تلعب الصناعات الصغيرة دورا مهما فى تحقيق الأهداف التنموية الألفية الجديدة، حيث تساعد تلك المشروعات فى التنمية الصناعية وتساعد على تحقيق نمو اقتصادى عادل ومتوازن.
ويحظى الاقتصاد المصرى بمجموعة من القصص الناجحة لمشروعات صناعية صغيرة فى مصر، ومنها مشروع للوازم المستشفيات، حيث فكرت مارى فى بدء عملها الحر بنشاط لديها دراية حوله، ويمكنها من الخوض فيه وهو تصنيع "مستلزمات المستشفيات" من أطقم وملايات، واستطاعت بمساعدة أحد زملائها الدراسة القدامى أن يجمعا 25 ألف جنيه هى كل مدخراتهما لتكون نواة لتصنيع وتسويق منتجات مشروعهما الصغير، واستمرت مارى فى مشوارها حتى شاءت الظروف أن تكون مارى إحدى المتدربات فى برنامج انطلاقة الذى ينفذه جهاز تنمية المشروعات بالتنسيق مع شركة شل العالمية واستطاعت أن تحصل على تمويل بمبلغ 50 ألف جنيه تمكنت عن طريقه من عقد اتفاقات جديدة مع عدد أكبر من المستشفيات، ونجحت بمساعدة شريكها أن تكون من أهم موردى مستلزمات المستشفيات.
تجربة أخرى ناجحة بطلها يدعى رجب والذى راوده حلم كبير سعى لتحقيقه، حيث أراد توظيف خبرته المكتسبة وعلاقاته الواسعة فى العمل الحر، ففكر فى إقامة مصنع صغير للمقبلات واستقر على مدينة بدر، وبالتدريج أصبح المصنع الصغير يلبى طلبات العديد من الجهات من تجهيز وإعداد المقبلات وبمرور الوقت حقق المصنع نجاحا ملحوظا، حيث تزايد حجم الإنتاج ومن ثم اتسع نطاق العملاء.
ومع اتساع نطاق العملاء تطلب الأمر التوسع فى حجم النشاط، وسعى رجب للبحث عن مصدر للتمويل ولجأ إلى جهاز تنمية المشروعات وتقدم إلى فرع الجهاز بمحافظة القاهرة وحصل على قرض بقيمة 2 مليون و700 ألف جنيه بعد إجراء دراسة ومعاينة ووجه القرض إلى تطوير المصنع وشراء ماكينات جديدة للتقطيع والتقشير والتعبئة، وأصبح مصنعه يستوعب حاليا ما يقرب من 17 عاملا ويصدر منتجه الذى يحمل العلامة التجارية "زيتونة" إلى الإمارات والكويت وعمان وكذلك بلدان أوروبية من خلال شركات وسيطة.
وتتجسد أهمية الصناعات الصغيرة بدرجة أساسية فى قدرتها على توليد وتوطين الوظائف بمعدلات كبيرة وتكلفة رأسمالية قليلة، وبالتالى المساهمة فى معالجة مشكلة البطالة، وتتمتع الصناعات الصغيرة بروابط خلفية وأمامية قوية مع الصناعات الكبيرة وتساهم فى زيادة الدخل وتنويعه وزيادة القيمة المضافة المحلية، كما أنها تمتاز بكفاءة استخدام رأس المال نظرا للارتباط المباشر لملكية المشروع بإدارته وحرص المالك على نجاح مشروعه وإدارته بالطريقة المثلى، كما تلعب العناقيد الصناعية دورا هاما كأبرز آليات تطوير أداء الصناعات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة.