الدكتور محمد أبو بكر حميد يكتب: القصة الكاملة لعلاقة على أحمد باكثير بأم كلثوم من "سلامة" إلى "الشيماء".. أسباب الخصومة والتصالح الذى تم بعد 25 عاما .. ومن هو المؤلف الحقيقى لكلمات أغنية (غنى لى شوية

حقيقة الخلاف الذى حدث بين باكثير وأم كلثوم أثناء تصوير فيلم سلامة قصة أمنية أم كلثوم الفنية الأخيرة التى تمنت أن تكون مع باكثير دور عزيز أباظة ويحيى حقى وعبد الحميد السحار فى العلاقة بين باكثير وأم كلثوم أنتجت السينما أربعة أفلام من أعمال أديب العربية الكبير على أحمد باكثير (1910-1969م) على مدى مراحل تاريخه الأدبى والفنى فى مصر التى هاجر إليها من حضرموت سنة 1934م وهى (سلامة القس) 1944م، (مسمار جحا) 1952م، (وا إسلاماه) 1961م، (الشيماء) 1972م، وقد حققت هذه الأفلام نجاحاً فنياً وجماهيرياً كبيراً، وكان فيلم (سلامة القس) 1943م أول أفلام باكثير وأكثرها وشهرة، فقد حقق هذا الفيلم نجاحاً كبيراً لطرافة قصته ولقيام السيدة أم كلثوم بدور بطولته والغناء فيه. قصة أول لقاء بين باكثير وأم كلثوم كان باكثير يعمل مدرسا فى مدرسة الرشاد الثانوية بالمنصورة سنة 1943م، وكانت روايته (سلامة القس) قد نشرت فى العام نفسه عن (لجنة النشر للجامعيين) التى كان باكثير من أعضائها المؤسسين مع زميليه فى الجامعة عبد الحميد جودة السحار (1913-1974م) ونجيب ومحفوظ (1911-2006م)، ولقيت رواية (سلامة القس) رواجا كبيرا فى الأوساط الأدبية والشعبية بعد نشرها، وكتبت عنها صحف ذلك الزمان. وروى لى عمر عثمان العمودى زوج ربيبة باكثير (فى صيف 1992م) تفاصيل قصة أول لقاء بين باكثير وأم كلثوم، إذ تصادف أن باكثير كان فى القاهرة والتقى بالشاعر الكبير عزيز أباظة (1898-1973م)، فقال له أنه قرأ الرواية وأعجب بها وذكرها للمخرج السينمائى الشهير آنذاك توجو مزراحى (1901-1986م). وجفل باكثير من اسم مزراحى لأنه يهودى، فطمأنه عزيز أباظة وقال له أن مزراحى صحيح يهودى، ولكنه وطنى مصرى ولا علاقة له بالحركة الصهيونية ولا يؤيدها، والحقيقة أن مزراحى كان يحرص كل الحرص على إنتاج أفلام لها علاقة بالمجتمع الإسلامى والتاريخ الإسلامى لكى يبعد عن نفسه شبهة الصهيونية، لهذا قال لعزيز أباظة إنه على استعداد لإنتاج هذه الرواية فى فيلم سينمائى، وستكون ناجحة لجمعها بين السرد والغناء فى موضوع طريف. وقال مزراحى لعزيز أباظة أن الفيلم سيحقق نجاحا ساحقا إذا قامت أم كلثوم بالتمثيل والغناء فيه. وأبدى عزيز أباظة استعداده لمفاتحة أم كلثوم فى ذلك إذا وافق باكثير على الفكرة. وبموافقة باكثير تحدث عزيز أباظة مع أم كلثوم باستعداد المنتج والمخرج السينمائى توجو مزراحى لإنتاج الفيلم. قرأت أم كلثوم الرواية وأحبتها، وتم ترتيب لقاء فى بيت أم كلثوم صباح 16 أكتوبر1943م بين أم كلثوم وباكثير ومرزاحى، حيث تم توقيع اتفاق إنتاج الفيلم، وكانت تلك أول مرة ترى فيه أم كلثوم باكثير، فلما رأته فوجئت بقصر قامته، وكانت قد تخيلته طويلا ضخم الجثة، فقالت له مبتسمة مازحة بطريقة خفة الدم المصرية: "يا