الجمعة 2024-12-27
القاهره 05:38 ص
الجمعة 2024-12-27
القاهره 05:38 ص
تحقيقات وملفات
"أرض الألم لبنان..الحلقة الثالثة" قوارب الموت على شواطئ طرابلس.. اللبنانيون يهاجرون للمجهول هرباً من جحيم الواقع.. "تجارة الموت"تزدهر بالشمال.. وناجون من براثن الهجرة غير الشرعية يروون تفاصيل الساعات
الأربعاء، 25 نوفمبر 2020 10:42 م
ـ والدة أحد ضحايا الهجرة غير الشرعية:"بدى جثة ابنى" ـ والد أحد الضحايا: زديت ابنى فى البحر وضليت أراقبه والميه بتاخده بعيد .. كنت بغطى له عيونه فى الشارع حتى لا يطلع على الحاجة الحلوة فى الدكان لأن ما أقدر أشتريها.. والدة الطفل محمد: الجوع قتل ابنى ـ محمد سفيان:" رح أعيد المحاولة حتى لو هنموت أنا وزوجتى واللى فى بطنها..أحسن ما نموت جوا بلدنا من الجوع" ـ محامية بشئون الهجرة القبرصية: تولى قبرص اهتماما كبيرا بملف الهجرة غير الشرعية بعد زيادة حدة الأزمة اللبنانية خوفا من اندلاع موجة لجوء من لبنان إلى القارة الأوربية عبر السواحل القبرصية ـ مآساى المفقودين فى البحر تفتح جروح عاصمة الشمال المنسية وتدق ناقوس الخطر ـ بطل إنقاذ طرابلس: "مات معنا شاب هندى فوضعنا فى جيبه رسالة استغاثة ورميناه فى البحر ـ النائب السابق عن طرابلس: الحادث أحدث ضجة كبيرة وهناك تدخلات لسفارات بعض الدول الأوربية لدفع الدولة اللبنانية بالعمل للحد من هذه التجارة وتضييق الخناق على القائمين عليها ـ مصدر أمنى لـ "انفراد": الظاهرة ازدادت بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية..هذه الجريمة تندرج تحت "الاتجار بالبشر" ولدينا إدارة مستقلة.. نبحث تشديد الدوريات على الشواطئ ـ الممثلة الإقليمية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لـ "انفراد": تهريب المهاجرين جريمة عابرة للحدود تحقق أرباحا طائلة ..ندعم جهود لبنان في التحقيق فى حالات تهريب المهاجرين وجلب المهربين.. حماية حقوق المهاجرين المهربين وسلامتهم فى صميم استجابتنا.. سننفذ قريبا مشروعا ممولا من سويسرا لدعم جهود لبنان لتحديد حالات الاتجار بالأشخاص التي تؤثر على اللاجئين ـ المركز اللبنانى لحقوق الإنسان: كارثة مرفأ بيروت أدت لرواج "الهجرة غير الشرعية"..الأزمة كانت موجودة فى 2015 والأسعار تختلف بحسب ضمانات الوصول بسلام للشواطئ الأوربية التي يطرحها الوسيط على ضحيته ـ الحجة عفاف: ابنى رمى نفسه بالموت لأن له 3 سنين بلا شغل ـ رئيس بلدية طرابلس: الهجرة غير الشرعية تتزايد بسبب الوضع المادى المتأزم خاصة فى طرابلس ..المعاناة تتفاقم ودور الدولة غائب.. مرفأ طرابلس شبه معطل فيعمل بشكل ضعيف وكورونا متفشى ومسشتفى حكومى واحد يستقبل الحالات ـ نائب سابق عن طرابلس:المدينة لم يكن لها نصيب من خطة المجتمع الدولى لإعادة نهضة لبنان "سيدر" ولم توضع على خريطة المشروعات السياحية التى أعدتها شركات مكلفة من الحكومة للنهضة بالسياحة ـ نائب سابق عن طرابلس: الإهمال الذى شهدته المدينة ساعد على نشاط "تجار الدم" ـ حقوقيون وناشطون ب"حقوق الإنسان": الهجرة غير الشرعية جريمة تقع ضمن أشكال جريمة"الاتجار بالبشر" وتعاقب عليها المادة 586عقوبات ـ محامية بشئون الهجرة بقبرص: قبرص تكافح الهجرة غير الشرعية فى إطار قوانين الاتحاد الأوربى..