ما زالت فوضى تشغيل القطارات مستمرة والتأخيرات اليومية لا تنتهى رغم كل وعود المسئولين بحلها، ورغم كافة الإمكانيات التى وفرتها الدولة لمرفق السكة الحديد، واستمرار شكاوى المواطنين من سوء الخدمة وتأخير مواعيد القطارات أكبر دليل على ذلك.
ويهدد قرار المهندس كامل الوزير وزير النقل لاحتواء غضب السائقين واحتجاجهم بسبب الحكم بسجن سائق قطار النجيلى 9 سنوات، بحوادث قطارات كارثية، حيث دعا المسئولين إلى التساهل مع العاملين المخالفين والمخطئين، وهو ما ينذر بحدوث كوارث وتكرار الأخطاء فى تشغيل القطارات.
وأصدر المهندس كامل الوزير وزير النقل قرارا موجها إلى جميع رؤساء مجالس إدارات الهيئات والشركات التابعة للوزارة يدعوهم إلى عدم التشدد والإفراط فى معاقبة العاملين المخالفين لديهم، طالما لم تشكل المخالفة شبهة الاعتداء على المال العام أو إهداره.
ونص منشور وزير النقل على الآتى: "يراعى عدم الإفراط والتشدد فى العقوبات التى توقع على العاملين بالوزارة والجهات التابعة لها، وأن تكون العقوبات متدرجة تبدأ من إبداء النصح والإرشاد ثم التنبيه يعقبه الإنذار.. وفى حالة تكرار الفعل المخالف من ذات العامل فيتم توقيع العقوبة المناسبة عليه مع الالتزام بقدر الإمكان بالحد الأدنى إذا كانت المخالفة لا تشكل شبهة جرائم إهدار المال العام أو الاعتداء عليه".
وأصدرت هيئة السكة الحديد منشور فى نفس السياق، تحت مسمى تعليمات انضمامية رقم 10 لسنة 2020 بخصوص تشغيل أجهزة التحكم الآلى بالقطارات على جزء من خط غير مجهز بهذا النظام، حيث سمحت فى هذا المنشور لسائقين القطارات بغلق جهاز التحكم الآلى أثناء المسير فى بعض الحالات ووفق قواعد محددة وهو ما يهدد سلامة أرواح الركاب ويتضمن تساهل فى إجراءات السلامة والأمان.
وقالت هيئة السكة الحديد فى منشورها إنه يجوز بصفة مؤقتة إغلاق أجهزة التحكم الآلى الموجودة بجرار القطار بصورة مؤقتة فى مناطق فك الارتباط (تعطل الملفات الأرضية والإشارات) فى مشروعات تطوير نظم الإشارات بخطوط السكة الحديد لحين استكمال هذه المشروعات، وأيضا فى حالات إلغاء التقاطر الكهربائى.
وأضافت هيئة السكة الحديد أنه على سائقين القطارات الإلتزام فى جميع الحالات بالقواعد المنظمة لذلك واتباع لوائح الهيئة وتعليماتها بكل دقة ومراعاة السرعات المقررة للقطارات خلال مسيرها على الخطوط، وتنفيذ تعليمات فك الارتباط، وعلى مراقبى الحركة متابعة أعمال فك الارتباط وأعمال قطع الخطوط ومتابعة مسير القطارت.
وشهدت حركة القطارات ارتباك شديد على كافة الخطوط بالجمهورية وتأخيرات وصلت إلى ساعات منذ منتصف الأسبوع الماضى بسبب قيام سائقى القطارات بتشغيل أجهزة التحكم الآلى بجرارات القطارات (ATC) احتجاجا منهم على الحكم على سائق «قطار النجيلي» الذى وقع فى مارس الماضى وتسبب فى إصابة ١٣ راكبا بالسجن لمدة ٩ سنوات نتيجة إغلاقه جهاز التحكم الآلى بجرار قطاره.
وكان سائقون قالوا لـ "انفراد" إنهم كانوا يضطروا لإغلاق أجهزة التحكم الآلى بالقطارات بسبب تعطل الكثير من اجهزة الإشارات على طول خطوط السكة الحديد حتى لا يحدث تأخيرات طويلة وكانوا يقدمون على هذا الإجراء بناء على طلب رؤساءهم إلا أن فى حادث قطار النجيلى تم الحكم مؤخرا على زميلهم بسبب هذا الإجراء لذلك فهو يتبعون إجراءات السلامة وفق لوائح التشغيل بالهيئة ويشغلون هذا الجهاز الذى يلزمهم بتخفيض السرعة فى مناطق تعطل أجهزة الإشارات.