أستاذ ده حضرتك باقليل" ..! لكن المزحة كانت ثقيلة الوطء على باكثير .. لم يستوعب باكثير "هزار" أم كلثوم وتوتر الموقف حين تغيرت ملامحه، وأحست أم كلثوم بالخطأ، ولكنها لم تستطع معالجته، فحاول مرزاحى معالجة الموقف بلباقة ومرح، وعقبت أم كلثوم بقولها إنها معجبة بأدب باكثير، وأنها استمتعت بالرواية عندما قرأتها، وأنها من المتابعين لما ينشره من شعر فى مجلة الرسالة، وعند مغادرتهما بالغت أم كلثوم فى وداع باكثير لتمحو آثار ما حدث. وفى جلسة أخرى لأم كلثوم مع مؤلف الفيلم باكثير ومخرجه ومنتجه مزراحى قالت أم كلثوم إن قصائد الفيلم كلها بالفصحى، ولا مانع لديها أن تغنيها ثم أضافت: "لكن الفيلم الجميل ده محتاج أغنية بالعامية خفيفة الظل تعمل جو وتشيل الفيلم جماهيريا"، ثم توجهت بالكلام إلى باكثير فسألته: "أيه رأى حضرتك يا أستاذ باكثير؟" فصمت باكثير لحظة مفكرا ثم قال: "أنا لا أكتب شعر العامية" فقالت أم كلثوم ضاحكة بود: "وماله؟!.. جرَّب يا أستاذ على .. أنا متأكدة أنك حتعمل حاجة حلوة تحرك الناس.. حضرتك فكِّر كده بس وقلى". خرج باكثير مهموما لا يدرى ما يفعل غير مقتنع بفكرة العامية مطلقا، وفى الطريق قال له مزراحي: "بص يا بيه .. أغنية بالعامية حتشيل الفيلم جماهيريا زى ما قالت أم كلثوم وهى حتبدع فيها"، فقال له باكثير: "تحفظى ليس سببه رفضى للعامية فقط، بل أيضا تخوفى أن لا أتقن كتابة الأغنية باللهجة المصرية"، فضحك مزراحى وقال: "والنبى ده اسمه كلام ..؟! ده حضرتك بقيت مصرى خلاص وأكثر مننا كمان"، ثم أضاف: "ولو بقيت محتاس ومقدرتش حنكلم بيرم التونسى، بس أنا متأكد إنك حتعملها"، مرت أيام التقى فيها باكثير بعزيز أباظة وحكى له ما حدث مع أم كلثوم، وعبر له عن مخاوفه أن لا تنجح المحاولة لأنه لم يعتد الكتابة بالعامية المصرية، فقال له عزيز أباظة ضاحكا: "هذا تحدى يا أستاذ باكثير وأنت رجل التحديات..! المؤلف الحقيقى لأغنية غنى لى شوية شوية قال لى الأستاذ سعد أردش المخرج المعروف رحمه الله، (وقد عرفته عندما كنت طالبا بقسم النقد بالمعهد العالى لفنون المسرحية بالكويت سنة 1979م) قال لى إن الأغنية التى كتبها باكثير بالعامية هى أغنية (غنى لى شوية شوية) الشهيرة بناء على طلب أم كلثوم، وقد كتبها بعد تردد كبير، ولظروف شخصيته المحافظة الرزينة طلب أن لا تُنسب هذه الأغنية إليه، ثم ذاع بين الناس أنها من كلمات بيرم التونسى لأنه كتب قصائد عامية أخرى للفيلم فيما بعد، ولكن أغنية غنى لى شوى شوية كانت حقيقة لباكثير..! وأبلغ المنتج مزراحى أم كلثوم أن باكثير كتب قصيدة رائعة وأرسلها لها فقرأتها ثم قالت له أنها تريد أن تسمعها ملحنة بصوت الملحن وبحضوره مع باكثير، وطلبت منه أن يجعل باكثير يختار الملحن، فعاد إليها وأبلغها أن باكثير اختار زكريا أحمد (1896-1961م)، وأن زكريا أحمد لحنها لحنا جميلا خفيف الظل. فقالت له أم كلثوم وهى تضحك: "والله كنت عارفه أن الأستاذ باكثير سيختار زكريا أحمد.. !" وهى تقصد أن زكريا أحمد أزهرى مرتل للقرآن ولا شك أن باكثير