدات خلال تصوريها بالهاتف وسماعها صوت إطلاق نار، كما ظهر أيضا قوات الشرطة وهى تقبض على رجل أخر.
ولكن ردود الأفعال لم تقتصر على الداخل النمساوى، وإنما امتد إلى دولا أخرى فى أوروبا، ربما أعربوا عن تضامنهم مع الحكومة النمساوية، بينما فى الوقت نفسه يرفعون رايات الحذر من اتساع دائرة الإرهاب، لتمتد إلى دولا أخرى فى الأيام القادمة، بعدما بدأ العنف فى فرنسا، ليمتد بعد ذلك إلى النمسا، لتثور التساؤلات حول ما إذا كان نطاق الدماء سوف يتسع لمناطق أخرى فى القارة أم لا.
فمن جانبه، قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إن مرتكبى الهجوم الأخير فى العاصمة النمساوية فيينا "هاجموا بلدا صديقا" بعد أن انتهوا من مهاجمة فرنسا.
وكتب فى تغريدة: "نحن الفرنسيون نشارك أفراد الشعب النمساوى الصدمة والحزن الذى أصابهم هذا المساء بهجوم فى قلب عاصمتهم فيينا". وأضاف: "بعد فرنسا، تتعرض دولة صديقة للهجوم... يجب أن يعرف أعداؤنا مع من يتعاملون. لن نتنازل عن أى شيء".
وكما أدانت كلا من السويد وإيطاليا، حيث أعربا عن تضامنهما مع الحكومة النمساوية، كما أكدا أنه لا مجال للكراهية فى القارة العجوز خلال المرحلة المقبلة.