مشاهد شهيرة من أفلام كوميدية فى الغالب وأحيانًا أفلام اجتماعية تناقش قضايا مثيرة للجدل، يتم استخدام صورها وتعديل الحوار عليها ليكون حوارًا وعظيًا يوصى بقراءة القرآن مرة، وبعدم نسيان الأذكار مرة أخرى، وبالامتناع عن مشاهدة الأفلام الإباحية فى مرة ثالثة.
هذا التناقض الشديد بين فكرة "الكوميك" الذى عرف دائمًا بالمحتوى الساخر، وبين مشاهد الأفلام السينمائية الكوميدية فى الأساس أثار الكثير من الجدل حول "الكوميك الدينى"، وأثار الكثير من الانتقادات والاتهامات ضده، تبدأ من "الاتجار بالدين" ولا تنتهى عند ازدراء الدين نفسه، فتعليقا على هذا الاتجاه قال "محمد صبرى": "الكلام عن الدين مايصحش يتحط على كوميك، الكوميكس أصلاً فكرتها إنك تركب كلام على صورة عشان تعمل حاجة مضحكة فمينفعش تتحط على حاجة دينية".
أما سيد عبد العزيز فقال: "ماتكتب اللى عايز تكتبه فى بوست وتنصح الناس بيه، إنما اللى بيعملوه دا مستحيل الناس لما تشوفه هيقوموا يتوضوا ويصلوا، إنما معظمهم هيسأل على اسم الفيلم ويتفرجوا عليه".
فى المقابل، دافع صانعو هذا النوع من "الكوميكس" عن فكرتهم، فقال "محمد خالد": "أنا عارف إنى بواجه ناس بنص عقل، دلوقتى لما يحبوا يعلموا الأطفال دينهم بيشوفوا إيه أكتر حاجة منجذبين ليها اللى هى الكارتون وبيعملوا كارتون دينى، والشباب الأغانى فعملوا أغانى دينية عشان كدة أنا حبيت أوصل النصيحة بنفس الأسلوب وهو الكوميك المنتشر بين الشباب". وقال "محمد علاء": "لما بنشر كوميك دينى نيتى إنى أوصل رسالة مش إنى اتشهر وخلاص، وربنا أعلم بالنيات".
وفى المنطقة الوسطى وقف آخرون لا يروا فى "الكوميك الدينى" أية مشكلة سوى استخدام ألفاظ خارجة، فقال "أحمد تنتوش": "الكوميكس الدينى دا جميل أوى بس بما إنهم بيعملوا كوميك دينى عشان الموعظة مش الضحك أو اللايك فبلاش لفظ غير لائق مع الكلام فى الدين، لأن المفروض تبقى موعظة حسنة ومفيش أى حسنة فى الشتيمة أو التهريج".
فيما فضّل فريق آخر من المنتقدين أن يكون ردهم بالطريقة نفسها وهى تصميم "كوميكس" تسخر من فكرة "الكوميك الدينى" الذى يهدف للانتشار والشهرة، مشيرين إلى أن غالبية صانعيه لا ينفذوا النصيحة التى يقدمونها للناس.
من جانبه قال الدكتور عبد المنعم فؤاد، عميد كلية العلوم الإسلامية جامعة الأزهر: "إن لكل مقام مقال، والقرآن مقامه فوق أى مقال، ويجب أن يوضع فى مكانه المناسب، ولا يصح أن نضعه فى أماكن اللهو، ويجب المناسبة فى المقام".
وأضاف لـ"انفراد": إذا كنا نوقر الأشخاص وننزلهم منازلهم، ألا يليق أن ننزل القرآن والسنة المنازل اللائقة بها؟! فأى صورة من الصور بها سخرية أو غيرها يجب ألا يوضع فيها آيات قرآنية، لأن القرآن هو كلام الرحمن - جل جلاله - والرحمن لا بد أن يوقر وأن يسبح فى الأماكن اللائقة بجلاله - جل وعلا - حيث قال رب العزة فى قرآنه: "لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ".
وبالنسبة لحكم الدين فيمن يقوم بتركيب تلك الصور، قال الدكتور عبد المنعم فؤاد: "لا نحكم على الناس بسوء القصد، فقد يكون قصده طيبا، لكن يجب أن يوجه وينصح وأن يخرج العمل بالطريقة اللائقة، وتعرض على العلماء هل هذا لائقا أم غير لائق، وأقصد بالعلماء المعتبرين فى المؤسسات العلمة الدينية"، متابعا: لو كان القصد السخرية فهذه معصية كبيرة بنص القرآن الكريم، قال تعالى "نَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ"، فلا يصح السخرية بالله ولا رسوله وآياته، وإلا لصارت فتنة فى الأرض وفسادا كبيرا، وهذا ليس من حرية التعبير أو الرأى، فالحرية يجب ألا تتعدى الحدود، ولا توجد حرية فى دولة فى العالم كما نسمع الآن فى حرية فى الإبداع، فهذا ابتداع لا إبداع.