سيكون معجبا به لخلفيته الدينية، وصدق حدس أم كلثوم فقد كان باكثير على صلة بزكريا أحمد. حضر زكريا أحمد مع مزراحى وباكثير إلى بيت أم كلثوم وغنى زكريا أحمد أغنية (غنى لى شوية شوية) ملحنة لأم كلثوم فتمايلت طربا، وكانت تردد كلماتها مع الملحن: غنّى لى شوى شوى غنّى لى وخذ عينيّ خلينى أقول ألحان تتمايل لها السامعين وترفرف لها الأغصان النرجس مع الياسمين وتسافر بها الركبان طاويين البوادى طيّ شوى شوى شوى شوى غنى لى غنى وخد عينى قالت أم كلثوم بعد الانتهاء: "رائع يا أستاذ باكثير .. أنا كنت متأكدة من كده .. حضرتك باكثير بحق وحقيق"، ونسيت فى غمرة ثنائها على باكثير - وقد بالغت لتعويض ما حدث من قبل فى حكاية باقليل - .. نسيت أن تشكر الملحن زكريا أحمد، وفى حركة مفاجئة وقف زكريا أحمد بطريقة مسرحية وقال: "يا سلام .. كل ده لباكثير ونسيتى يا هانم الملحن اللى طلعت روحه عشان يعمل اللحن ده .. أمال أنا ايه؟ أنا باقليل بأه" .. وضحك الجميع وأثنت أم كلثوم على اللحن الرائع. سبب القطيعة الطويلة بين باكثير وأم كلثوم وما كادت العلاقة بين باكثير وأم كلثوم تعود للصفاء الجميل حتى تكدرت مرة أخرى. عندما بدأ تصوير الفيلم، وبدأ عمل البروفات حرص باكثير على حضور البروفات أثناء التصوير، وكان قد قام بضبط وتشكيل كل القصائد الفصحى حتى لا تخطئ أم كلثوم. وفى إحدى البروفات وقعت الكارثة، امتعضت أم كلثوم من تصحيح باكثير أخطاء النحو فى الأبيات الفصيحة أثناء الغناء، وأصر باكثير على أن النطق لابد أن يكون سليما. وعاندت أم كلثوم، وتفاقم الأمر بين الطرفين، وغادر باكثير الاستديو غاضبا، وأوقفت أم كلثوم التصوير وكادت تلغى العقد، واستعان مزراحى بالشاعر عزيز أباظة الذى كان همزة الوصل الأولى بين أم كلثوم وباكثير، وتم فى الأخير التوصل إلى حل وسط، وهو أن يحضر باكثير البروفات ويسجل ملاحظاته على الأبيات ويعطيها لأم كلثوم بعد ذلك. ونجحت تلك الطريقة، فكانت أم كلثوم تتفادى الخطأ بذكاء، ولا تكرره فى البروفة التالية. ونجح فيلم (سلامة)بعد عرضه سنة 1944م نجاحا باهرا، ولا يزال هذا الفيلم مطلوباً من جماهير المشاهدين حتى اليوم زادت به أم كلثوم تألقا، وأصبح باكثير محل تقدير فى الأوساط الفنية وذاع صيته أكثر بين جماهير القراء الذين عرفوه شاعرا وكاتبا وبين الذين لم يعرفوه، ولكن العلاقة بين باكثير وأم كلثوم لم تعد، بل وأصبحت قطيعة دامت 25 عاما حتى عادت العلاقة بينهما سنة 1968م. وتلك قصة أخرى .. فيلم الشيماء وعودة العلاقة بعد 25 عاما (الشيماء) هو الفيلم الرابع من أفلام باكثير ولم يتم إنتاجه فى حياته، وإن كان قد تمنى ذلك عندما كتب أوبريت "شادية الإسلام الشيماء" أخت الرسول بالرضاعة. حدثنى يحيى حقى (1905-1992م) فى لقاء معه فى القاهرة صيف 1990م أن السيدة أم كلثوم قالت له ذات مرة أواخر سنة 1967م: إنها تتمنى أن تختم حياتها بفيلم عن السيرة النبوية تؤدى فيه دوراً، فقال لها يحيى حقي: أن باكثير أولى الناس وأقدرهم على كتابة هذا العمل. فأخبرته بالقطيعة التى بينها