من أجل توسيع فرصها للاستقواء بالخارج ولتشكل أداة ضاغطة، شملت خطة جماعة الإخوان الإرهابية للتغلغل فى المجتمع الأوروبى وابتزاز السلطات بدول الغرب ويعلم قادة التنظيم الإرهابى أن السيطرة على أوروبا تكمن في السيطرة على المجالس الإسلامية المركزية، وبالتالى تلك السيطرة على المجالس الإسلامية تجعلهم قادرين على الضغط السياسي على الحكومات الغربية في أكثر من اتجاه ومنها مساعدتها فى تلبية مخططاتها للعودة للمشهد السياسى من جديد والنظر فى الأحكام الصادرة ضد القيادات الإخوانية بمصر.
وحسب تقرير للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أكد فيه على الخذلان المستمر لمدار 80 عاما للجماعة الإخوان الإرهابية والاستقواء بالخارج،وقبل نهاية النصف الأول من ستينات القرن الماضي تأسس أول فرع لتنظيم الإخوان الإرهابية في الولايات المتحدة تحت اسم « الرابطة الإسلامية لأمريكا الشمالية» المعروفة اختصارا باسمISNA.
وسيطرت «إيسنا» على أكثر من 75% من المساجد والجمعيات والمراكز في الولايات المتحدة، وكشفت وثائق نشرتها المخابرات الأمريكية عام 1999 أن غالبية الأعضاء الإخوان الذين أسسوا «إيسنا» كانوا ينتمون للإخوان في بلادهم قبل الوصول للولايات المتحدة، ثم انضم لهم الطلاب الإخوان في الجامعات الأمريكية، وأطلق على هذه المرحلة من الخمسينات حتى منتصف الستينات مرحلة «التعبئة والتحشيد» بينما اعتبرت الأوساط الأمريكية أن تأسيس «إيسنا» هو بداية العمل التنظيمي الإخواني في الولايات المتحدة.
طارق أبوالسعد، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، كشف عن وجود ما يزيد عن 250 مركزاً إسلامياً تحت سيطرة التنظيم بالخارج، وأن 75% من مساجد أمريكا إخوانية، هذا بجانب 13 جمعية فى لندن يقودها 3 من عناصر الجماعة، موضحا إلى أنه رغم محاولة الجماعة الإرهابية الاستجداء بالخارج من خلال هذه الوسيلة إلا أنها لن تنجح ودائما ما تقف إدراة الشعب أمام كافة هذه المساعى .
ولفت إلى قيادات الإخوان فى بريطانيا تسيطر بشكل تام على 13 منظمة وجمعية فى لندن وحدها، عبر 3 قيادات مصرية، هم عصام الحداد وإبراهيم منير وإبراهيم الزيات، الذى ترأس فى وقت سابق مؤسسة ألمانيا الإسلامية، ويوجد فى بريطانيا منتدى الشباب المسلم فى أوروبا، وهو شبكة تتألف من 42 منظمة تجمع الشباب من أكثر من 26 بلداً، كما له صلات وعلاقات مع البرلمان الأوروبى، كذلك هناك وجود إخوانى فى كل دولة بأوروبا، خاصة ألمانيا والنرويج.
وتابع الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، بأن جماعة الإخوان الإرهابية منذ تأسسيها وهي تعمد للسيطرة الدعوية بالغرب، لذلك اعتمدت الجماعة على المراكز والجمعيات الإسلامية التى يتم إنشاؤها وفق قوانين تلك البلاد، وتستهدف الجماعة من هذه المراكز أن تكون نقطة تجنيد للمسلمين فى أوروبا وأمريكا، خاصة وأنها توهم المسلمين بالخارج أنها تخشى على العربى المهاجر من ضياع الهوية الدينية فى المجتمعات المفتوحة، فتقوم تلك المراكز بتقديم محتوى تتغلغل من خلاله بفكرها المتطرف.
وشدد أن هناك دراسة صادرة عن "مركز تريندز للبحوث والاستشارات"، على مخاطر قيام جماعة الإخوان الإرهابية بتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات الذكية لنشر التطرف والكراهية وتجنيد الشباب لتنفيذ أعمال عنف وإرهاب، خصوصاً في أوروبا، محذرة، من خطورة التطبيق الهاتفي المعروف باسم «يورو فتوى» الذي أطلقه المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، التابع لمنظّر الإخوان يوسف القرضاوي، واصفة محتوى التطبيق، الذي دخل حيز العمل قبل عامين، معتبرة أنه الوسيلة الجديدة للجماعة لنشر الفكر المتطرف والكراهية والعنف فضلا عن تجنيد الشباب لصفوفهم
ولفت إلى أن الإخوان تستغل المراكز الإسلامية التابعة لها بالخارج لتكون نقطة ارتكاز فى تجميع عناصر الجماعات ولوبى ضغط فى المناطق التى يكثر فيها المسلمون لصالح قضية الإخوان المركزية ومن ثم استغلالها فى تعزيز فرص الاستقواء بالخارج ، ولا مانع من المشاركة فى عملية جمع الأموال، كما تقوم تلك المراكز بحماية برامج وأنشطة التنظيم الدولى التى تتم من داخلها.
ويؤكد هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن جماعة الإخوان تعمل على استغلال مؤسساتها بالخارج لتعزيز فرصها فى الاستقواء بدول الغرب.
وأشار إلى أنه من بين ما تستعين به"الإرهابية" لتقديم صورة سيئة عن النظام المصري وتحريض حكومات الغرب على مصر وإيصال صورة سيئة عن حقوق الإنسان بها، وتأليب الرأى العام الخارجى ضدها، هي المراكز الإسلامية والمساجد والجمعيات التى تسيطر عليها بالخارج، والتى تتخذها منبرا لنشر العنف والتحريض ضد الدولة المصرية والدول المعادية هذا بحانب بث خطابها المشوه والدموى، وهو ما يصب فى صالح المشروع الذى تتبناه الحكومات الغربيه للاتساع فى الشرق الأوسط والتدخل فى شئونه ولكن أصبحت تتأذى منه نتيجة غياب الرقابة على هذه المراكز والتي تمثل منفذا للإرهاب الذى يقع بدول العالم بنشر فكرها المتطرف من خلاله.
وشددت أن الجماعة عملت لضمان نشر هذه التقارير بشكل واسع باستنساخ ما يقوم به اليهود من تشكيل لوبيات أو مجموعات ضغط على المؤسسات بالخارج من بينها منابرهم هذه لتمارس هذا النشاط، موضحا أن الجماعة تستهدف من تواجدها فى هذه الأماكن الدعوية أن تكون نقطة تجنيد للمسلمين فى أوروبا وأمريكا، مشددا أن كافة مساعى "الإرهابية" لتزويد فرصها فى الاستقواء بالخارج لن تؤتي بنتائج إيجابية لأن الشارع أدرك خطورة هذه الجماعة ومهما سعت للعودة لن تتمكن.