بالوقائع والأدلة، ومن خلال الممارسة على الأرض، يمكن التأكيد على أن روابط الألتراس أفسدت الرياضة فى مصر، وحولت الألعاب الرياضية المختلفة وفى القلب منها كرة القدم من التسلية والترفيه، إلى خراب ودمار وموت.
ومنذ تأسيس الألتراس فى إبريل 2007، لم تعرف ملاعب كرة القدم طريقا للهدوء والمتعة، واختفت الأسرة المصرية من المدرجات وهى التى كانت تجد فى المباريات متنفسا وفسحة ترفيهية عن الأسرة، وحل بدلا منها الشماريخ والسباب والشتائم.
الملفت للنظر، أن بداية تأسيس روابط الألتراس واكب تأسيس حركة 6 إبريل فى نفس العام، وبعيدا عن كونها صدفة أو مرتبة، فإننا لسنا بصدده الآن، ولكن الذى يعنينا، أن روابط الألتراس بدأت كورم سرطانى، ومع مرور الأيام والشهور والسنوات، تضخم الورم وانتشر فى جسد الرياضة المصرية كانتشار النار فى الهشيم، وتسللت الفتن إلى الملاعب، ورأينا شغبا وكوارث لم تشهدها الملاعب عبر تاريخها، وامتلأت المدرجات بشباب عارٍ، يحمل الشماريخ ويشعل النار، ويصوب كل الشتائم وقلة الأدب فى كل الاتجاهات، لتنال الخفير قبل الوزير وتصل إلى رأس السلطة فى 25 يناير 2011.
الأمر تطور وأخذ منحى أكثر خطورة، عندما اخترقت الجماعات والتنظيمات الإرهابية، مثل حركة حازمون، والإخوان، صفوف الألتراس، وجندوهم لخدمة أهدافهم، وأصبحت نواة حقيقية لهذه التنظيمات المتطرفة، وظهروا بكثافة فى اعتصامى رابعة والنهضة، وهتفوا ضد الدولة ومؤسساتها الحامية.
وتكشفت وجوه روابط الألتراس، أكثر وأكثر، وتأكد إنها ليست مجرد روابط لتشجيع كرة القدم، وإنما "تنظيمات" داعمة لجماعات متطرفة، بشكل واضح جلى، عندما رفضوا ثورة 30 يونيو، واعتبروها انقلابا، وساندوا بكل قوة جماعة الإخوان الإرهابية، ومع مرور الوقت تحولت مدرجات الملاعب إلى منصات، ومنابر لتنظيمات إرهابية، تعادى الدولة، والمؤسسات الأمنية، وتعمل على إثارة الفوضى، وإسالة الدماء، وتوظفها "الإخوان" كمظلومية يتاجرون بها فى المحافل الدولية لإحراج مصر.
13 عاما، هى عمر روابط الألتراس، حولت فيها حياة المصريين إلى نكد وغم، وأصبحت تنظيما متطرفا، تضرب بكل القوانين عرض الحائط، ودستورها "الفوضى ودعم كل جماعة الإخوان الإرهابية" بوضوح.
وقلناها من قبل عشرات المرات فى نفس هذه المساحة، ونكرر ونعيد ما قلناه، إن الألتراس لا يصلح التعامل معهم سوى بالقانون، فقد فشلت كل محاولات الحوار والنداءات والمبادرات من المؤسسات الرسمية والشعبية، والرموز والشخصيات العامة.
ومع كل نداء ومبادرة يتوحش الألتراس ويشعر بذاته وأنه قوة حقيقية فوق الدولة ومؤسساتها، فيستمرون فى ممارساتهم الفوضوية، وياليت الفوضى مبعثها الغيرة الرياضية أو الحمية الشديدة للفريق الذى يشجعونه، كنّا لمسنا لهم بعض العذر، ولكن للأسف الشديد أن الفوضى وإثارة الشغب، هدفها سياسى، والإساءة الشديدة لمؤسسات الدولة، ورموزها، ومساندة ودعم جماعات إرهابية.
ولا يجب أن نغرس رؤوسنا فى الرمال مثل النعام، ونقول إن هؤلاء الشباب أنقياء وأطهار وأبرياء، لأن النقى والبرىء لا يمكن أن يثير الفوضى والفتن ويخرب ويدمر ويحطم ويحرق المنشآت العامة، ويرفع شعارات داعمة لجماعات إرهابية وحركات فوضوية، ويزج بالسياسة بكل عنف وقوة فى ملاعب كرة القدم.
نعم، ألتراس الأهلى، اخترقتهم جماعة الإخوان، وجندهم خيرت الشاطر إبان سعيه لتنفيذ مشروع أخونة الرياضة، ولا يمكن أخونة الرياضة أن يتحقق إلا من الباب الكبير، النادى الأهلى، صاحب الشعبية الجارفة، محليا وعربيا وأفريقيا، بل ودوليا، كما اخترقت حركة حازمون، الوايت نايتس، للسيطرة على القلعة البيضاء، باعتبار الزمالك أحد قطبى الكرة المصرية.
ولا يمكن أن ننسى، ما فعله الوايت نايتس وألتراس أهلاوى، الذين لا يتضامنون وينبذون تعصبهم لناديهما، شكلا، إلا فى كراهيتهم لمؤسسات الدولة، ودعم الجماعات الإرهابية والحركات الفوضوية، عندما قرروا إحياء ذكرى ضحايا استاد الدفاع الجوى، وذلك فى حديقة الفسطاط، فى منتصف شهر فبراير 2016 حيث شاهدنا بأم أعييننا هتافاتهم ضد الدولة، وخرجوا فى الشوارع مستقلين الدرجات البخارية ورافعين شارة رابعة العدوية.
لذلك، فعلى الذين صدعونا ليل نهار، بنظرية الاحتواء والطبطبة والهشتكة لهذه الروابط المخربة، عليهم أن يتنحوا جانبا، ويصمتوا، لأن هذه الروابط لا تكترث مطلقا لا بأهمية الحوار، ولا بالخوف على استقرار وأمن البلاد..!!