تتوالى حوادث أتوبيسات المدارس بالطرق بصفة مستمرة خلال الفترة الماضية، وشدد عدد من خبراء المرور على اتباع قواعد وآداب المرور لتفادى وقوع الحوادث المرورية، مؤكدين أن العنصر البشرى هو المسبب الرئيسى لارتكاب الحوادث وهناك طرق غير صالحة للسير عليها ويجب رفع كفاءتها مرة أخرى منعا لوقوع الحوادث، وقاموا بتوجيه عدة نصائح لعدم الوقوع فى أخطاء القيادة أعلى الطرق.
قال اللواء مصطفى درويش مدير المرور السابق، إن مسئولية الحوادث بالطرق تقع على سائقي الاتوبيسات والتي يروح ضحيتها الكثير بشكل سنوى، والدولة لم تستطع حل تلك المشكلة ويجب على السائقين الالتزام بقواعد السير على الطرق لان العامل الرئيسى في الحوادث هو السائق الذى لا يلتزم بقواعد السير السليمة.
وأوضح اللواء درويش، أنه يجب تقليل السرعات الجنونية التى يسير بها قائدو المركبات أعلى الطرق، ويجب تعميم الطرق برادارات لتحجيم وقوع الحوادث، لأن هناك كثافات مرورية عالية تتواجد به على مدار اليوم، وعن أكثر الطرق التى كانت تقع بها حوادث مرورية ، وبعد رفع كفاءة الطرق وتواجد حارات كثيرة به منها حارة البطىء والأمان تساهم فى توجه قائدى السيارات للأماكن الجانبية التى يقصدونها.
ولفت مدير المرور السابق، أنه يجب إجراء فحص دورى لجميع السائقين سواء الأتوبيسات أو النقل لمعرفة مدى تعاطيهم للمواد المخدرة أم لا ، لان الحالة الجسمية للسائق وقدراته على رد الفعل أثناء وقوع حدث مفاجئ على الطريق تقل مع تعاطى المخدرات، كما يدخل فى ذلك حدة البصر لديه وتحكمه فى عجلة القيادة وكفاءة السائق من حيث خبرته واتباعه الإجراءات اللازمة أثناء القيادة كإعطاء الإشارات اللازمة أثناء الانعطاف ومراعاة عملية التجاوز لسيارة أخرى.
ومن جانبه، أكد اللواء مدحت قريطم مساعد الوزير للشرطة المتخصصة الأسبق، أنه يجب على جميع السائقين الى التركيز اثناء القيادة على الطرق، حتى نفقد أي ضحايا، لأن معظم الحوادث تكون بسبب العنصر البشرى لعدم التزامه بقواعد وآداب المرور أعلى المحاور نتيجة للقيادة الخاطئة لتجنب تلك الكوراث
وأضاف مساعد الوزير الأسبق لـ"انفراد"، أن ثلاثة عوامل مشتركة فى الحوادث المرورية، وهو ما يطلق عليها المثلث، وهى قائد المركبة الذى لا يلتزم بقواعد المرور مثل عدم ربط حزام الأمان أو الالتزام بالحارات المرورية المخصصة له والتخطى الخاطئ للمركبات أثناء القيادة، لذلك تزيد عوامل الحوادث من إصابات وقتلى، ويفاجئ باقى مرتادى الطريق بظهور مفاجئ لسيارة أمامه، وهناك قواعد للتخطى يجب الالتزام بها أثناء القيادة أعلى الطريق.
ولفت اللواء قريطم، على قائدى المركبات الانتباه إلى أن الإطار عندما يكون أقل ضغطا يسبب انفجارا أكبر أثناء القيادة، وانقلاب السيارة، لأن معدل الاحتكاك كلما اقترب من الأرض يتسبب فى توليد طاقة أكثر بمجرد السير على الطرق ينفجر الإطار، كما أن استخدام الثلاث مرايات للسيارة أثناء القيادة تستخدم جيدا حتى لا يتم الانحراف أعلى الطريق على المركبات الأخرى، لذلك يكون العامل البشرى المسبب الرئيسى للحوادث المرورية.
وشدد اللواء قريطم إلى أن الالتزام بالسرعة المقررة على الطرق لأنها لم توضع عبثا إنما وضعت طبقا لتصميم الطريق لأنها سرعة تصميمية خصصت للطريق موضحا أنه كلما انخفضت السرعة والتزم قاذد المركبة بالسرعة كلما خفت نسبة الحوادث، ولابد لقائد المركبة الكشف عن الإطارات قبل أن يستقل الطريق لأن الإطارات التى بها هواء أقل من المعدلة الطبيعى تكون أكثر خطورة لأن الإطار يزيد مع معامل الاحتكاك مع الإسفلت ما يؤدى إلى وقوع حوادث على الطرق.
قال مصدر أمنى، إن إدارة المرور تقوم بدورها بشكل كامل، لافتا إلى أن قانون المرور الجديد يلزم الحافلات بشكل عام بوضع جهاز يسمى "مسجل الأحداث اللحظي"، بحيث إذا حدثت حادثة يتم معرفة إذا كانت عن طريق الخطأ أم بسبب خطأ مفتعل من السائق، مؤكدا أن هذا الجهاز سيحد من الحوادث المخيفة التي تحدث.