وبين باكثير منذ أيام فيلم سلامة سنة 1943م، وروت له بأسف ما حدث. وقالت إنها لا تحب أن تكون بينها وبين إنسان قطيعة قط وخاصة أديب كبير مثل باكثير، وقالت إنها لم تجد فرصة لتطييب خاطر باكثير، وأنها حاولت أن تراه سنة 1963م فى الحفل الذى كرَّمه فيه الرئيس جمال عبدالناصر بوسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ولكنها لم تتمكن من رؤيته لأنه انصرف بعد التكريم مباشرة. استحسنت أم كلثوم فكرة يحيى حقى أن يكتب باكثير عملا فى السيرة النبوية تستطيع أن تؤدى دور بطولته، وقالت له: "أبلغ الأستاذ باكثير أن أم كلثوم بدأت معك بداية رائعة، وتريد معك حسن الختام بالسيرة النبوية"، أبلغ يحيى حقى باكثير بما دار بينه وبين أم كلثوم، وسُرّ باكثير بذلك وقال: "عفا الله عما سلف وغفر لها ولى"، وتحمس لهذا الاقتراح وقال: "لعل الله يجعله حسن خاتمة لنا معا". اقترح يحيى حقى حلا وسطا لجمع باكثير بأم كلثوم بعد قطيعة 25 عاما، وهو أن تتصل أم كلثوم بباكثير هاتفيا وتدعوه لزيارتها ثم يقوم يحيى حقى باصطحابه إلى بيت أم كلثوم. وبالفعل اتصلت ام كلثوم بباكثير فى يناير 1968م وقالت له أنها تتمنى أن تختم حياتها بعمل سينمائى فى السيرة النبوية، وأنها تتمنى أن يكون ذلك العمل بقلمه، ودعته لزيارتها. وقبل أن ينقضى الأسبوع كان باكثير فى صحبة يحيى حقى فى منزل أم كلثوم، احتفت السيدة بقدوم باكثير احتفاء تأثر له خاصة عندما قالت له إنها طوال هذه السنين لم تنقطع عنه، لأنها كانت تتابع نجاح مسيرته الفنية، وتشاهد مسرحياته، وتقرأ رواياته التاريخية، وذكرت له شواهد من أعماله نالتها بالثناء والإعجاب. وتحمس باكثير وقال لها إن لديه فكرة بدأ فى كتابتها لعمل أوبريت يمتزج فيه النثر والشعر فى موضوع السيرة النبوية، وقال إنه سيضع فى ذهنه الجانب السينمائى لها، ويلتقى بها مرة أخرى. وفكر باكثير فى وسيلة فنية لإظهار هذا العمل، فوجد أنه لا مجال لأم كلثوم بالمشاركة فى عمل عن السيرة النبوية إلا بظهورها فى تجسيد شخصية يجوز شرعاً ظهورها فى السينما من جهة، وتتوفر فيها إمكانية الإنشاد والغناء. وبعد تفكير وتأمل فى الشخصيات المباح ظهورها من شخصيات عصر النبوة وقع اختياره على شخصية الشيماء أخت الرسول بالرضاعة وقصة إسلامها وإسلام قومها وتوافق كل ذلك مع إمكانات السيدة أم كلثوم الفنية والتمثيلية. وأتم باكثير هذا العمل الفنى على شكل أوبريت فى أواخر سنة 1968م. فاتح باكثير صديقه عبد الحميد جودة السحار مدير مؤسسة السينما آنذاك بالفكرة ففرح بها وأيدها، واتصل السحار بأم كلثوم وطلب منها أن لا تبحث عن منتج لفيلمها مع باكثير، وأبدى لها رغبة مؤسسة السينما فى التشرف بإنتاج هذا العمل عن السيرة النبوية ببطولتها. (أنظر خطاب إبراهيم الأزهرى بخصوص علاقة السحار بهذا الموضوع). بعد عدة شهور زار باكثير أم كلثوم بصحبة عبد الحميد جودة السحار، وسلمها نسخة من العمل، وتم الاتفاق على أن يقوم باكثير بنشر النص الأدبى فى كتاب، وفى الوقت نفسه تستمر أم كلثوم تراجع النص لتعطى