السلطات القبرصية أعادت عشرات اللبنانيين و اللاجئين السوريين بعد محاولتهم الوصول إلى أوروبا بطريقة غير شرعية ..مجلس الوزراء القبرصى وضع خطة عمل بخصوص المهاجرين غير الشرعيين ـ أرقام صادمة ـ 20قارب هجرة غير شرعية تم ضبطهم بشواطئ طرابلس خلال الفترة من أغسطس حتى نوفمبر (وفق القوات البحرية اللبنانية)ا ـ 5ملايين ليرة يدفعها المهاجر اللبنانى نظير تكاليف رحلة الموت وتختلف الأسعار بحسب ضمانات الوصول للشواطئ الأوربية ـ 1.014.836 طالب لجوء ومهاجر(غير شرعي) وصلوا أوربا بحرا فى 2015(وفق إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة: مشروع المهاجرين المفقودين) ـ 3.772مهاجر غير شرعى لقوا حتفهم فى عرض البحر (وفق إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة عام2015) ـ قبرص سجلت 12 ألف طلب لجوء عام 2019 (جهاز الشرطة القبرصي) نقلا عن الورقى ساعات أمضوها يصارعون الموت وأمواج البحر العاتية، يحدوهم الأمل فى الوصول للشواطئ الأوربية(أرض الأحلام) لهؤلاء الحالمين بحد الكفاف لأطفالهم..جمعوا يأس الحاضر وآمال المستقبل فى حقائب استدانوا لشرائها، وقرروا الهجرة بقوارب عشوائية عبر قبرص وصولاً إلى إيطاليا وغيرها من بلدان أوربا ليواجهو المجهول! لم يصل القارب الذى انطلق سبتمبر الماضى من شواطئ مدينة طرابلس بمحافظة شمال لبنان ـ حاملاً على متنه45شخصا غالبيتهم لبنانيون مع عدد من السوريين ـ متجهاً إلى ذلك البر الأوربى المأمول عبر قبرص، التى تبعد276 كيلومترا عن بيروت، بل ظلوا أياماً تائهين بالمياه الإقليمية، والتهم الموت6أشخاص منهم وطفلين، أما المتبقون فعادوا لمنازلهم يتمزقهم الألم لفقدان أحبائهم. هذه المأساة تُعيد تسليط الضوء على قضايا ربما تكون منسية وسط متاهة الحياة السياسية بلبنان، وتدق ناقوس الخطر لتفاقم كارثة الهجرة غير الشرعية وازديادها مؤخراً بوتيرة متسارعة، بالتزامن مع اشتداد الأزمة الاقتصادية والتدهور الكبير فى المستوى المعيشى. "الهجرة غير الشرعية"تفتح أيضاً جروحاً متقيحةً بجسد طرابلس المنهك..فـ"الفيحاء" كما هى ملقبة، على الرغم من كونها عاصمة محافظة الشمال وثانى أكبر المدن اللبنانية بعد بيروت وواحدة من أهم مدن البحر الأبيض المتوسط، إلا أنها من أشد مدن لبنان فقرا..ما يطرح تساؤلات كثيرة، فالهجرة العشوائية بمثابة عرض لمرض تعانى منه تلك المدينة منذ سنوات دون أن تقدم لها الدولة علاجا شافيا..