وأضاف المصدر، أن يتم تعديل اللائحة التنفيذية بقانون المرور الجديد، وإلزام جميع المدارس بأن يكون لون الأتوبيس موحد على جميع المدارس على مستوى الجمهورية، بحيث يتم معرفة أن هذه الحافلة تحتوي على أرواح بريئة، كما أطالب بتطبيق وقوف السيارات بالشوارع عن وقوف أتوبيس حفاظا على أرواح الأطفال".
واستطرد المصدر، أن حالة السائق كثيرا ما تكون السبب الرئيسى فى الحوادث، ولابد للسائق أن يكون يقظا ذهنيا عند قيادة السيارة وحالة الانتباه هذه واليقظة تتأثر بعوامل كثيرة، مما يزيد من خطر وقوعه فى حوادث اصطدام أو تدهور، ومن أهم ما يؤثر على السائق ضعف النظر والسمع والإرهاق والتعب والخوف وتوتر الأعصاب والنعاس والتخدير.
ولفت المصدر، أنه على الرغم من بذل كثير من الجهود من قبل الحكومة لضمان سلامة السيارات وتحسين الطرقات وأنظمة المرور، تبقى أهم المشكلات المتعلقة بسلامة السير بين أيدى السائقين، لأن السائق هو المسبب الأول لمعظم الحوادث.
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة التضامن، أن كشفا يتم من خلال مجموعات عمل مشتركة من صندوق مكافحة الإدمان والإدارة العامة للمرور، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات، والأمانة العامة للصحة النفسية والإدارة المركزية للأمن بوزارة التربية والتعليم، وذلك لإجراء التحاليل الطبية للسائقين داخل مقار المدارس.
وأكدت وزارة التضامن الإجتماعى أنه من يثبت تعاطيه للمخدرات سيتم إحالته للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، لافتة إلى أنه سيتم العمل كالتالى:
- تنظيم حملات كشف عشوائي على سائقي حافلات المدارس، للتأكد من عدم تعاطى السائقين للمخدرات، بناء على توجيهات مجلس الوزراء بضرورة تكثيف حملات الكشف عن المخدرات بين سائقي حافلات المدارس.
- الصندوق قام بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، بإعداد قاعدة بيانات لسائقي حافلات المدارس على مستوى الجمهورية.
- التوسع في الحملات لاستهداف الكشف على سائقي حافلات نقل طلاب الجامعات والمعاهد العليا الخاصة، وسائقي الحافلات الذين ينقلون طلاب المدارس الحكومية أيضا.
- إخطار وزارة التربية والتعليم بنتائج العينات التوكيدية لاتخاذ إجراءات الفصل لمن يثبت تعاطيه للمخدرات مع تحرير محاضر وإحالته إلى النيابة بتهمة القيادة تحت تأثير المخدر.
- الخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان" 16023" سيتلقى أيضا الشكاوى من أولياء أمور الطلاب والأسر بشأن اشتباههم في تعاطي سائقي أتوبيسات المدارس، ونزول حملات مفاجئة للكشف على السائقين، ومن يثبت تعاطيه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة .
يأتى ذلك فى الوقت الذى يواصل فيه صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى أيضا تكثيف حملات الكشف عن تعاطى المخدرات بين العاملين فى الوزارات والمؤسسات المختلفة تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية وتوصيات مجلس الوزراء ،حيث يتم التنسيق مع كافة المؤسسات والهيئات من أجل تكثيف الحملات بشكل مستمر وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية من أجل التأكد من عدم تعاطيهم المواد المخدرة ،كما يتم تكثيف حملات الكشف على سائقى الحافلات المدرسية كذلك سائقى الطرق السريعة فى العديد من المحافظات.
كما تشن الإدارة العامة للمرور، حملات للكشف عن متعاطى المواد المخدرة لسائقى أتوبيسات المدارس، بالاشتراك مع صندوق مكافحة الإدمان ووزارة التربية والتعليم، والتي تستهدفت عددا من المدارس بقطاع غرب العاصمة، وتم إجراء تحليل طبى لـ24 سائقًا لم تثبت التحاليل أى عينات إيجابية وجميعهم سلبى، ومن يثبت تعاطيه للمواد المخدرة، سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه كل المخالفين، وعرضهم على النيابة المختصة.
ويعاقب قانون المرور السائقين الذين يثبت تعاطيهم المخدرات فى تلك المخالفة تحت الشريحة الخامسة، ويتم خصم 5 نقاط من السائق، فى حالة ارتكاب مخالفة مرورية على الطريق وتوقيع غرامة مالية على قائد السيارة، من 4 آلاف إلى 8 آلاف جنيه، والحبس مدة لا تزيد عن 6 أشهر أو توقيع إحدى العقوبتين.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان، اليوم الأربعاء، عن إصابة 17 تلميذا بينهم 3 مصابين لسائق ومشرفي أتوبيس، وذلك إثر حادث مرورى لاتوبيس مدرسة بمحافظة الجيزة.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه فور وقوع الحادث تم الدفع ب 8 سيارات إسعاف مجهزة نقلت كافة المصابين إلى مستشفى الهرم.
وكشف مجاهد أن جميع الإصابات تراوحت مابين كدمات وسحجات وكسور بالجسم وجميعها مستقرة، فيما عدا حالتين بالرعاية المركزة إحداهما لطفل يبلغ من العمر 6 سنوات، والأخرى مشرفة الأتوبيس وتبلغ من العمر 35 عاما، مؤكدا أن جميع المصابين يتلقون العلاج والرعاية اللازمة.