بعد مرور أكثر من يومين على إعلان وسائل الإعلام الأمريكية فوز جو بايدن فى سباق البيت الأبيض ليصبح الرئيس المنتخب، لا يزال مشهد الانتخابات الأمريكية تهيمن عليه حالة من الصخب والجدل مع رفض الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بنتيجة الانتخابات وإصراره على حدوث تزوير فى أصوات الناخبين لصالح منافسه وعزمه اللجوء للقضاء للبت فى الأمر، لكن بايدن بدأ التحرك سريعا لوضع خطة الـ 100 يوم الأولى لرئاسته، والاستعداد لانتقال السلطة، فدشن بايدن ونائبته المنتخبة كامالا هاريس موقعا إلكترونيا لانتقال السلطة، وحدد موقع BuildBackBetter.com أربع أولويات للإدارة في الرئاسة القادمة وهى أزمة كورونا والتعافى الاقتصادى والعدالة العرقية والتغير المناخى.
وسرد الموقع خطة من سبع نقاط للتعامل مع وباء كورونا تشمل اختبارا منتظمة وموثوقة ومجانية لكل الأمريكيين، وتوزيع فعال ومتساو للعلاجات واللقاحات بمجرد إتاحتها. وتشمل إحدى النقاط العمل مع حكام الولايات ورؤساء البلديات لتنفيذ أمر على الصعيد الوطنى بارتداء الكمامة.
وجاء بالموقع الإلكترونى: "الشعب الأمريكى يستحق استجابة ملحة وقوية واحترافية للأزمنة المستمرة فى الصحة العامة والاقتصاد التى سببها تفشى وباء كورونا". كما تم تدشين حساب على تويتر للانتقال الرئاسى لبايدن وهاريس.
كما كشفت صحيفة واشنطن بوست أن بايدن يخطط للتوقيع سريعا على مجموعة من القرارات التنفيذية بعد توليه المنصب فى 20 يناير القادم، ونقلت الصحيفة عن مقربين من حملة بايدن أنه سيعود للانضمام إلى اتفاق باريس للمناخ، وسيتراجع عن قرار ترامب بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية، وسوف يلغى حظر السفر على الدول الإسلامية كله تقريبا وسيعيد برنامج يسمح للحالمين من المهاجرين الشباب الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة أطفالا بشكل غير قانونى بالبقاء فى البلاد.
وفيما يتعلق بالمشكلة الأكبر التي تواجه بايدن، وهى أزمة وباء كورونا، يتحرك الرئيس المنتخب سريعا لوضع استراتيجية مختلفة تماما عن التي تبناها ترامب فى التعامل مع الأزمة الصحية.
ومن المقرر أن يعلن بايدن اليوم، الاثنين أسماء عشرات القادة الذين سيضمهم فريق عمل كورونا. وذكرت "سى إن إن" أن الفريق سيقوده كل من الجراح السابق الجنرال د.فيفيك مورثى، ومفوض هيئة الغذاء والدواء السابق د.ديفيد كيسلر، والأستاذ بجامعة يال مارسيلا نونيز سميت.
كما ذكرت صحيفة "ذا هيل" أن بايدن سيتواصل شخصيا مع حكام الولايات في جميع أنحاء أمريكا لتفعيل تفويضات بشأن فرض ارتداء الكمامات في ولاياتهم بمجرد توليه منصبه مطلع العام المقبل.
ونقلت الصحيفة عن تصريح مسؤول في حملة بايدن قوله" إن حكام الولايات الذين يقاومون طلبات الرئيس المنتخب سيرون بايدن وهو يضغط على رؤساء بلديات المدن في ولاياتهم لتفعيل التفويضات على المستوى المحلي، مما قد يضعه في مواجهة الحكام الجمهوريين حول الولايات المتحدة.
وقال المسئول: "إذا رفض أحد حكام الولايات، فسيتجه بايدن إلى رؤساء البلديات في الولاية ويطلب منهم القيادة".
من ناحية أخرى، وعد الرئيس ترامب مجددا باللجوء إلى القضاء لإعادة فرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية، متهما الديمقراطيين بسرقة الانتخابات، وتساءل ترامب في تغريدة له "منذ متى تقرر وسائل الإعلام غير المنصفة من سيكون الرئيس المقبل"، مصرا على أنه الفائز بالرئاسة، وأضاف أنه تعلم الكثير خلال الأسبوعين الماضيين .
وذكرت شبكة "سى إن إن" إن الدائرة الداخلية للرئيس ترامب بدأت فى الانقسام حول رفضه المستمر لقبول نتيجة الانتخابات الرئاسة، حيث نصحه كلا من صهره ومستشاره جاريد كوشنر وزوجته ميلانيا بتقبل فوز جو بايدن، فيما ضغط عليه نجليه دونالد جونيور وإريك من أجل مواصلة المعركة.
ونقلت "سى إن إن" عن مصادر قولها إن كوشنر قد اقترح الرئيس الاعتراف بفوز بايدن فى الانتخابات، فيما قالت مصادر أخرى مطلعة على المحادثات إن السيدة الأولى قد قالت إن الوقت قد حان لكى يعترف بخسارة الانتخابات، فى حين أن نجلى الرئيس، إريك ودونالد جونيور، قد حثا حلفائه على مواصلة المضي قدما ودفعوا الجمهوريين وأنصارهم إلى رفض النتائج، حتى على الرغم من إعلان وسائل الإعلام الأمريكية فوز بايدن بالسباق.