وهذا ما سنحاول طرحه فى هذا الملف.. قارب الموت لم يكن ذلك القارب القصة الأولى لـ"قوارب الموت"بل سبقه عدة رحلات انطلقت من ذات الشواطئ الشمالية، وإن اختلفت فى بعض تفاصيلها لكن النهاية تقريباً واحدة، فالبحر يبتلع بعضهم بينما تُعيد السلطات القبرصية الناجين، فى الوقت الذى يكثف الجيش اللبنانى دورياته البحرية للحد من الهجرة العشوائية. من بين تلك الرحلات، قارب انطلق فى أغسطس الماضى حاملاً على متنه عشرات السوريين واللبنانيين الذين أعادتهم السلطات القبرصية إلى لبنان بعد أن وصلوا شواطئ قبرص، وبين من كانوا على متنه الشاب اللبنانى شمس الدين كردلى، الذى تحدث بصوتٍ متهدج واصفاً مأساته ومن معه على متن القارب، قائلا:"إحنا بنبيع اللى فوقنا واللى تحتنا حتى نطلع بالبحر لأن ما عندنا خيار تانى..بنخاطر بحياتنا لأننا فى بلدنا مش لاقيين الأمان". قصص من قلب البحر "كاد الفقر أن يكون كفرا"..ربما يكون هذا الحديث الأكثر تعبيرا عن حال هؤلاء الذين تعددت مآسيهم على متن قارب الموت الذى انطلق من شواطئ طرابلس مؤخرا، من بينهم الشاب"محمد"، الذى قذفت مياه البحر جثته بعد أن ظل يسبح فى المياه لساعات محاولا إيجاد من ينقذه ورفاقه ولكن دون جدوى..فعاد جثته هامدة.. "زوجى كان يشتغل على عربية بوظه وانكسر علينا إيجار البيت9شهور، وعندنا طفلين محتاجين حليب وحفاضات منهم بنت مريضة بنقص المناعة كنا بنبوس أيد الناس عشان حد يفوتها على المستشفى"، بهذه الكلمات وصفت سعاد محمد زوجة شادى رمضان ـ أحد الذين كانوا مفقودين من ركاب القارب ثم ظهرت جثته ـ الظروف التى دفعت زوجها للهجرة، تمسح دموعها بكفيها وهى تقول: زوجى كان مريض سكر وما كان يقدر يشترى أدويته، وكل اللى كان بيطلعه يدوب لحليب الولاد". أضافت سعاد ،"حكيوا الشباب اللى رجعوا من الرحلة أن السكر هبط عنده، وصار يطلب حبة تمر بس ما حد قدر يساعده،وارتفعت حراراته، وفى الآخر زَد حاله فى الميه(رمى نفسه فى البحر)على أمل يلاقى حد ينقذهم". أطفال "قارب الموت" لم تستطِع أجسادهم النحيلة تَحمل الجوع وملوحة مياه البحر، التى اضطروا لتجرعها مع الحليب، ففارقوا الحياة ليكونوا أول ضحايا"رحلة الموت".. فى البدايةلم يفقد أهالى الطفلين المتوفين(محمد وسفيان)، الأمل فى الفوز بأبسط حقوق الإنسان وهى أن يدفنوا أطفالهم فى قبور بدلاً من أن تأخذهم مياه البحر، فربطوا الجثامين بالقارب، آملين فى حملها معهم إذا تمكن أحد من إنقاذهم، لكن هذا الحلم أيضاً عز تحقيقه فالنجدةلم تأت، وبمرور الوقت بدأت الروائح الكريهة تنبعث من الجثث، فاضطر الآباء لرميها فى البحر. فى طرابلس وتحديدا بمنطقة القبة، أحد أشد أحياء المدينة فقرا، يجلس على باب بناية متهالكة، محمد محمد سفيان(23 عاما)، أحد الناجين من القارب بعد أن اختطف الموت طفله سفيان(عامان و4أشهر)، قال: "اضطريت أرمى ابنى فى مية البحر بعد ما مات من العطش والجوع..كان بيصرخ فمليت الببرونة بمية البحر مع الحليب وشربها كلها ورجعت مليتها كذا مرة حتى يشبع، بعدها ارتفعت حراراته وصار معه استفراغ وإسهال، ضل سفيان على صدر أمه لحد ما مات تانى يوم، وضلت أمه حاضنة جثته3أيام، بعدها اضطريت أكبه بالبحر". "كانت تنظر لسفيان والحسرة بتاكل قلبها وإحنا بنرميه فى البحر، كانت عاوزه تمسك الموج حتى ماياخدهوش"، هكذا وصف محمد حال زوجته(عبيدة)الأم المكلومة. يروى الأب المكلوم تفاصيل قصته:"طلعت المركب يائس بلا عمل، كنت بشتغل فى مطعم من سنتين وخسرته بسبب الأزمة الاقتصادية..