ملايين الدولارات أنفقتها جماعة الإخوان الإرهابية، لتعزيز تواجدها بدول الغرب والتغلغل فى المجتمع الأوروبى والأمريكى بشكل أوسع لتضمن فى ذلك أن يكون هذا أداة ضغط تستخدمها حينما تتجه أحدى الدول للتملص منهم أو طردهم بعد ما أصبح لا مجال لها سوى الخارج بطرد الشارع المصرى لها، وقام عدد من القيادات الإخوانية باستغلال ما يمتلكون من ثراء فاحش وتأسيس مؤسسات اقتصادية ضخمة لهم بالخارج وبدعم ممول من الدوحة وتركيا، كل ذلك يأتى حتى تتمكن "الإرهابية" من أن تكون أداة ضغط على هذه الدول حتى لا تتخلى عنها وعن مطالبتها فى العودة للمشهد بمصر أو مخططاتها التدميرية .
ومنهم من قام بتوطيد علاقة الإخوان بكثير من المؤسسات والدول الأوروبية ولعب دورا بارزا داخل الجماعة على مدار الثلاثة عقود الأخير مثل يوسف ندا، حيث يمتلك إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد الإخوان، ثروة تزيد على 7 مليون دولار ويشرف على عدد من المواقع الإعلامية التابعة للجماعة منها موقع ميدل إيست آى.
ويعمل تنظيم الإخوان الإرهابى على التغلغل داخل المجتمعات الأوروبية التى سمحت القارة العجوز له بالعمل بحرية على أراضيها لسنوات، ويؤكد هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، ذلك الرأى، قائلا " الجماعة عمدت لاستراتيجية موضوعة منذ اللحظة الأولى لخروجها من مصر ولفظ الشارع لها لتضمن مكان لها بالخارج وعدم وجود أى تهديدات تؤدى لطردها منه هى الأخرى".
وأضاف أن وسائلها فى ذلك تعتمد على الاتصال المباشر بأجهزة الاستخبارات الأجنبية وخدمة أجهزة خارجية وإقليمية وغربية فيما تريده من مساعى تخريبية، مشيرا إلى أنها تقوم بأداة ضغط لابتزاز هذه الدول وتكوين حلف مع من تبدأ التحالف معه حتى لا يتمكن من الهروب منه .
وشدد أنها تقدم نفسها على أنها تمثل المجتمع الإسلامى ومن ثم تقوم بالتغلغل فى الدول الأوروبية وتدير مشاريع بمليارات الدولارات والتى تدعم فى الأساس من قطر وأموالها حتى تكون أداة اقتصادية ضاغطة تهدد بانهيارات فى اقتصاداتهم حال طردها، وبهذا تكون دولة داخل الدولة وهو ما يصعب فكرة تخلى الغرب عنها بعد ذلك لسيطرتها على جزء كبير من اقتصاده وتجبره على تبنى قضاياه .
وأشار إلى أنها فى المقابل أيضا تستخدم مراكزها بالخارج لخدمة مخططات الدول المعادية وتقدم لهم خدمات فى التشكيك والتحريض ضد الدول التى تريد تشويهها، مشيرا إلى أنها أيضا عمدت على أن تكون لها عناصرها فى كافة المؤسسات بالخارج ليكون لها تأثير حال أرادت تقليب الرأى العام على الحكومات.
يؤكد الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن جماعة الإخوان تعتمد وتستقوى بالخارج لانه ليس لديها حضور فى الداخل وبالتالى فإنها تعتمد على تحركاتها ووجودها فى دول مثل المانيا وبريطانيا وأيضا أمريكا.
وأشار إلى أن الاستقواء بالخارج يتم من خلال عدة أمور مثل محاولة استثمار بعض الاحداث السياسية التى تشهدها هذه البلدان للتأثير على الحالة المصرية بصورة أو بأخرى وهم لديهم طموح فى إعادة تدوير دورهم فى الإقليم وهذا وهم بدليل أن الجماعة كل عملها فى الخارج يعتمد على هذا الإطار.
ولفت إلى محاولة الإخوان الحصول على دعم من تركيا ومن قطر ومن بريطانيا ومن أمريكا والالتفاف حول أن الجماعة فى الأصل جماعة مصرية ذات بعد خارجى فى إطار اعتبارهم أن مصر دولة ممر إلى دولة الخلافة الكبرى وبالتالى يبحثون عن مظلة دولية للتحرك فى أوقات معينة فكما هو معلوم فان أن باترسون السفيرة الأمريكية السابقة فى القاهرة اجرت اتصالات مع جماعة الإخوان داخل السفارة وخارجها ونفس الأمر بالنسبة لإبراهيم منير القائم بأعمال المرشد فى اتصالاته مع الحكومة البريطانية والدول الخارجية حيث يحرض ضد الدولة المصرية.