بخطوات متسارعة، تشهد الدولة المصرية تقدمًا ملحوظًا فى حجم الأبحاث العلمية فى السنوات الأخيرة، إدراكًا منها بأهمية العلم كمخرج وحيد للنهوض بالبلاد فى شتى المجالات، فى ظل امتلاكها عقول متميزة بمثابة عناصر أساسية لتحقيق نهضة علمية ضرورية فى عالم يؤكد أن البحث العلمى هو السبيل الأمثل لأى أمة تريد أن تتقدم وتلحق بركب الدول المتقدمة.
وقد أصدرت جامعة ستانفورد الأمريكية مؤخرًا قائمة بأسماء لأكثر استشهادًا فى مختلف التخصصات وعددهم حوالى 160 ألف عالم من 149 دولة اعتماداً على قاعدة بياناتScopusفى 22 تخصص علمى و176 تخصص فرعى للباحثين الذين نشروا ما لا يقل عن 5 أوراق بحثية، واحتوت هذه القائمة على 396 عالم مصرى من مختلف الجامعات والمراكز البحثية.
أحد هؤلاء العلماء، هو الدكتور على وجدى، أستاذ مساعد كلية الهندسة، مركز الشبكات اللاسلكية الذكية جامعة النيل، الذى أكد لـ"انفراد"، أن البحث العلمى فى مصر يشهد قفزات كبيرة.
وأشار العالم المصرى، فى تصريحاته، إلى أن أبحاثه تركز بشكل كبير على خوارزميات رياضية مستوحاه من الظواهر الطبيعية بهدف الوصول للحل الأمثل بطرق رياضية غير تقليدية، "طرق ذكية"، حيث يعمل هو وفريقه من الباحثين المصريين والعرب والاجانب على حل مسائل معقدة فى مجالات العلوم الهندسية والحاسبات المختلفة مثل الفضاء والإلكترونيات، والشبكات والمفاعلات الذرية وتعلم الالة والروبوتات.
وأشاد بالبحث العلمى فى مصر، قائلًا:" قضيت سنوات عديدة فى المملكة العربية السعودية كأستاذ مساعد بجامعة الملك عبد العزيز بجدة وجامعة اليمامة بالرياض، وحينما عدت إلى مصر، فوجئت بالطفرة الكبيرة فى البحث العلمى، وهناك اهتمام كبير الآن بالعلماء وأبحاثهم"، موجها الشكر القيادة السياسية على الاهتمام البالغ بعلوم البيانات والذكاء الاصطناعى وافتتاح العديد من الكليات المتخصصة لجذب واستيعاب اكبر عدد من الطلاب المتفوقين، حيث أن هذه العلوم هى التى تساعد على تقدم الدول وهى بمثابة العلوم الاستراتيجية للدولة الحديثة، متوقعا أن تحقق قفزات فى هذا المجال قريبا جدا.
وقدم الدكتور على وجدى، أكثر من 50 بحثا علميا منشورا فى العديد من المجلات العلمية المرموقة وشارك فى اهم المؤتمرات العلمية العالمية وحقق مراكز متقدمة فى العديد من المسابقات العلمية العالمية.
وحديثا قام وفريقه البحثى باقتراح خوارزم جديد يعتمد على محاكاة عملية اكتساب ومشاركة المعرفة والخبرة خلال مراحل العمر المختلفة للإنسان، وتم استخدام هذا الخوارزم لحل العديد من مشاكل الامثلية وتفوق على معظم الخوارزميات الجينية والمستوحاه من الطبيعة الاخرى. ويعتبر هم الفريق العربى الاول الذى له مساهمة فى هذا المجال.
حسن عزاوى صاحب الـ190 نشر فى الدوريات العالمية
كما ضمت القائمة، الدكتور حسن محمد السعيد عزازى، رئيس قسم الكيمياء بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، الحاصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم التكنولوجية المتقدمة فرع العلوم الأساسية.
وأكد عزازى، على أهمية البحث العلمى، وضرورة تكوين فرق بحثية متعددة التخصصات من الباحثين والمهندسين للعمل على تقديم حلول ابتكارية لمواجهة مشاكل المجتمع فى المجالات المختلفة مثل الصحة والغذاء والبيئة.
ونشر الدكتور حسن عزازى، 190 مؤلف فى الدوريات العلمية المحكمة والمراجع والمؤتمرات الدولية المختلفة، وشارك بالعديد من المحاضرات الرئيسية فى المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية المتخصصة وكذلك الجامعات الدولية، كما قام بتطوير اختبارات طبية ابتكارية زهيدة الثمن للكشف عن الأمراض المعدية مثل الالتهاب الكبدى الوبائى سى والسل وذلك عن طريق استخدام تكنولوجيات متطورة تجمع بين البيولوجيا الجزيئية والنانوتكنولوجى والتكنولوجيا الطبية، بجانب تطوير استراتيجيات للكشف عن دلالات الفيروسات والبكتيريا المعدية باستخدام الجزيئات النانومترية وتم تسجيلها فى مكتب براءات الاختراعات الأمريكية.