وهون ما فى عمل، حتى لو اشتغلت المعاش(الراتب)ما بيكفى احتياجاتنا الضرورية..صرت آخد من أبويا مصارى لأكفى الضروريات..ماكنت أقدر أشترى لابنى كيس شبيسى، ولما كان ينزل معى الشارع كنت بغطى عيونه حتى لا يطلع على الحلويات فى الدكان، كانت أمنيته قبل ما يموت بسكلته حقها350ألف ما قدرت أشتريها". يستكمل قصته، قائلا:"اتعرفت بشخص اسمه برهان أطريب قالى هجيبلك فرصة سفر لأوربا، وأخد منى المصارى وبعد أيام خدنا للمركب وهناك تركنا، كبار العصابة أحمد صفيان وعلى صفيان، وما حد كمشهم(قبض عليهم) حتى الآن، رغم أنهم معروفين فى البلد لأنهم محمين من الكبار"!..محمد حمل مسئولية وفاة طفله للمسئولين والسياسيين بلبنان. وأضاف:"البحر فالت ما فيه حراسة، مِرات عمى بلغت أن فيه قارب مفقود، لكن ما حد بحث عنا"، استطرد الأب، قائلاً:"هرجع أعيد المحاولة تانى حتى لو هنموت أنا وزوجتى واللى فى بطنها..مش فارق معانا الموت..إحنا كدا كدا ميتين..أشرف لى أموت برا بلدى أحسن ما أموت من الجوع جواتها". الجوع قتل ابنى! لا تختلف قصة الطفل محمد نظير(عامان سنوات)عن سفيان محمد الذى سبقه للموت، فقد روى والده المأساة ذاتها قائلا،"أنا أب لأربعة أطفال وما معى حق تعليمهم..كنت بشتغل ميكانيكى سيارات ولما ضاقت فرص الشغل صرت مش قادر أشترى الضروريات..بعت فرش البيت لأدفع تكلفة السفر". باتت الكلمات ثقيلة على لسان الأب، وهو يقول:"ابنى مات فى البحر بس لو ضل هنا كان هيموت كمان من الجوع"، واستكمل سرد قصته:"كفنته وربطه فى القارب وبعد كام يوم رميته فى البحر، وفيه شباب زَدوا(رموا)حالهم فى البحر ليبحثوا عن حد يُنقذنا، بعدها اتوفى شاب هندى فكتبنا رسالة استغاثة وضعناها بجيبته قبل ما نرميه فى البحر حتى اللى يلاقى جثته يجى وينقذنا، كتبنا فيها:"نحن45شخص على قارب مقطوعين فى المياه الإقليمية من المازوت والأكل وعلى من يقرأ هذه الرسالة الإسراع بانقاذنا أو الإبلاغ عنا". أما"زينب القاق"والدة الطفل محمد فبالكاد تفهم كلماتها الممزوجة بصرخات مدوية من قلب مقهور وهى تتهم السياسيين بقتل طفلها، قائلة: "شو بدكم منا..ما شبعتوا مصارى..بجشعكم قتلتوا ابنى..الجوع قتله..ما بقدر أنسى صوته وهو بيصرخ ماما جوعان..عطشان بدى ميه..ضليت أراقب نفسه لحد ما مات..كان كل واحد منتظر دوره فى الموت وما تخيلنا نرجع". حال أسرة نظير لا يختلف عن بقية الأسر الذين دفعهم اليأس وضيق ذات اليد للمخاطرة، قال نظير:"ماعدنا قادرين نشترى حتى الأكل والدولة مش حاسة بنا..عشنا أيام مرعبة فى البحر بس يمكن كان أحن علينا من ها دول المسئولين". الهجرة غير الشرعية..