آمال زائفة تعلقها جماعة الإخوان الإرهابية على الانتصار الوشيك للمرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن، في محاولة منها لاستعادة موطئ قدم داخل الولايات المتحدة بعد السنوات الأربع العجاف التي عاشها التنظيم الدولي للجماعة في ظل إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب، والذي شرع خلال ولايته الرئاسية في اتخاذ إجراءات تقيد تحركات الإخوان.
ومع الانتصار شبه المحتمل للمرشح الديمقراطي، سادت حالة من الارتياح في أوساط الجماعة الإرهابية وإعلامها ولجانها الإلكترونية بشكل لافت ، مع محاولة ترويج مزاعم حصولهم على دعم أمريكي مفتوح مثلما كان الأمر في ظل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وقبل أشهر من الانتخابات الأمريكية، حاولت الجماعة الإرهابية وتنظيمها الدولي تقديم الدعم للمرشح الديمقراطي، حيث تولت جمعيات أمريكية من بينها "إسنا" و"كير" والمحسوبة علي التنظيم، الترويج لانتخابه في أوساط الأمريكيين المسلمين، وشارك قادة تلك الجمعيات في حملته بشكل مكثف، أملاً في أن يمنح بايدن ـ الرئيس المحتمل للولايات المتحدة ـ قبلة حياة للجماعة.
الآمال التي تعلقها الجماعة على فوز بايدن وتبنيه مواقف معادية من الدولة المصرية، تغفل حقائق لا يمكن إنكارها ، فالوضع الإقليمي والدولي للدولة المصرية في الوقت الراهن يختلف عما كانت عليه في ظل إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث باتت القاهرة لاعباً إقليميا متشعب النفوذ، وتدير ملفات كبري في الشرق الأوسط، بمقدمتها الحرب علي الإرهاب والأزمة الليبية، بخلاف ملف السلام بين إسرائيل والسودان ودول الخليج.
ويغفل التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية أن أولويات الرئيس الأمريكي المحتمل جو بايدن، ستكون داخلية بامتياز، فملف كورونا واقتراب الموجة الثانية من الوباء في الولايات المتحدة، سيفرض تحديات كبري أمام الإدارة الأمريكية المرتقبة، لما سيكون له ذلك من تداعيات اقتصادية تفرضها ضرورات الإغلاق العام للشركات والمنشئات الاقتصادية الكبرى.
وبخلاف المعطيات القائمة على أرض الواقع، تغفل جماعة الإخوان حقائق تاريخية لا يمكن إنكارها، لعل آخرها أن النكسة التي مني بها الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية 2016، وخسارة هيلاي كلينتون للسباق الانتخابي أمام دونالد ترامب، الذي اعتبرته استطلاعات الرأي في ذلك الحين "مرشح هاو"، كان سببها الرفض الشعبي داخل الولايات المتحدة لرهان الإدارة الديمقراطية في ذلك الحين على جماعات الإسلام السياسي، التي سرعان ما كشف عن وجهها الدموي وميلها الفطري للإرهاب، وهو ما يعني بطبيعة الحال ان الحزب لن يغامر مجدداً بالتخلي عن مصالحه الذاتية، ومصالح الولايات المتحدة بتكرار أخطاء الماضي.