على بعد 30 كيلو متراً من مدخل مدينة بنى سويف على الطريق الصحراوى الشرقى، يواصل أكثر من 4800 عامل العمل على مدار 12 ساعة يومياً، من أجل الانتهاء من إتمام واحدة من أكبر مشروعات الكهرباء فى تاريخ مصر.
المحطة والانجاز التاريخي
"الهرم الرابع، حرب أكتوبر الحديثة، سد بنى سويف العالى"، أسماء عدة وصف بها أهالى المحروسة والمحطات الفضائية، والسوشيال ميديا، محطة كهرباء غياضة الشرقية، التى تعد أكبر محطة كهرباء فى العالم.
"انفراد" رصد، بالصور والفيديو، الإنجاز التاريخى الذى تشهده محافظة بنى سويف، بإنشاء أكبر محطة توليد كهرباء فى العالم والتى ستصل طاقتها 4800 ميجاوات .
المحطة على مساحة 500 ألف متر
وعلى مساحة 500 ألف متر مربع، تبدأ من الطريق الصحراوى الشرقى إلى المجرى المائى لنهر النيل، يواصل 4800 عامل، ينتمون لأكبر الشركات العالمية، عملهم على مدار 12 ساعة يومياً لربط المحطة بشبكة كهرباء الجمهورية بكامل طاقتها فى العام 2018 .
تركيب أول تروبينين بطاقة 800 ميجاوات
العمل داخل محطة كهرباء غياضة العملاقة يسير بالتوازى، ففى الوقت الذى يقوم فيه العمال ببناء الحوائط وإنشاء أماكن وأحواض المحطة، نجح رجال سيمنز فى تركيب أول توربينى غاز بقدرة 800 ميجا وات، من 4 وحدات توليد، تتكون كل وحدة من 2 توربينة غازية قدرة كل منها 400 ميجاوات و1 توربينة بخارية قدرة 400 ميجا وات، و2 غلاية لاستعادة الطاقة المفقودة.
من جهته أكد ماكسلن إيجر، رئيس شركة سيمنز بمصر، أن محطة كهرباء بنى سويف ستكون أكبر محطة فى العالم، بالتعاون مع شركة السويدى، مشيرا إلى استمرار الشركة فى دعم مصر لتحقيق أهدافها نحو التوسع فى توليد الطاقة لتلبية احتياجات المواطنين من الكهرباء.
وأوضح "مايكسنر" أن من حق كل مصرى أن يشعر بالفخر لامتلاكه أكبر محطة كهرباء فى العالم، وأول محطة بنظام (H- class) بالشرق الأوسط، وهى أحدث تكنولوجيا فى إنتاج التوربينات التى تتميز بقلة الوقود المستعمل والانبعاثات الناتجة وسهولة دخولها على الشبكة القومية، لافتاً إلى أن إنجاز العمل بهذه المحطة لم يحدث فى تاريخ سيمنز، بعد أن وصلت عدد ساعات العمل لأرقام قياسية لإنجاز المشروع قبل موعده.
المرحلة الاولى تنتهى نهاية 2016
من جانبه قال المهندس أسامة عسران، نائب وزير الكهرباء، إن المشروع يتكون من 4 وحدات توليد، تتكون كل وحدة من 2 توربينة غازية قدرة كل منها 400 ميجاوات و1 توربينة بخارية قدرة 400 ميجا وات و2 غلاية لاستعادة الطاقة المفقودة، مشيراً إلى المشروع سوف يبدأ على مراحل بإضافة 2400 ميجاوات "مرحلة أولى" بنهاية 2016 الجارى، وإضافة 400 ميجاوات فى 2017، "كمرحلة ثانية" على أن يتم تشغيل المشروع بالكامل لتدعيم الشبكة الكهربائية بإضافة 4800 ميجاوات منتصف 2018 لربطها بالشبكة القومية للكهرباء على جهد 500 كيلو فولت.
وأكد المهندس شريف محمد حبيب، محافظ بنى سويف، أن ما تم إنجازه بإضافة 6900 ميجا وات خلال سنة، وتحديد جدول زمنى لا يتعدى عامين ونصف لإنشاء أكبر محطة لتوليد الكهرباء فى العالم ببنى سويف، والتى كانت من الطبيعى أن يستغرق إنجازها 5 سنوات ووصل معدل الإنجاز فيها إلى 34.6% "هو أمر غير مسبوق".
وأضاف المحافظ، أن مشروع كهرباء بنى سويف يزيد من رصيد إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسى، والذى يتضمن العديد من المشروعات القومية، مثل قناة السويس الجديدة، شبكة الطرق مشروع الـ1.5 مليون فدان، وغيرها من المشروعات الأخرى، خاصة أن محطة كهرباء بنى سويف تمثل إحدى النتائج الإيجابية للاتفاقيات التى تم توقعيها فى المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ فى مارس العام الماضى.
وأعرب المحافظ عن سعادته بالمشروع، الذى يمثل أكبر مجمع لإنتاج الكهرباء فى العالم، ما يعد حدثا فريدا وعالمياً يعمل على إحداث نقلة نوعية فى قطاع الكهرباء، ضمن المشروعات الجارى تنفيذها لتدعيم الشبكة القومية لمجابهة الزيادة المطردة فى الأحمال، لافتا إلى أن هذه المحطة ستسهم فى تلبية 20% من اجمالى استهلاك الكهرباء على مستوى الجمهورية، وتمثل 50% من الإضافة إلى الطاقة المولدة والتى تعمل بنظام الدورة المركبة ويجرى تنفيذها ضمن 3 محطات عملاقة لتوليد الكهرباء فى كل من بنى سويف والبرلس والعاصمة الإدارية الجديدة.