تولى الدولة المصرية، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، أهمية خاصة لحقوق الإنسان، ولكن حقوق الإنسان بمفهومها الشامل بعيدا عن استخدام هذا المصطلح الضخم في خدمة أجندات أو توجهات سياسية، كما تفعل الكثير من الدول والأنظمة السياسية، ولعل أبرز الحقوق التي اهتمت بها الدولة على مدار 6 سنوات من حكم السيسى هي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية باعتبارها من الحقوق الأساسية مثل الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية.
تكافل وكرامة
ويعد برنامج تكافل وكرامة الذى تنفذه وزارة التضامن الاجتماعي منذ مارس 2015 همزة الوصل بين الدولة والأسر الأولي بالرعاية، ونجحت الدولة في تغطية جميع المحافظات الـ27 في 5630 قرية وعزب ونجع في 345 مركزًا إداريًا بتلك المحافظات ووصل إجمالي عدد المستفيدين من البرنامج 3.6 مليون مواطن.
وعند إطلاق البرنامج في 2015 كان عدد الأسر المستفيدة من البرنامج 2.5 مليون أسرة تضم 9.3 مليون فرد منها 86% تكافل و14% كرامة، وزادت مخصصات الدعم النقدي الذي يشمل كرامة وتكافل والضمان الاجتماعي من 5.1 مليار جنيه إلى 13.9 مليار جنيه خلال الثلاث سنوات الأولى بنسبة زيادة 236%.
وتضاعف الدعم عدة مرات فوصل من 6 مليارات جنيه في عام 2015 إلى أكثر من 18 مليار جنيه في عام 2019 ليصل إجمالي ما تم صرفه ببرنامج تكافل وكرامة منذ انطلاقه وحتى الآن إلى 44 مليار جنيه منهم حوالي 67% تم توجيهها بمحافظات الصعيد.
مبادرة المليار جنيه
كما وجه الرئيس السيسى بإطلاق مبادرة "المليار جنيه" لتكون أضخم قافلة إنسانية واجتماعية فى تاريخ مصر، وتتضمن المبادرة مواد غذائية متنوعة، وملابس، وتجهيزات استعدادا لفصل الشتاء، ويستفيد منها مليون مواطن على امتداد مصر، وذلك فى إطار تعزيز الجهود الاجتماعية وتحسين معيشة الفئات الأكثر احتياجا.
وتتضمن خطة العمل، إطلاق مئات السيارات والشاحنات فى قوافل صحية وغذائية لكل المحافظات، مع تجهيز مقرات نوعية لإتاحة الخدمات التى تقدمها المبادرة للمواطنين، وتشمل توفير الملابس والأجهزة الكهربائية والاحتياجات الأساسية لذوى الاحتياجات الخاصة وبعض الفئات.
وتشمل المبادرة أيضا عددا من الإجراءات والمساندات الأساسية المهمة للفئات المشمولة بها، منها، مساعدة ودعم عدد 2000 من الفتيات اليتيمات والأكثر احتياجاً لتجهيز كافة مستلزمات الزواج لهن من أجهزة كهربائية وادوات منزلية وغيرها، وتنظيم قوافل طبية بمراكز المحافظات لتوزيع 1500 جهاز غسيل كلوي لخدمة 120 ألف مريض، بالإضافة إلى توزيع 1000 كرسي متحرك للمعاقين، وتوفير 500 حضانة أطفال حديثة بكافة المستلزمات والتجهيزات لتستوعب 18 ألف طفل على مدار العام.
الرعاية الاجتماعية
ونجحت وزارة التضامن، في افتتاح مراكز جديدة لعلاج مرضى الإدمان فى العديد من المحافظات، يصل عددها إلى 23 مركز فى 14 محافظة، وتقدم هذه المراكز الخدمات العلاجية لأكثر من 100 ألف مريض سنويا، وفقا للمعايير الدولية مجانا وفى سرية تامة بجانب إطلاق مبادرة لتوفير قروض لإنشاء مشروعات صغيرة للمتعافين من تعاطى المخدرات لدعم مشروعاتهم.
كما تم إطلاق العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تحقيق الحماية الاجتماعية لكل فئات المجتمع، منها تحسين جودة الخدمات المقدمة فى مؤسسات الرعاية الاجتماعية كما تم تطوير ورفع كفاءة البنية لعدد من دور الرعاية المسندة لوزارة التضامن الاجتماعي، ودعم مهارات مقدمي الرعاية والقائمين على إدارتها والإشراف عليها، ووضع البرامج والأنشطة التي تتيح فرصة التواصل المجتمعي والدمج وصولاً إلى مرحلة المتابعة، وتوفير بيئة آمنة للأبناء بدور رعاية الأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية والمسنين بدور رعاية المسنين.
ملف الرعاية الصحية
كما أولى الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ توليه المسؤولية قبل 6 سنوات القطاع الصحى أهمية بالغة باعتباره أحد أبرز الملفات التي تخدم المواطن المصرى، حيث تدخل الرئيس السيسى شخصيا في هذا الملف لمتابعة المبادرات الصحية التي من شأنها الحفاظ على صحة المواطن المصرى، وأصبح الملف الصحي شاهدا على التطور الكبير الذي طال جميع المجالات الحيوية.
ويعد القضاء على قوائم الانتظار من أبرز التحديات الصحية التي واجهت الحكومة المصرية والتي استدعت تدخل الرئيس شخصيا للقضاء عليها، وقد أكدت تصريحات السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، تحقيق تقدم كبير في هذا الشأن، خلال وقت قياسي.
كما تم الإعلان عن مبادرة الانتهاء من قوائم انتظار المرضى في غضون 6 أشهر، وانتهت وزارة الصحة من علاج نصف العدد خلال شهر واحد فقط، متوقعا الانتهاء من علاج باقي الحالات خلال شهر أو شهرين على أقصى تقدير، وتم إنشاء 48 مستشفى نموذجيا و29 مستشفى من وزارة الصحة، و19 من الجامعة لتصبح نموذجًا في جميع المحافظات، وسيتم فيها تطبيق تسعيرة التأمين الجديدة، ووضع لوائح خاصة بها، حرصًا على تطبيق المنظومة في جميع المحافظات.
كما تم الانتهاء من الاستعدادات الخاصة بالبدء في مشروع التأمين الصحي الشامل، ومراعاة اتساق عملية "ميكنة" المشروع مع خطط "ميكنة" مختلف مؤسسات الدولة، كما وجه بتوفير الإمكانات المتاحة لتجهيز المستشفيات التي سُيطبق بها النظام التأمين الصحي الجديد.
وفيما يتعلق بفيروس سى، أولى الرئيس السيسي اهتماما كبيرا وواضحا بملف علاج مرضى "فيروس سى" والقضاء على الفيروس، من خلال توجيهاته المستمرة للقضاء على هذا المرة، كما تم إطلاق مبادرة "100 مليون صحة" لم تقتصر على فحص فيروس سي فقط، بل امتدت لتشمل أطفال المدارس من خلال حملة الكشف عن أمراض السمنة والأنيميا والتقزم، وانطلقت الحملة بالتوازي في شهر نوفمبر عام 2018 وتمكنت من فحص 9.7 مليون، وتم صرف علاج الأنيميا بالمجان، بالإضافة إلى التوعية وصرف العلاج للأطفال ضد السمنة والنحافة.
وإطلاق حملة "صحتنا في أسلوب حياتنا" لدعم الحياة الصحية والتوعية بأسلوب التغذية الصحية السليمة تحت شعار "100 مليون صحة"، بالإضافة إلى حملة الإقلاع عن التدخين والتي انطلقت أولى فعاليتها في شهر أغسطس الماضي من خلال تخصيص 30 عيادة للإقلاع عن التدخين منتشرة بمحافظات الجمهورية.
كما تم إطلاق مبادرة رئيس الجمهورية، لاكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع للأطفال حديثي الولادة منذ شهر سبتمبر عام 2019، حيث تم فحص 243 ألفًا و697 طفلًا حتى الآن، إضافة إلى دعم صحة المرأة المصرية والتي تستهدف تقديم التوعية والكشف عن أمراض سرطان الثدي والسكري والضغط والسمنة لأكثر من 30 مليون امرأة، حيث تم فحص وتقديم التوعية لحوالي 4.5 مليون امرأة منذ إطلاق المبادرة في شهر يوليو الماضي.