أدانت قبرص الزيارة المرتقبة للرئيس التركى إلى منتجع ساحلى متنازع عليه فى الجزيرة، في ذكرى تأسيس جمهورية شمال قبرص التركية التى لا تعترف بها سوى أنقرة.
وقال الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، إن زيارة الرئيس التركى المقررة اليوم الأحد إلى شمال قبرص ومدينة فاروشا المحتلة من جانب تركيا، تمثل "استفزازا غير مسبوق".
وأضاف أنها "تقوّض جهود الأمين العام للأمم المتحدة للدعوة إلى حوار خماسيّ غير رسمي" بين القبارصة اليونانيين والأتراك وأثينا وأنقرة، ولندن القوة الاستعمارية السابقة في الجزيرة.
وتابع أناستاسيادس في بيانه أن تحركات كهذه "لا تساهم في خلق مناخ ملائم وإيجابي لاستئناف محادثات الوصول إلى حلّ" للمسألة القبرصية.
وتُعدّ الزيارة التي تأتي عقب بضعة أسابيع من دعم رئيس تركيا لحليفه القومي إرسين تتار للفوز بالانتخابات الرئاسية في شمال قبرص، موجعةً للقبارصة اليونانيين الذين يمثلون أغلبية سكان الجزيرة والذين لم يتنازلوا قطّ عن مطلبهم بالسماح بعودة المُهجرين من مدينة فاروشا إلى ديارهم.
واعتبر رئيس جمهورية قبرص المعترف بها دوليا وعضو الاتحاد الاوروبي، في بيانه، أن "هذه التحركات تثير سخط كل شعب قبرص".
بدورها دانت وزارة الخارجية اليونانية "استفزاز" الأتراك، وقالت الوزارة في بيان شديد اللهجة إن "زيارة الرئيس التركي المقررة إلى فاروشا المحتلة برفقة فريق حكومة... استفزاز غير مسبوق" ينتهك قرارات الأمم المتحدة.
وأضافت "ندينه بشكل قاطع ونتوقع أن تتم مناقشته بعمق في الاجتماع المقبل للمجلس الأوروبي في ديسمبر".
وبقيت منطقة فاروشا التي كانت توصف بأنها "جوهرة المتوسط"، مقفرة ومحاطة بأسلاك شائكة منذ غزو تركيا شمالي جزيرة قبرص عام 1974.
وعقب الغزو الذي جاء على خلفية انقلاب في الجزيرة كان يهدف إلى إلحاقها باليونان، أُعلِن قيام جمهورية شمال قبرص التركية في 15 نوفمبر 1983 لكنها لم تحظ سوى باعتراف أنقرة.
وأعادت القوات التركية إعادة فتح فاروشا جزئيا في 8 أكتوبر الماضي، ما أثار انتقادات دولية.
ووقّعت منظمات قبرصية تركية ويونانية عريضة مشتركة تدعو إلى وقف فتح فاروشا "أحاديًّا" وإلغاء زيارة الرئيس التركى.
وجاء في العريضة أن "الطبيعة الاحتفالية لإعادة الفتح الذي جاء على حساب ذكريات سكّانها السابقين ومعاناتهم، تؤلم ضميرنا".
ونادى مئات من القبارصة الأتراك بشعارات من قبيل "لا تَدَخُّل" و"الحرية للجميع"، خلال احتجاج على زيارة رئيس تركيا، الثلاثاء في شمال العاصمة المقسّمة نيقوسيا.
وذكرت دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، في بيان أمس السبت، أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة نظيره في شمال قبرص أرسين تتار.
وأوضح البيان أن الرئيس التركى سيشارك، ضمن زيارته، في مراسم الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 37 لتأسيس جمهورية شمال قبرص التركية، لافتا إلى أن الزيارة ستبحث سبل تمتين علاقات التعاون الوثيقة بين البلدين، ويتبادلان وجهات النظر حول قضية قبرص ومستجدات شرقي المتوسط.