يعتبر مشروع إنشاء100 ألف صوبة زراعية، أضخم مشروع زراعى من هذا النوع بالشرق الأوسط ،و أحد أهم المشروعات القومية التى نفذتها الدولة حاليًا،وتعمل الصوب على توفير المنتجات الزراعية للمواطنين طوال العام ويضيف عائدا اقتصاديا كبيرا للقطاع الزراعى وتغير طرق الزراعة القديمة لمواكبة التطور الزراعى الحديث، كما يزيد الإنتاج من السلعة الاستهلاكية اليومية، والأهم من ذلك هو مواجهة المناخ المتغير وتاثيراته على المحاصيل الزراعية المكشوفة، والمساهمة فى إعادة التوازن فى اسواق محاصيل الخضر وعدم تكرار أزمات نقص المعروض بالأسواق خاصة فى فاصل العروات، وخدمة المستهلك بتقديم منتج "أورجانيك" خالى من متبقيات المبيدات، كما يقضى على الآفات الزراعية.
وقال حاتم نجيب نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة فى الغرفة التجارية بالقاهرة، فى تصريحات "انفراد "، إنه لولا الصوب الزراعية لم نكن لنتمكن من سد الفجوات وخاصة فى فاصل العروات، مضيفا أن مشروع إنشاء 100 ألف صوبة زراعية أدى إلى تضاعف إنتاج الخضروات وحاليا فى انتظار الطرح الجديد خلال أيام.
الدكتور أحمد توفيق، خبير الصوب الزراعية والزراعات المائية بمركز البحوث الزراعية، قال فى تصريحات لـ "انفراد ": فى السنوات الاخيرة نلاحظ تكرار عدم استقرار حالة المناخ فى مصر نتيجة لظاهرة التغيرات المناخية التى تسود العالم نتيجة زيادة غازات الاحتباس الحرارى وأهمها غاز ثانى الكربون الأمر الذى أدى زيادة درجات الحرارة مما كان له أثر على الزراعات المكشوفة، وقلة الإنتاج .
وأضاف خبير الصوب الزراعية، أنه فى ظل هذه التغيرات المناخية هناك خطر واضح وملموس على إنتاجية محاصيل الخضر ولمواجهة هذه التحديات كان علينا البحث عن حلول لمواجهة هذا الخطر وكان الحل هو التوسع فى الزراعات المحمية من خلال إنشاء الصوب عالية التكنولوجيا للتحكم فى درجات الحرارة بداخلها.
وأوضح خبير الصوب الزراعية، أن التوجه إلى التوسع فى إنشاء الصوب الزراعية سوف يواجه تحديات نقص المياه وزيادة معدلات استهلاك المياه، وذلك من خلال توفير درجات الحرارة المثلى لمحاصيل الخضر المختلفة داخل البيوت المحمية، وزيادة كفاءة استخدام المياه، داخل الصوب الزراعية عن الزراعة المكشوفة أو التقليدية من خلال زيادة الإنتاج.
وقال حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب الفلاحين، فى تصريحات لـ "انفراد ": نشهد منذ فترة بمصر فائضا كبيرا فى معظم الخضراوات وزيادة المعروض بعد أن عرضت الصوب الزراعية إنتاجها، مما أدى إلى كثرة المعروض، وانخفاض اسعارها طوال أيام العام حتى فى فواصل العروات، مضيفا أن الـ100 الف صوبة زراعية كانت إنقاذا للمحاصيل من المناخ المتغير.
وقال الدكتور عادل الغندور، الخبير الزراعى، إن مشروع الصوب الزراعية وخاصة الـ 100 ألف فدان صوب توفر فى الاستهلاك المائى ، مقارنة بالحقل المفتوح بما يفيد بدرجة كبيرة فى دعم الاقتصاد الوطنى.
وقال الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ الزراعى بمركز البحوث الزراعية، فى تصريحات لـ "انفراد "، إن الزراعة المحمية أو الصوب الزراعية (وخاصة المتحكم فيها مناخياً) هى الخيار الأكثر فعالية للحد من تأثيرات التغيرات المناخية على الحاصلات.
وأضاف رئيس مركز المناخ، أن التغييرات المناخية أصبحت واقعا يفرض نفسه على نمط الزراعة بمصر خلال الفترة القادمة مضيفا: شهدت الأعوام الحالية والسابقة عده ظواهر أثرت بالسلب على دورات نمو و انتاج الكثير من المحاصيل، ولعل ظاهره تداخل الفصول والتغيرات الفجائية.
وأكد تقرير لوزارة الزراعة، إن توجه الدولة نحو إقامة 100 ألف صوبة زراعية يعمل على إعادة التوازن فى الأسواق لمحاصيل الخضر وعدم تكرار أزمات نقص المعروض بالأسواق ويخدم المستهلك المصرى من خلال إنتاج متميز من هذه المحاصيل، ويحقق طفرة فى الإنتاجية لأقل وحدة للمساحة وإنتاج خضروات بمواصفات دولية للجودة.