اتجار بالبشر تمثل أزمة اللاجئين تحديًا إنسانيًا وسياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا لأوروبا، حيث تسببت فى حدوث خروقات لأسس التكامل الأوروبي، وأصبح نظام اللجوء الأوروبي المشترك، موضع تساؤل، ففى عام2015وصل1.014.836من طالبى اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين إلى أوربا بحراً، بينما يُعتقد أن3.772قد لقوا حتفهم فى عرض البحر(وفق إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة). ووفق ما أكد وديع الأسمر رئيس المركز اللبنانى لحقوق الإنسان، لـ "انفراد"، فإن رحلات الهجرة غير الموثقة ازدادت مؤخرا بشكل كبير،وساهمت كارثة انفجار مرفأ بيروت فى رواجها، خاصة فى ظل تدهور الوضع الاقتصادى، وأصبحت الرحلات تنطلق أسبوعيا حاملة سوريين ولبنانيين من طرابلس والمناطق المحيطة بها، حيث الأوضاع المعيشية المتردية وضعف فرص العمل، ويعد شاطئ الميناء في طرابلس النقطة الرئيسية لانطلاق هذه الرحلات. وأشار الأسمر إلى أن هذه الأزمة ليست وليدة اليوم، ففى عام2015 كانت تكلفة رحلة الموت تتراوح بين الـ1300 و2500 دولار، حيث تختلف الأسعار بحسب ضمانات الوصول بسلام للشواطئ الأوربية، فإذا دفعت مبلغ أقل فهذا يعنى أن المركب لن يصل بك للشاطئ تماما، بل سيتوجب عليك السباحة فوق ما يشبه قطعة الخشب لبعض الوقت للتخفي عن أعين خفر السواحل حتى تصل للشاطئ، وتعتبر أوروبا خاصة ألمانيا هدفا رئيسيا لهؤلاء بعد عبور تركيا واليونان ومن ثم هنجاريا، حيث يتقدمون بطلبات اللجوء ثم طلبات لمّ شمل الأسرة ليتمكنوا من جلب باقي العائلة. وقد يتعرض هؤلاء لخطر إطلاق النار من قبل شرطة السواحل بداعى التسلل لدخول تلك الأراضي. الجديد فى الأمر هو محاولة اللبنانيين المهاجرين الوصول إلى شواطئ قبرص التى تسعى للحد من هذه الظاهرة حيث تُسبب لها قلقا كبيرا، ويستكمل الأسمر: فى سياق تلك المساعى القبرصية علمنا أن وفدا قبرصيا رسميا قد زار بيروت مؤخراً، طلبا لوقف قوارب المهاجرين التى تتدفق على الجزيرة. قوانين تجرم الاتجار بالبشر وصف الناشط والمحامى بمجال حقوق الإنسان فى لبنان ميشال نعمة الوضع الحالى بـ"الكارثى"، فالأوضاع المعيشية تزداد تردياً يوماً تلو الآخر، وأصبحت العديد من الأسر تنظر للهجرة على أنها خيار منطقى مفضلينه على الموت الحتمى جوعاً فى لبنان، وقرب المسافة بين لبنان وقبرص يجعلها الخيار الأول لهؤلاء، وبحسب القانون اللبنانى يقع هذا النوع من الهجرة ضمن أشكال جريمة الاتجار بالبشر التى تعاقب عليها المادة586عقوبات، لأن هناك تجار يستغلون الضائقة المالية للناس ويحاولون إغراءهم بوعود غير حقيقية، عبر رحلات لا تُراعى شروط السلامة العامة للإنسان ما يُشكل خطرا كبيرا على حياتهم. وأوضح نعمة أن تهريب المهاجرين يشير إلى وجود شبكات إجرامية منظمة ومعقدة بالمنطقة تتعاون مع شبكات مماثلة بدول أخرى، وهناك ثلاث طرق رئيسية تُستخدم فى الاتجار بالبشر وهى، الاتجار الداخلى والاتجار الإقليمى والاتجار الدولى، وقد أتاح عدم الاستقرار بالمنطقة الفرصة للمنظمات الإجرامية لنقل الأشخاص عبر الحدود البحرية. أضاف نعمة، أن لبنان من الدول الموقعة على العهد الدولى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الذى بموجبه يضمن الحق بالحياة