كما عمل على تطوير جهاز إلى مفتوح يستطيع القيام بعمل العديد من الأجهزة المعملية بدون تدخل بشرى وذلك لفصل الأحماض النووية عالية النقاء من الدم لاستخدامها فى الاختبارات الطبية الجزيئية، بجانب تطوير ضمادات طبية مصنوعة من الياف نانومترية ومحملة بمواد طبيعية لها القدرة على قتل البكتيريا بأنواعها والمساعدة على سرعة التئام الجروح وتم تسجيلها فى مكتب البراءات الأوروبية، وتطوير جهاز للغزل الكهربى محليا والمستخدم فى تحضير الألياف النانومترية.
"مختار" يكشف أبحاثه فى معالجة المياه
بدوره قال الدكتور محمد مختار وكيل كلية العلوم جامعة بنها، وأحد العلماء الذين تم اختيارهم ضمن قائمة الـ 2%، أن البحث العلمى فى مصر يشهد طفرة كبيرة، والجامعات المصرية تشهد صحوة علمية هائلة وتشجيع للعلماء للنشر فى المجلات العالمية المختلفة.
كما أكد أن هناك زخما كبيرا فى هذا الإطار، وخاصة من قبل الجامعات المصرية الحكومية، معقبًا أن البحث العلمى فى مصر لم يعد رفاهية، وهناك إنفاق كبير من قبل الدولة.
وأشار إلى أن هناك تحركات من خلال الجامعة مع المحافظة، للتفعيل التقنيات العلمى على أرض الواقع.
صحوة علمية فى مصر
بدوره قال الدكتور صلاح عبيه، رئيس مدينة زويل الأسبق وعضو لجنة جائزة نيوتن الدولية، وأحد العلماء الذين تم اختيارهم ضمن قائمة ستانفورد، أن هناك صحوة علمية هائلة فى مصر، والجامعات الحكومية بدأت فعليًا فى تشجيع العلماء والنشر فى المجلات العلمية المختلفة، وهذا الزخم ساهم فى زيادة البحث العلمى، الذى لم يعد الآن مجرد رفاهية.
وأشار إلى أن تقييم جامعة ستانفورد، يعتمد على مؤشرات موضوعية ورقمية لترتيب العلماء، من خلال عدة عوامل، تتعلق بنشر الأبحاث، والتى تم الاستشهاد بها من قبل الباحثين.
وأوضح أن جامعة زويل تضم 5 علماء فى تصنيف جامعة ستانفورد، وهذا مؤشر جيد جدًا، والجامعات المصرية تسير بخطى جيدة، مضيفًا أن هناك 4 تحديات كبيرة تواجه معظم دول العالم، وهى البيئة والطاقة والمياه والصحة، والأمر يتطلب استراتيجيات، وتعاون بين مجموعات علمية من تخصصات مختلفة.
ومن الجدير بالذكر أن جامعة ستانفورد هى جامعة أمريكية بحثية خاصة تأسست فى عام 1885 وقد أنطلق منها وادى السيلكون فى الستينات من القرن الماضي.
كما احتوت القائمة على العلماء من الجامعات المختلفة وبيانها ترتيباً كالتالي: 55 من جامعة القاهرة، و38 من المركز القومى للبحوث، و31 من جامعة الأسكندرية، و30 من جامعة الزقازيق، 24 من جامعة عين شمس، و24 من جامعة المنصورة، و19 من جامعة أسيوط، و13 من جامعة طنطا، و12 من جامعة بنها، و12 من جامعة سوهاج، و10 من مركز بحوث الفلزات، و9 من جامعة المنوفية، و8 علماء من كلا من من جامعة حلوان، وجامعة كفر الشيخ، وجامعة قناة السويس، و7 من جامعة بنى سويف، و6 ست علماء من كلا جامعة المنيا، ومعهد بحوث البترول، والجامعة المصرية البريطانية، و5 علماء من كلا من الجامعة المصرية اليابانية، ومدينة زويل، و4 علماء من كلا من جامعة جنوب الوادى، وجامعة الفيوم، و3 من جامعة النيل، وعالمين من كلا من جامعة أسوان، ومدينة الأبحاث العلمية، وجامعة دمنهور، وجامعة بورسعيد، والمعهد القومى لعلوم البحار، وجامعة دمياط، وعالم واحد من كلا من جامعة المستقبل وجامعة الوادى الجديد، وجامعة فاروس، وجامعة السويس، ومعهد تيودور بلهارس، ومن جامعة السادات.