تنوى أستراليات تعرضن لفضيحة عرفت أعلاميا بـ فضيحة "تعرية النساء" فى مطارات قطر، اللجوء للقانون ضد النظام القطرى، فى ظل تجاهل ومحاولة إعلامية قطرية للتعتيم على الواقعة.
وقالت الراكبات اللواتى أُخرجن من طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية، وخضعن لتفتيش قسرى وفحص طبى مهين بعد تجريدهن من ملابسهن، ما أثار غضبًا دوليًا الشهر الماضى، إنهن لم يتلقين أى اعتذارات فردية ولم تتصل بهن مباشرة شركة الطيران.
وفى تصريحات لصحيفة "الجارديان أستراليا"، أكدت راكبات الرحلة، التى غادرت الدوحة متوجهة إلى سيدنى فى 2 أكتوبر الماضى، أنه لم يحدث اتصال مباشر معهن سواء من الخطوط القطرية أو الحكومة القطرية خلال الأسابيع الستة التى انقضت منذ وقوع الحادث.
وأشارت الصحيفة إلى أن التجاهل مستمر رغم تقديم بعض الراكبات شكاوى رسمية إلى وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الأسترالية، والشرطة الفيدرالية الأسترالية فى غضون 24 ساعة من وصولهن.
وذكرت النساء أن الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتصلت بهن لإجراء مقابلات معهن هذا الشهر، بحسب الصحيفة نفسها التي نقلت التصريحات على لسانهن.
وكانت الشرطة الفيدرالية اتصلت بالراكبات أثناء وجودهن في الحجر الصحي وقالت إنها ملتزمة بمتابعة التحقيق في معاملتهن.
وقالت مجموعة من الراكبات، طلبن عدم الكشف عن هويتهن، إنهن سيطلبن اعتذارات فردية مكتوبة، وما زلن يدرسن إمكانية اتخاذ إجراءات قانونية.
كما تسعى الراكبات للحصول على تعهد من السلطات القطرية بأن تكون الأولوية لسلامة المسافرين الذين يمرون عبر مطار الدوحة قبل أي مخاوف أخرى في المستقبل.
وفي الوقت نفسه، أفادت الراكبات الأستراليات بأن الاتصال من حكومة رئيس الوزراء سكوت موريسون كان محدودا للغاية أيضًا.
إحدى الراكبات، التي طلبت عدم الكشف عن اسمها، قالت إن وزارة الشؤون الخارجية والتجارة لم تتصل بها إلا بعد أن قالت الوزيرة، ماريز باين، في مؤتمر صحفي في 26 أكتوبر إن النساء قد عُرض عليهن "الدعم المناسب".
وأشارت إلى أنها لم ترد على المكالمة، وتلقت رسالة صوتية نصحتها بالاتصال برقم 1300 إذا احتاجت إلى دعم.وأضافت أنها تلقت مكالمات من وكالة حكومية خلال أسبوعين في الحجر الصحي بالفندق مباشرة بعد الرحلة، لكن لم يكن من الواضح ما إذا كانت هذه المكالمة استجابة للشكوى المقدمة بشأن معاملتهن في قطر أو فحص الرفاهية العامة الذي أجري لجميع العائدين.
ولفتت إلى أنها شعرت بأن ضابط الشرطة الفيدرالية الذي تحدث معها كان "ملتزمًا حقًا" بدعم رفاهيتها ورفاهية الركاب الآخرين، مضيفة: "يبدو أنهم يأخذون الأمر على محمل الجد".
إحدى الراكبات اللواتي يتوقعن اعتذارًا شخصيا، قالت إنها "متعجبة" لأنه لم يجر الاتصال بهن بعد، مضيفة: "حجزنا مع شركة الطيران، ولديهم جميع بيانات الاتصال الخاصة بنا".
وأقرّت الدوحة رسميا بفضيحة "تعرية النساء" في مطار العاصمة بينهن بريطانيتان، وتفتيشهن ذاتيا، بعد موجة تنديد قوبلت بها هذه الخطوة المسيئة للسيدات، والخطوة القطرية المتأخرة في إحالة المسؤولين للتحقيق، على إثر العثور على رضيعة حديثة الولادة في دورة مياه بالمطار في 2 أكتوبر الماضي.
وحثت بريطانيا آنذاك، قطر على التوقف عن انتهاكاتها بحق المسافرات واحترام خصوصيتهن، وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية، فى بيان، إن "التحقيق الأولي أظهر القيام بإجراءات غير قانونية بحق السيدات".
وذكرت أستراليا أن 13 من مواطناتها تعرضن للتفتيش "المروع"، بينما أفادت بريطانيا بأنها وفرت الدعم لامرأتين. وكشفت نيوزيلندا أن إحدى مواطناتها كانت بين النساء اللائى تعرضن للتفتيش، وعلمت وكالة الأنباء الفرنسية أنه توجد أيضا فرنسية متضررة.
وطالبت أستراليا قطر بتقديم تقرير عن الحادثة، وأحالت القضية إلى الشرطة الاتحادية الأسترالية.وأكدت وزارة الشؤون الخارجية الأسترالية، أن معاملة النساء بهذا الشكل أمر مسىء وغير ملائم "بشكل صارخ ويتجاوز الظروف التي يمكن فيها للنساء إعطاء الموافقة الحرة والمسبقة".