"السقوط في بئر الخيانة" هذا هو الوصف الأدق لتحركات جماعة الإخوان خلال عام حكم المعزول محمد مرسى حيث سعت الجماعة لتنفيذ مجموعة من التحركات التي تستهدف فقط الاستقواء بالخارج والاعتقاد بأن الرئيس الامريكى باراك أوباما هو الطرف الوحيد الذى يمكن أن ينتشل الجماعة من أزمتها في مواجهة الرفض الشعبي المتصاعد وقتها ضد الجماعة.
عدد من الوقائع التي تورط فيها أطراف وقيادات بالجماعة وتم الكشف عنها لاحقا بعد سقوط مرسى أكدت أن الجماعة لم تكن تضع شيئا في حسبانها سوى رضا حاكم البيت الأبيض، وتوهمت أن الأمور في مصر يمكن أن تدار من واشنطن ،وهو الاعتقاد الذى ثبت خطأه تماما، من بين هذه الوقائع ما كشف عنه الاعلامي محمد فهمى بعد خروجه من السجن، حيث التقى عصام الحداد مساعد مرسى الذى أعترف بدوره أنه في لقائه مع أوباما الذي استغرق نحو 45 دقيقة طلب منه صراحة نصائح ومعلومات عن كيفية السيطرة على مؤسسات الدولة، ووعده أوباما بإرسال ملف حول هذا الأمر له عبر البنتاجون.
وبحسب اعتراف الحداد الذى أدلى به لفهمي فإنه-الحداد- عندما عاد لمصر التقى أحد المسؤولين الذي أبلغه بأن تفاصيل لقاءه مع أوباما علمت بها أجهزة الدولة المصرية وقال له:"بقى انت رايح لحد أمريكا واوباما عشان تقوله عايز نصيحة في التحكم في مؤسسات الدولة "مشيرا إلى أن هناك حالة من الغضب الشديد لدى مسؤولي أجهزة الدولة المصرية بسبب ماحدث بينه وبين أوباما.
ووفقا لتصريحات سابقة للسفير نبيل فهمي، وزير الخارجية السابق، فإن عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية الأسبق للعلاقات الخارجية والتعاون الدولى في عهد الإخوان، أول من دخل مكتب الرئيس الأمريكى باراك أوباما، حيث لم يدخل أى مسئول أو وزير خارجية مصرى مكتب الرئيس الأمريكى بمفرده نهائيًا منذ عام 1974.
في السياق نفسه فان عصام الحداد أيضا كان أحد الشخصيات التي أجرت اتصالات بالإدارة الامريكية أثناء تحركات الشعب المصري ضد الجماعة في 30 يونيو ، بلغ به الحد أن نشر رسالة عبر حسابه الشخصي على الفيسبوك يحرض فيها العالم على ثورة الشعب المصري ويستقوى فيها بوضوح بالخارج ضد المظاهرات الشعبية التي تطالب بإسقاط مرسى.