الكريمة، لكن الوضع الاقتصادى نتيجة الأزمة السياسية أسهم فى انتعاش تلك الجرائم، ما يستوجب وعيا كبيرا من السياسيين لمعالجة الوضع الحالى، كما أن لبنان من الدول الثلاث الأساسية التى وضعت الإعلان العالمى لحقوق الإنسان عام1948، إضافة إلى بروتوكول الأمم المتحدة عام2000، لمكافحة تهريب البشر، ولبنان ملتزم بمنع الهجرة غير الشرعية بموجب توقيعه على هذه المواثيق الدولية، وعلى قوى الأمن والجيش، ملاحقة المجرمين وتطبيق قانون العقوبات لردع المتاجرين بأرواح الأبرياء، ومن الضرورى تنظيم حملات توعية كبيرة بخطورة الهجرة العشوائية. قبرص تشدد الإجراءات وعن ظاهرة الهجرة غير الشرعية إلى قبرص، قالت ماريا أثناسيادو المحامية بشئون الهجرة فى قبرص،لـ "انفراد"، إن هذه القضية تثير مخاوف معظم المجتمعات الأوروبية، خاصة دول جنوب أوربا من بينها قبرص التى أعادت عشرات اللبنانيين و اللاجئين السوريين بعد محاولتهم الوصول لأوروبا بطريقة عشوائية، وتولي قبرص اهتماما كبيرا بهذا الملف خاصة بعد زيادة حدة الأزمة اللبنانية خوفا من اندلاع موجة لجوء من لبنان إلى القارة الأوربية عبر السواحل القبرصية وتبحث مع الدولة اللبنانية طرق التصدى للأزمة والحد من قوارب المهاجرين بعد أن اعترضت أواخر أغسطس الماضي 5 قوارب تحمل أعدادا من المهاجرين تراوحت بين150و200مهاجر قبالة سواحلها،(وفق صحيفة سايبرس ميل القبرصية)، سبقها بنحو أيام إعادة السلطات القبرصية33مهاجرا غير شرعى إلى لبنان كانوا قد وصلوا إلى ليماسول القبرصية مطلع سبتمبر. وأضافت ماريا، لقد زادت معدلات الهجرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، فسجلت الهجرة غير الشرعية عام2019رقما قياسيا نتج عنه أكثر من 12ألف طلب لجوء(وفق جهاز الشرطة القبرصية)، ما دفع قبرص لمطالبة الاتحاد الأوروبي بدعمها فى مكافحة الهجرة غير الشرعية، وسيتم قريبا تنفيذ إطار العمل المتفق عليه مع الاتحاد الأوروبي لإنشاء سلطة على مستوى الاتحاد بالنسبة للمهاجرين. و لمكافحة قوارب الهجرة العشوائية عملت"الداخلية"القبرصية على تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود وتكثيف دوريات الشرطة والجيش. وعن وضع المهاجرين غير الشرعيين فى قبرص توضح ماريا، أن قبرص تتبع قوانين وأنظمة الاتحاد فيما يتعلق بحماية طالبي اللجوء وفقا للقانون الدولي والأوروبى، ومعظم المهاجرين غير الشرعيين يمكنهم الاستفادة بعد وصولهم إلى قبرص من حق اللجوء ويتقدمون للحصول على الحماية، وخلال ذلك يمكنهم العمل في وظائف محددة. هجرة اللبنانيين "لبنان بلد هجرة بالأساس، هناك11مليون مهاجر من أصل لبنانى فى بلاد المهجر(وفق إحصائيات غير رسمية)، بينما عدد اللبنانيين بالداخل4ملايين نسمة"، هذا ما أوضحته ديانا مقلد الكاتبة والباحثة المتخصصة فى شئون حقوق الإنسان، مضيفةً أن الظاهرة ازدادت فترة الحرب الأهلية واستمرت بعدها، فلبنان لم يشهد استقرارا لفترات متواصلة ما انعكس على معدلات الهجرة، لكن منذ تدهور الأوضاع الاقتصادية