مقترحاتها حول رؤيتها السينمائية والغنائية لدورها فيه. ولكن الرياح جرت بما لا تشتهى السفن، لم تستطع أم كلثوم أن تقدم لباكثير هذه الرؤية بسبب وعكة صحية ألمت بها حين ذاك، وبدا لأم كلثوم أنها صحيا ربما لا تستطيع القيام بدور التمثيل إذ كانت آنذاك فى السبعين من عمرها، وطرح عبدالحميد جودة السحار حلاً وسطاً يتناسب مع ظروف أم كلثوم الصحية، وهو أن تقدم قصة الشيماء فى أسطوانات على نمط المصحف المرتل وتقوم السيدة أم كلثوم بسرد الجزء الأكبر من قصة السيرة النبوية على لسان الشيماء أخت الرسول بالرضاعة بطلة عمل باكثير لتقدم فى الإذاعة المصرية. وقالت أم كلثوم إنها تتبرع بريع هذه الأسطوانات لوجه الله مدى الحياة، وتبعها باكثير بالتنازل عن حقوق التأليف فى هذا العمل. ونشر خبر الاتفاق بين باكثير وأم كلثوم فى الصحف فى حينها، وتمت الإشارة إلى تبرع أم كلثوم ولم يُذكر تبرع باكثير، وكان هذا موضع عجب يحيى حقى الذى سرّب الخبر للصحافة بنفسه!! والجدير بالملاحظة أن تاريخ نشر الخبر فى العاشر من نوفمبر سنة 1968م كان قبل عام كامل تماماً من وفاة باكثير التى كانت فى العاشر من نوفمبر 1969م!! أمنية أم كلثوم التى لم تتحقق وفى الشهور الأولى من سنة 1969م كان باكثير فى عدة أسفار خارج مصر، ثم كانت وفاته فجأة من العاشر من نوفمبر من السنة نفسها. وقد حزنت أم كلثوم لوفاة باكثير لأن أمنيتها لم تتحقق، ولكنها تمنت أن يتم إنتاج العمل للسينما بها أو بدونها. ودعا يحيى حقى الأوساط الفنية لإنتاج ذلك العمل. كتب يحيى حقى متألماً بعد وفاة باكثير يقول: "لابد لى هنا، وفاء لحقه على أن أشيد بعمل مسرحى له لم يلتفت إليه النقاد مع الأسف، وقد شهدت معه مولده وانتفعت به. هذا العمل هو أوبريت «البيرق النبوى الشيماء شادية الإسلام» التى وئدت ظُلماً، يتجاهلها المسرح والتليفزيون والإذاعة وهى تجرى صارخة: يا عالم! من يدلنى على أوبريت. إنها أفضل عمل يقدم للجمهور ونحن نخوض المعركة" (صحيفة المساء 16/11/1969م). ويشاء الله أن تتحقق أمنية باكثير فى إنتاج هذا العمل الكبير للسينما بعد وفاته بثلاث سنوات، وبتشجيع من يحيى حقى وأم كلثوم نفسها التى لم تكن ظروفها الصحية تسمح لها بالتمثيل فيه، فقد أصر عبدالحميد جودة السحار على الوفاء لصديقه باكثير، فأنتجته المؤسسة المصرية العامة للسينما سنة 1972م التى كان السحار رئيسها، وقامت بدور الشيماء الذى كتبه باكثير لأم كلثوم الممثلة سميرة أحمد وكان الغناء بصوت سعاد محمد. وقال لى يحيى حقي: "إنه حرص على مشاهدة نسخة من الفيلم فى بيت أم كلثوم وشهد بأنها تأثرت به كثيراً، وأنه رأى دمعة تسللت من خلف نظارتها السميكة على خدها أثناء مشاهدة إحدى اللحظات الروحية المؤثرة التى تم التعبير عنها غناءً". وأضاف يحيى حقى معلقاً: "لعلها تمنت أن تقوم بذلك الدور العظيم بنفسها أداءً وصوتاً فقد كان ذلك الفيلم أمنية أرادت أن تختم بها حياتها مثلما ختم بها باكثير حياته ــ رحمهما الله ـ










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;