تعود علاقات جماعة الاخوان بالإدارات الأمريكية إلى عشرات السنوات الماضية ،وبالنظر إلى تاريخ علاقة الجماعة بالولايات المتحدة بداية من عام 1952 سنجد أن الولايات المتحدة أتصلت بشكل دورى بقيادات الاخوان منذ بداية الخمسينات وقت أن كانت إدارة الرئيس ايزنهاور تسعى إلى كسب ود وصداقة القوى السياسية المختلفة في المنطقة العربية ومنها الإخوان.
وتشير الوقائع إلى أنه في عام 1953 زار سعيد رمضان أحد قيادات الرعيل الأول لجماعة الاخوان وزوج أبنة حسن البنا والسكرتير الشخصي له ،الولايات المتحدة الأمريكية ضمن وفد من علماء المسلمين ،وقد تم اعتبار سعيد رمضان مسؤول الاتصال بين الجماعة والإدارة الأمريكية في بداية الخمسينات ،وقد فر رمضان هاربا من مصر إلى سويسرا عام 1954 بعد صدام الإخوان مع عبد الناصر حيث أسس مركز جنيف الإسلامي ثم انتقل لألمانيا الغربية .
في عام 1995 كتب إين جونسون مقالا في وول ستريت جورنال كشف فيه أن الاخوان أجروا ترتيبات عمل مع أجهزة المخابرات الأمريكية ،وأن وثائق ألمانية أكدت أن الولايات المتحدة أقنعت الأردن أن تصدر جوازا دبلوماسيا لسعيد رمضان وأن الجانب الأمريكي كان يتكفل بنفقاته ،وأظهر المقال أن رمضان كان عميل معلومات لكل من البريطانيين والأمريكيين بعد أن وجد في الأرشيف السويسري ما يؤكد ذلك .
وبحسب جونسون فان أدلة تورط رمضان مع الإدارة الأمريكية تبخرت عقب رفض المانيا الغربية في ديسمبر 1963 السماح له بالمشاركة في حملة دعائية ضد الاتحاد السوفيتي تحت إشراف وكالة الاستخبارات الأمريكية .
ووفقا لتقارير مختلفة فان المخابرات الأمريكية كانت على اتصال مباشر بجماعة الاخوان في فترتين ،الأولى في بداية الخمسينات ،والثانية أثناء الغزو السوفيتى لأفغانستان ،أما إبان حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك فقد أكتفى الأمريكيون بالاتصال بأعضاء الجماعة بصفتهم أعضاء في البرلمان أو رؤساء نقابات مهنية وليس بصفتهم أعضاء في جماعة محظورة وذلك حتى لا يخسروا علاقتهم بالدولة المصرية كحليف استراتيجي.
ورغم أن واشنطن تشير دوما لحربها على الإرهاب ،لكنها لا تخسر أبدا علاقتها بالاخوان لكونهم أداة جاهزة للتدخل في الشؤون الداخلية وتخريب الدول تحت مظلة حروب الجليلين الرابع والخامس وفقا لرأى الخبراء.