يثبت رجال الشرطة يومًا تلو الآخر حبهم للوطن، وإخلاصهم فى أداء رسالتهم النبيلة، من خلال التضحيات التى يسطرها الأبطال يومًا بعد الآخر، فلا تتوقف على مواجهة الإرهاب أو الجريمة الجنائية، وإنما يسطر أبطال الحماية المدنية والنقل والمواصلات جهودًا متواصلة.
"اللواء ياسر عصر" شهيد الواجب فى المترو، الذى ضحى بنفسه من أجل الآخرين، كان أخر الأبطال الذين سجلوا أسمائهم فى قوائم الشرف.
الشهيد البطل قبل استشهاده وجه رسالة تملؤها الحب والرحمة بعد حادث حريق استطاع الشهيد البطل السيطرة عليه، حينما نشبت فى محطات قطارات كان يتولى قيادتها، وكان آخرها عام 2016، وكان حينها برتبة عقيد، ويشغل منصب مأمور قسم الضواحى بمحطة مصر، وتحديدا صباح الخميس 7 يناير، حين اشتعلت النيران فى القطار 1551 القاهرة - طنطا، وحينها لم ينتظر وصول دعم، فاقتحم النيران وبدأ فى إخلاء الركاب، وأمسك بطفاية حريق وبدأ فى التعامل مع مصدر الحريق، ومنعت شجاعته امتداد النيران لعربات أخرى.
وقال الشهيد "عصر" فى رسالته: "أتمنى من المواطنين أن ينظروا بشكل مختلف لرجل الشرطة سواء ضابط أو فرد أو مجند، وذلك لأنهم يبذلون أقصى جهدهم وطاقاتهم فى عملهم، محذرًا من الانسياق وراء الشائعات والأقاويل عن رجال الشرطة الذين يستشهدون فى سبيل الله والوطن"، وردد قائلاً: "يعنى الناس مش شايفة المجهود اللى الشرطة بتبذله؟!".
ثم وجه رسالة أخرى لأفراد وضباط ومجندى الشرطة، قائلاً: "ربنا هيعينكم ويقويكم ومزيد من الجهد ومزيد من العمل، لصالح بلدنا اللى عايشين فيها، لأن إحنا ملناش وطن غير الوطن اللى عايشين فيه ده، ملناش مكان تانى فعلا نعيش فيه، ولو بصينا لمستويات الشعوب اللى عايشين جنبا، هنعرف أننا أحسن من غيرنا كتير، فالحمد لله ربنا ييسرلنا الحال"، وأكرر بطلب من زمايلى بذل مزيد من الجهد ولازم نحط فى اعتقاد وعقل كل واحد فينا إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً".
وودع أهالى قرية مشتهر بمركز طوخ فى محافظة القليوبية شهيد الواجب الذى استشهد أثناء قيامه بمهام عمله، ومشاركته فى فحص حريق داخل محطة مترو مسرة، وسقوطه داخل الهواية خلال محاولاته مساعدة رجال الحماية المدنية لإخماد الحريق، حيث اتشحت القرية بالسواد، بعد استشهاد اللواء ياسر عصر.