وانفجار بيروت ازدادت الهجرة غير الشرعية خاصة من مناطق الشمال مثل طرابلس وعكار وهى الأكثر فقراً وحرماناً. تقول مقلد، إن هذه الظاهرة تنشط فى ظل ضعف الرقابة والتواجد الأمنى على شواطئ طرابلس، فخفر السواحل موجود ولكن بشكل غير كافٍ، فيجد تجار البشر مجالا رحبا للتهريب خاصة فى دولة بها نسب فساد مرتفعة مثل لبنان، حيث يلجأ السماسرة والمتاجرون بأرواح البشر لخداع هؤلاء الحالمين بعيش أفضل. كيف يتم التعامل مع المهاجرين وعن مصير المهاجرين الذين يتم إلقاء القبض عليهم بالشواطئ القبرصية قالت مقلد، إنه وفق تقرير لمنظمة هيومان ريتس ووتش بناء على لقاءات أجرتها مع لبنانيين حاولوا العبور لقبرص، أكدت أن السلطات القبرصية تعاملت معهم بشكل غير قانونى ما تسبب فى غرق بعضهم بالبحر، وهذا مخالف للقوانين الأوربية. وعن موقف الدولة اللبنانية قالت مقلد: "للأسف أداء الدولة ضعيف ولم يكن على مستوى وحجم الكارثة ولم نلمس أى محاولة جدية من قبلها لمعالجة أوضاع هؤلاء"، مشيرة إلى توقعات بتفاقم الهجرة العشوائية فى ظل استمرار تردى الأوضاع الاقتصادية والسياسية، فأداء الدولة بعد فاجعة بيروت كان صادما للجميع. الحجة عفاف: ابنى رمى نفسه بالموت فى دفتر منكسرى القلوب تجد الحجة عفاف، والدة الشاب محمد خلدون أحد المفقودين من قارب طرابلس، حاملة صورة ابنها بين كفيها طوال الوقت، لم تتمالك دموعها وهى تقول:"ابنى محمد وحيد على7بنات كان بلا شغل، وزوجى سواق تاكسى سيارته بالإيجار، ابنى طلع بالبحر على أمل يشتغل ويبعت لأبوه مصارى ليشترى تاكسى، وقالى: "هبعتلك يا أمى مصروفك لتجيب أدوية الأعصاب". وانهارت الحجة عفاف وهى تقول: "ابنى رمى نفسه بالموت لأنه له3سنين بلا شغل وكانت حالته النفسية سيئة..أنا بدى إياه عايش ولو مات بدى جثته..بترجاكم"!، وناشدت الدولة بالبحث عن نجلها. تقول شقيقة محمد: "أعطيته سلسة ذهبية ليبيعها ويدفع باقى تكاليف الرحلة، وسلم المصارى لشخص من منطقتنا ثم أخده إلى القارب ومعه ابن عمتى وابن عمتى"، مؤكدة أن هذه الرحلات أصبحت تتكرر كثيراً. وبحسب رواية ليال، فقد تواصل الأب هاتفيا مع الوسيط"برهان"ليطمئن على نجله محمد وكان الجواب:"اطمن وصلوا قبرص بس محجورين بسبب كورونا وما معهم تليفونات"، ظل السمسار أياماً يخدع الأهالى بصور مفبركة لأماكن إقامتهم بقبرص، إلى أن شك الأب فى أمر اختفاء نجله فسارع بالتواصل بأحد معارف العائلة فى قبرص والذى تواصل بدوره مع السلطات المعنية، ليؤكد أن القارب لم يدخل المياه القبرصية، بعدها تحركت الجهات المعنية بلبنان للبحث عنه، ليتلقى الأهالى بعد أيام نبأ العثور على القارب الذى يحمل أبناءهم فى المياه الإقليمية، لكن بينهم متوفين ومفقودين. أضافت ليال:"حتى الآن ما اهتمت الدولة بالتواصل مع سفارات الدول الأخرى للبحث عن المفقودين بحدودها، ولا القوات البحرية مهتمة بالبحث عنهم..