كشفت تغطية بعض وسائل الإعلام الغربية، تعمدا واضحا لتحميل مصر المسئولية فى حادث الطائرة المنكوبة، على الرغم من أن الطائرة أقلعت من باريس، ويفترض أن تقوم السلطات الفرنسية بإجراءات الأمن والسلامة، وبدأت بعض الصحف فى استخدام أحداث من الماضى وحوادث الطيران السابقة لتروج مزاعمها.
استبعاد التقصير الأمنى فى فرنسا
حاولت صحيفة "الديلى تليجراف" البريطانية استبعاد أى شبهات حول الإجراءات الأمنية فى مطار شارل ديجول فى باريس، الذى أقلعت منه الطائرة المصرية المنكوبة قبل سقوطها فى البحر المتوسط.
وقالت الصحيفة البريطانية فى تعليق على الحادث الذى راح ضحيته 66 شخصا على متن الطائرة، التابعة لخطوط شركة مصر للطيران، إن مطار شارل ديجول معد بمراقبة عالية وإجراءات أمنية مشددة للغاية لاسيما فى أعقاب هجمات باريس العام الماضى.
وأشارت إلى أن سلطات مطار شارل ديجول فصلت فى ديسمبر الماضى نحو 60 موظفا من عملهم لشبهة أن لديهم آراء متطرفة، وتم رفض منح 70 موظفًا تصاريح للدخول إلى أماكن مغلقة فى المطار بعدما خضعوا للتدقيق، بالإضافة إلى عدم تمديد تصاريح لموظفين آخرين، ومنذ هجمات باريس فى نوفمبر الماضى يخضع موظفو المطار للتدقيق.
وأضافت أنه إذا ثبت حدوث أى اختراق، فإن الأمر سيكون مقلقا للغاية، لأنه لم يتم تسجيل حوادث تهريب قنابل على متن رحلات منطلقة من مطارات أوروبية منذ قيام النيجيرى عمر فاروق عبد الرحمن بتهريب متفجرات لمطار أمستردام، فى محاولة تفجير طائرة ركاب تابعة لشركة Northwest Airlines، عام 2010 .
زرع قنبلة فى أسمرة بإريتريا أو تونس
وتقول الديلى تليجراف إنه يجب الإشارة إلى أن الطائرة المصرية المنكوبة كانت فى مطار أسمرة بإريتريا وذهبت إلى تونس، يوم الأربعاء، وربما تم زرع قنبلة بها فى إحدى البلدين، أو خلال توقفها فى القاهرة، وليس فى باريس، لاسيما أن تنظيم داعش لديه خلية فى مصر، على حد قولها.
ومضت قائلة إنه ربما لم يتعلق الأمر بزرع قنبلة، فانحرافات الطائرة قبل سقوطها وعدم إرسال إشارات تحذيرية من قمرة القيادة، ربما يشير إلى عملية خطف وليس تفجير، على الرغم من أن الإجراءات الأمنية الحديثة تجعل هذا الأمر صعبا.
وتحدثت الصحيفة عن احتمال أن يكون انتحار قائد الطائرة سببا للسقوط، مستشهدة بمزاعم أمريكية تتعلق بأسباب سقوط طائرة تابعة لشركة مصر للطيران عام 1999 عقب انطلاقها من مطار جون كيندى فى أمريكا، وحاولت الولايات المتحدة وقتها الزعم بأن قائد الطائرة أسقط الطائرة عمدا فى عمل انتحارى وأن مطاراتها آمنة.
وفى نفس الاتجاه، نشرت صحيفة نيويورك تايمز خط سير الطائرة المنكوبة، قبل وصولها إلى مطار شارل ديجول فى باريس، وقالت إن المحققين يحاولون تجميع القرائن كافة لمعرفة أسباب سقوط الطائرة المصرية، ويرى المحللون ضرورة التركيز على المطارات التى هبطت بها الطائرة خلال الـ24 ساعة السابقة للحادث، إذ أنها هبطت فى بلدان أثارت معايير أمن الطيران بها قلقها من قبل، حسبما تقول.
وأشارت إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية حذرت فى مايو 2015 من إجراءات الأمن فى مطار أسمرة الدولى ولفتت إلى عدم كفاءة إجراءات تفتيش المسافرين، وتابعت أن المسئولين الأوروبيين أعربوا عن قلق بشأن ثغرات أمنية فى المطارات شمال أفريقيا، بما فى ذلك تونس وبعض المطارات المصرية.
مخاوف حول السلامة فى مصر
أما صحيفة الجارديان، فقالت إن حادث تحطم الطائرة التى كانت تحمل على متنها 66 شخصا يثير المخاوف حول سلامة الركاب الذى يسافرون إلى مصر، وحول مستويات الأمن فيها وفى أماكن أخرى.
وتابعت الصحيفة قائلة إنه لا يوجد سبب مستبعد سواء كان الإرهاب أو خطأ فنيا لاحتمالات سقوط الطائرة من طراز إيرباص A320 وهى طائرة حديثة، لها سجل سلامة جيد، إلا أن الرحلة التى انطلقت من باريس متجهة إلى القاهرة تربط اثنين من أكثر الأهداف وضوحا لمتطرفى داعش وهما مصر وفرنسا.
وأوضحت الصحيفة أن مصر اعترفت على مضض بأن الإرهاب هو السبب الأكثر ترجيحا للمأساة، لكن التحقيقات المصرية الرسمية فى حادث سقوط الطائرة الروسية فى أكتوبر لم يخلص إلى أن قنبلة هى التى أسقطت الطائرة، إلا أن الصحيفة تطرقت إلى بعض القلق من الإجراءات فى فرنسا، وذكرت أن أحد الخبراء البارزين أعرب سرا عن قلقه بشأن مطار شارل ديجول الذى له تاريخ من النشاط المرتبط بالإرهاب.
وتذهب الصحيفة إلى القول بأنه رغم الاضطراب فى أريتريا والتهديدات الإرهابية من تونس، إلا أن خبراء الأمن يقولون إن زرع المتفجرات يرجح أن يكون فى باريس وليس فى أفريقيا.
صحيفة الإندبندنت البريطانية بدورها نقلت عن أحد الخبراء زعمه أن خلافا داخل قمرة القيادة ربما يكون السبب وراء ما حدث للطائرة، وقال مايك فيفيان، الرئيس السابق لعمليات الرحلات بهيئة الطيران المدنى فى بريطانيا، إنه يميل لنظرية أن هناك تدخلا على الطائرة، وكان هناك صراع للسيطرة عليها.