تشهد محافظة المنيا طوال الفترة الماضية، تكثيف الأعمال وكأنها خلية نحل تعمل من أجل الانتهاء من المشروعات القومية العملاقة التى تجرى على أرضها ومن بينها تطوير مسار العائلة المقدسة لتكون جاهزة لاستقبال الحجيج من جميع دول العالم، والمتحف الاتونى الذي سيحكى حقبة تاريخية عظيمة لتاريخ محافظة المنيا التى انطلقت منها اول دعوة التوحيد، ولاستقبال السائحين من جميع الجنسيات، المشروعان ينتظران اللمسات الأخيرة للخروج إلى النور، ويأتى مشروع تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة عقب إعلان الفاتيكان أن المنطقة ضمن مسار الحج المسيحى فى العالم.
ويشمل مشروع احياء رحلة العائلة المقدسة بالمحافظة، عمل مدخلين للمنطقة الأثرية بالإضافة إلى تشجير وأعمال لاند سكيب على جانبي الطريق المؤدى الى الكنيسة الأثرية، كما تشمل المرحلة الثانية عمل لوحات إرشادية تعريفية للمنطقة، بالإضافة الى إنشاء استراحة سياحية ومركز زوار لاستقبال السياح الوافدين لزيارة المنطقة الأثرية، مع عمل أرضية من البازلت بطول 500 متر من الاستراحة السياحية وحتى الكنيسة الأثرية مع دهان واجهات المقابر على جانبي الطريق المؤدى إلى الكنيسة.
وتقع كنيسة السيدة العذراء بمنطقة جبل الطير بمركز سمالوط وهى واحدة من أماكن الزيارة التى تستقبل كل عام فى شهر يونيو أكثر من مليون مواطن من مختلف مراكز المحافظة ومن خارج محافظة المنيااحتفالا بذكرى رحلة العائلةالمباركة لأرض مصر الغالية على مدار أكثر من ثلاثة أعوام ونصف، باركت خلالها العائلة المقدسةأكثر من 25 بقعة فى ربوع مصر المختلفة تحمل ذكراهم العطرة، حيث تنقلت بين جنباتها من ساحل سيناء شرقا الى دلتا النيل حتى وصلت الى أقاصى صعيد مصر.
ويقعدير السيدة العذراء في الجانب الغربي من قرية جبل الطير بمحافظة المنيا فوق الجبل شرق النيل، وقد قامت الملكة هيلانه أم الامبراطور قسطنطين ببناء الكنيسة الأثرية بداخل الدير عام 328 م، والكنيسة منحوته في الصخر.
وقد تم حفر المعمودية في منتصف بدن العمود بالجهة الجنوبية للصحن، ويقع اللقان اتجاه الباب الغربي في منتصف ارضية الصحن ويغطية باب خشبي اما الهيكل فهو عبارة عن حجرة منحوته في الصخر وبها المذبح، ويوجد بجوار المذبح غرفتان جانبيتان.
وتعتبرالمغارة هي المكان الذي أقيمت به العائلة المقدسة أثناء رحلتهم في مصر لمدة ثلاثة أيام، وهي ملاصقة للهيكل من الناحية القبلية، وكانت تلك المغارة غير معروفة في الثلاثة قرون الأولى إلى أن حضرت الملكة هيلانه بعد أن تم أكتشاف الصليب المقدس
ومن ناحيته قال اللواء أسامة القاضى محافظ المنيا، إن مشروع إحياء مسار رحلة العائلة المقدسة، يعد مشروعًا قوميًا هامًا، والمحافظة توليه اهتمامًا كبيرًا، حيث تضع المحافظة كافة إمكانياتها لسرعة إنجاز أعمال التطوير الواقعة في نطاقها، لما سيكون له من عائد سياحي واقتصادي كبير، ووضع المنيا على خريطة السياحة العالمية مما يساهم في تحقيق التنمية الشاملة، وتوفير فرص عمل لأبناء المحافظة.
المتحف الأتونى
المتحف الأتونى واحد من المشروعات القومية العملاقة التى تشهدها أرض محافظة المنيا ، ويتكون متحف اخناتون من 14 قاعة للعرض المتحفى، وقد يصل عدد القطع الأثرية المقرر عرضها عند افتتاحه إلى 10 آلاف قطعة أثرية.
وتضم القاعة الرئيسية تاريخ مدينة المنيا عبر العصور المختلفة أما باقى القاعات فتحتوى على قطع أثرية تسرد تاريخ وفن الفترة الآتونية، إضافة إلى مسرح وسينما وقاعة مؤتمرات تسع حوالى 800 فرد ومكتبة أثرية ومنطقة بازارات بها 19 بازارا، و5 بحيرات صناعية تطل على النيل، وعددا من الكافيتريات، إضافة إلى مبنى إداري به مركز لتدريب العاملين وآخر لإحياء الصناعات والحرف التراثية.
يقول الدكتور أحمد حميدة، مدير المتحف، إنمتحف "أخناتون" يعد منارة ثقافية وسياحية بالمحافظة، وهناك متابعة مستمرة للوقوف على ما يتم إنجازه بالمتحف.
فيماقالاللواء أسامة القاضي، محافظ المنيا، أن الانتهاء من المتحف الآتوني من شأنه أن يعيد وضع المنيا على خريطة السياحة العالمية، وسوف يساهم بشكل كبير في رفع الوعي الثقافي والأثري لدى المجتمع المنياوي، كما سيساهم المتحف في تنشيط حركة السياحة الداخلية والخارجية الوافدة إلى المحافظة، وكذلك الحركة الثقافية من خلال خدمة المجتمع المحيط بالمتحف.