تعم محافظة الغربية حالة من الحزن والأسى، حيث فقدت 8 من أبنائها فى حادث الطائرة المنكوبة، من بينهم 4 من قرية ميت بدر حلاوة المعروفة وسط قرى الدلتا بـ "باريس الدلتا"، حيث أن أكثر من 75% من شباب القرية يعملون فى فرنسا منذ سنوات، لدرجة أن عمدة القرية يسافر سنوياً لفرنسا للقاء عمدة باريس هناك، وطبيب وزوجته من مدينة المحلة وشاب من مركز المحلة وشاب أخر من مركز طنطا.
وما أن تطأ قدمك قرية ميت بدر حلاوة، التى قفز اسمها مؤخراً بعد أن أثيرت إعلامياً فى فيلم الفنان محمد هندى "مبروك أبو العلمين حمودة"، حتى ترى القصور الفارهة، والأبنية الحديثة، لدرجة أنه بسبب ثراء القرية وصلت المهور فى القرية إلى ربع مليون جنيه ويبلغ عدد سكانها أكثر من 15 ألف نسمة وتتميز مبانى القرية بالإبداع والتصميم الأوربى على الطراز الفرنسى والإيطالى، ومنازلها أقرب إلى القصور، وهاجر أغلب شباب القرية للعمل فى فرنسا أسوة بذويهم وتلجأ الأسر الفقيرة لدفع مبالغ باهظة لسفر أبنائها سواء بالهجرة الشرعية أو عن طريق الهجرة غير الشرعية من أجل جنى الأموال وتغيير أنماط حياتهم المعايشية أسوة بباقى أسر القرية.
ولقرية ميت بدر حلاوة مكانة كبيرة فى مدينة النور "باريس" وأطلق أسمها على أحد شوارع باريس لكثرة أبنائها المتواجدين هناك وارتفع مستوى معيشة أبناء القرية ويرسل شبابها ثمار ما جنوه فى الغربة إلى أسرهم لبناء المنازل وشراء الأراضى ووصل سعر فدان الأرض إلى مليون جنيه وشُيدت منازلها على مساحة أكثر من 3قراريط على أحدث طراز وقد يصل سعر المنزل لأكثر من 8مليون جنيه.
وتحولت القرية الفارهة التى تنعم بالخيرات إلى حالة من الحزن والوجع يسيطر على الجميع، حيث اتشحت النساء بالملابس السوداء، وأقيمت سرادق العزاء فى الشوارع، ووقف الجميع يترقب لحظات وصول الجثامين فى القرية بينما قرر آخرون السفر للقاهرة لانتظار الجثث هناك بمحيط مطار القاهرة الدولى.
وأكد أهالى القرية أن الحادث اختطف منهم خيرة شباب القرية، بينهم شباب كانوا يجهزون أنفسهم للزواج بعد أيام قليلة، إلا أن الحزن سبق الفرح، وآخرون قرروا العودة إلى مسقط رأسهم لقضاء شهر رمضان الكريم والعيد برفقة أسرهم، إلا أن الحادث حال دون لم شمل الجميع.
ومن بين ضحايا الطائرة المنكوبة الدكتور أحمد العشرى من مدينة المحلة وزوجته ريهام والذين ربطتهم قصة حب من نوع خاص ووعد كل منهما الأخر على البقاء بجانب لنهاية العمر كان "أحمد" يعمل فى شركة فارما للأدوية ورزقهما الله بـ3 أطفال أكبرهم بالصف الأول الابتدائى وطفلتين بالحضانة، وأصيبت زوجته مؤخرا بمرض السرطان ولم يتخل زوجها عنها، بل قرر تحضير أوراق سفرها للسفر لفرنسا للبدء فى رحلة العلاج، ليؤكد على وفائه لحبها وأخذت الزوجة كورسات علاج مكثفة لمدة شهر وقررا العودة سويا إلى مصر لقضاء شهر رمضان مع الأسرة، إلا أن الله شاء أن تصعد أرواحهما للسماء فى حادث سقوط الطائرة المنكوبة فى البحر، وتنتهى قصة حبهما التى لم يعكر صفوها خصام أو كراهية وأعلنت عائلتهما الحداد وارتدت السيدات الملابس السوداء حزنا عليهما ونصبوا سرادق عزاء كبير لهما لتلقى واجب العزاء.
وأقام أهالى باقى الضحايا سرادقات لتلقى العزاء بقرية شبرابابل مركز المحلة وقرية ميت بدر مركز سمنود صاحبة النصيب الأكبر وقرية سبرباى مركز طنطا.
وأعلنت السلطات المصرية أسماء ضحايا الطائرة من أبناء محافظة الغربية وهم "خالد الطنطاوى 35 سنة وخالد عبد الخالق علام وهيثم سمير ديح- 35 سنة- وخالد نملة، احمد العشرى وزوجته ريهام، أمجد أبو محمد، علاء تقى الدين".
من جانب آخر، أدى المئات من أهالى وأقارب وجيران الضحايا صلاة الغائب عليهم عقب صلاة الجمعة وانخرطوا فى البكاء حزنا على فراقهم ودخلوا فى نوبة بكاء وأعلنوا الحداد التام على أرواح أبنائهم فيما أعلن أهالى قرية ميت بدر حلاوة تلقى واجب العزاء الجماعى لضحايا القرية الأربعة عقب صلاة عصر اليوم من مسجد السرايا بالقرية.