رغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار فى إقليم قره باغ، بين أرمينيا وأذربيجان وروسيا، إلا أن الأزمة ما زالت قائمة خاصة بعد تعهد رئيس أذربيجان بمحاسبة أرمينيا لتدميرها البنية التحتية فى قره باغ، حيث أكد الرئيس الأذربايجانى إلهام علييف أنه لا يمكن أن يكون هناك أى مفاوضات فى وضع قره باغ، متابعا: لقد قلت مرارًا إننا لن نسمح بإنشاء دولة أرمينية ثانية فى الأراضى الأذربيجانية الأصلية.
وأكد إلهام علييف، أنه سيتم محاسبة الجانب الأرمينى عبر المؤسسات القضائية الدولية لتدميره البنية التحتية فى مناطق قره باغ التى سيطرت عليها أذربيجان. ووفقا لموقع روسيا اليوم، قال الرئيس الأذربيجانى: "نحن الآن فى مركز جبرائيل، لا يوجد ولو حتى مبنى واحد سالم. تم فقط بناء مركز عسكرى، مع تدمير باقى البنية التحتية على يد العدو، أن كانت المنازل أو المبانى العامة أو المدارس".
ولفت الهام علييف، إلى أن الجانب الأرمينى ستتم محاسبته على كل ذلك فى المحاكم الدولية، وسيجرى إشراك المؤسسات الدولية والخبراء مع احتساب حجم كل الأضرار وسنطالب بتعويضات على ما تم تدميره خلال السنوات الـ30 الماضية، موضحا أن الأرمن دمروا كلبيجار، حيث أحرقوا مؤخرا المنازل والمدارس وقطعوا الغابات.
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، عزم موسكو منع أى مراجعة للبيان الثلاثى الروسى الأذربيجانى الأرمينى، حول قره باغ.
وأوضح وزير الخارجية الروسى: "لا نرى فى الوقت الحالى أى محاولات لإعادة النظر فى البيان الذى تم إصداره. وبحسب فهمى، فإن أرمينيا تشهد حاليا مناقشات صعبة، وقد أعربت الأحزاب الـ17 الأرمنية التى تحالفت من أجل دعم مصالح بلادها، عن معارضتها الحازمة لأى محاولات لمراجعة هذا البيان، هذا ما ننطلق منه، وسنعمل ما فى وسعنا لمنع اتخاذ كهذه محاولات، أو لمنع نجاحها إذا اتخذت".
وأعرب الوزير عن استغرابه من إعلان ممثلى الولايات المتحدة وفرنسا حول ضرورة توضيح تفاصيل البيان الروسى الأذربيجانى الأرميني.
فيما دعا حزب "أرمينيا المزدهرة" المعارض، نواب الجمعية الوطنية إلى إقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان، وقال أعضاء الحزب المعارض -فى جلسة برلمانية، حسبما أفادت قناة "روسيا اليوم" الإخبارية اليوم الثلاثاء، إنه "يجب مناقشة قضية واحدة فقط، إلغاء حالة الحرب واستقالة نيكول باشينيان، وليس لدينا أى حق أخلاقى فى مناقشة قضية أخرى".
يذكر أن أرمينيا تشهد احتجاجات واسعة تطالب باستقالة حكومة نيكول باشينيان فى أعقاب توقيعه اتفاقا حول وقف العمليات القتالية فى منطقة قره باغ، والذى اعتبرته قوى المعارضة "خيانة" لمصالح البلاد، وينص الاتفاق -الذى وقعت عليه روسيا وأرمينيا وأذربيجان- على وقف إطلاق النار اعتبارا من 10 نوفمبر الجارى، ونشر قوات حفظ سلام روسية عند خط التماس.