الكفيف المبصر.. محمد زبيب أسطورة الشطرنج.. يفوز على المبصرين بالمسابقات.. مثل مصر وأفريقيا فى بطولة العالم للقارات وحصل على ميداليات ذهبية وفضية.. يرسم الرقعة فى خياله ويمكنه إنهاء مباراة خلال 10 دقائ

فى مشهد متكرر بالمسلسل القصير "The Queen's Gambit" تتدرب البطلة على الشطرنج فى رقعة تخيلية تراها مرسومة على السقف، ترسم بخيالها الرقعة ثم تتراص فوقها قطع الشطرنج قطعة قطعة، وتتحرك فى مباراة تخيلية قوية حتى أنها تعلمت وجربت عشرات الخطط والاستراتيجيات للعب، بين الافتتاحيات واستراتيجيات الدفاع حتى أصبحت أسطورة فى اللعبة. هذا المشهد الذى جسدته الدراما الأمريكية هو واقع أسطورة الشطرنج المصرى "محمد زبيب" الذى هزم الإعاقة البصرية وحقق عشرات البطولات فى الشطرنج على المستوى المحلى والدولى، رغم أنه فقد بصره منذ سنوات. حكى "محمد زبيب" لـ"انفراد"، حكاية عشقه وتمكنه من لعبة الذكاء والجدية، فقال: بدأت ألعب الشطرنج منذ السبعينات عشقتها وتحديت بها الأهل الأصدقاء، كنت أشترى كتب تعليمها وأظل طوال الليل أقرأها وفى الصباح أطبق ما قرأت مع الأصدقاء حتى تعلمتها، تم أخذنى الشغف بها لأصبح فى أفضل مستوياتها، فكنت أتابع ألعاب المحترفين وأحللها وأدرس نقاط القوة والضعف فى كل منهما، حتى وصل الأمر بى أنى أجلس مع خصمى وأعطيه ضهرى وأسمع لعبته ثم أتخيل رقعة الشطرنج بالمجسمات وألعب على هذا حتى أتقنت لعب الشطرنج بالتخيل. فى سن الأربعين فقد الرجل بصره وعاش فترة من الزمن فى وحدة، حتى لبى نداء الأصدقاء بنزوله أرض المعركة للعب مرة أخرى، وكأن الله سبحانه وتعالى وهبه اللعب بالتخيل كى يعوضه عن إعاقته البصرية، فدخل اللاعب بطولات محلية وكانت بطولة الجمهورية المفتوحة بمثابة نقطة النور التى أضاءت ظلمته فعرفه الاتحاد العام للعبة الشطرنج وأصبح عضوًا أساسيًا من أعضائه. يقول "زبيب": كان ترتيبي في بطولة الجمهورية المفتوحة الـ13 على مصر كان خصمى فى اللعبة من المبصرين، وبعدها دخلت 3 بطولات دولية الأولى كانت فى دولة الإمارات، ولم يحالفنى الحظ، والمسابقة الثانية كانت فى اليونان وحصلت على المركز الـ16 على مستوى العالم، والبطولة الأخيرة كانت فى تركيا وهى بطولة العالم للقارات وكنت أمثل مصر وأفريقيا، وحصلت على المركز الثانى وعلى الميدالية الذهبية. ويتابع محمد زبيب ابن محافظة الدقهلية:" لازم يكون إللى بيلعب الشطرنج إيديه خفيفة في اللعب وذهنه حاضر، الماتش والواحد معايا ممكن ألعب فى ساعتين وممكن ألعبه فى 10 دقايق، أنا دلوقتى بستعين لزميل أمليه النقلات سواء فى اللعب أون لاين أو مع أصحابى فى النادى، لكن لما بلعب باخد ساعة ونص ليا وساعة ونص للخصم وكل نقله بتاخد معايا نص دقيقة، رغم إنى مش بشوف إلا أن اللعبة دى بتحسسنى إنى شايف اللوحة ومتمكن فيها، أنا ممكن أتخيل اللوحة قدامى وأحسبها بسرعة". ويكمل اللاعب حديثه: "أنا بلعب بشطرنح مخصوص لذوى الإعاقة البصرية هدانى به الاتحاد، يعنى المجسمات السوداء بعرفها لأن فيها زى دبوس من الرأس لكن المجسمات البيضاء ملساء، والعلبة مربعاتها بارزة، أنا ممكن ألعب عليه لوحدى".