مالناش غير ربنا" . بطل القارب:وضعنا رسالة بجيب المتوفى إبراهيم لاشين، 29سنة، البطل الذى أنقذ حياة بقية العالقين فى البحر على متن قارب الموت لكن رغبته فى الموت أكبر من رغبته فى الحياة، قال:"ادينت المصارى وبعت فرش البيت عشان أسافر..بس رحلتنا كانت مع تجار دم، ومع ذلك هحاول أطلع على قارب تانى..لأنى بلبنان أنا عايش ميت فاقد الأمل فى بلدى!" استكمل إبراهيم، قائلا:"غالبية اللى على القارب استدانوا المبلغ أو باعوا أثاث منزلهم من أجل تأمين المبلغ المطلوب لسماسرة الهجرة..المهربين أخدوا من كل مسافر5ملايين ليرة، وانطلق المركب من منطقة المنية كنا45شخصاً على مساحة11متراً، وفور ركوبنا أخدوا منا شناطينا(الحقائب)اللى كان فيها الأكل والميه والتليفونات، بحجة تخيف الحمولة على المركب، على أساس سنجد مركبا كبيرا على مسافة200متر لنكمل به باقى الرحلة،بعدين ضيعنا الطريق وتوهنا". يستكمل قائلاً: "ضلينا تايهين5أيام فى البحر بدون أكل أو شرب والكبار والأطفال بلشت(بدأت)تموت وقتها قررت أقفز فى البحر وصرت أسبح يومين، كان عندى أمل ألاقى حد ينقذ القارب والحمدلله وجدت قارب تابع لقوات اليونيفيل وأنقذتنا". وعن اللحظات المؤلمة التى عاشها هؤلاء على القارب، قال:"كنا بنصارع الموت ومنتظرينه!..اتصدمنا بموت أول طفل وفى اليوم التالى مات طفل تانى، بعدها توالت الوفيات وفقدنا الأمل..صرنا فى المياه من الشمال للجنوب ما فى خفر سواحل وقفنا". أكد إبراهيم، الذى مازال يحاول التعافى من الصدمة النفسية وآثار قطمات السمك بجسده، أنه لم يكن خائفا من الموت، قائلا"نحن جوا بلدنا بنموت ألف مرة فى اليوم..لى5سنين مش لاقى شغل لأنى مش بنتمى لحزب سياسى، ورغم أن طرابلس فيها أغنى ساسة لبنان، لكننا مش لاقيين ناكل، كان الموت وسط السمك المفترس أهون لى من الموت على أيدى السياسيين..وحاولت أنتحر فى البحر 3مرات". أضاف، "نحن من منطقة القبة والمهربين هم برهان الأطريب ولقبه أبو حمد وأحمد صوفان وعلى على صوفان ولحد هلا ما انكمشوا(لم يتم القبض عليهم)". جروح "الفيحاء" المنسية "كانت طرابلس أو الفيحاء المدينة الثانية بعد القاهرة فى الآثار المملوكية بل تعاظمت أهيتها فى التجارة الدولية..مع فترة استقلال لبنان، تراجعت أهميتها أمام بيروت وأخذت فى التدهور حتى أصبحت الأكثر فقرا بلبنان"، بهذه الكلمات بدأ رياض يمق رئيس بلدية طرابلس حديثه لـ "انفراد"، مؤكداً أن الوضع الحالى للمدينة متأزم ومن العوامل التى أدت لهذا، حرب سوريا التى اندلعت منذ5سنوات، فهناك حوالى30كيلومترا من السواحل المشتركة بين سوريا وطرابلس، ودفعت ظروف الحرب ب50ألف لاجئ سورى إلى طرابلس ليرتفع عدد سكانها من450ألف نسمة إلى 500ألف نسمة، فى ظل إمكانيات محدودة خاصة أن مرفأ طرابلس شبه معطل حيث إنه يعمل بشكل ضعيف، لأن سياسة الدولة توجيه الاهتمام لمرفأ بيروت، ثم جاءت جائحة كورونا لتزيد الأوضاع سوءاً أعقبها الانفجار ما أدى لزيادة نسبة البطالة بالمدينة متجاوزة50%ومازالت تتصاعد. وعن ظاهرة الهجرة غير الشرعية قال يمق: "كانت موجودة منذ سنوات لكنها لم تكن مكتشفة وكان يقوم بها السوريون، ومؤخرا بعد تفاقم الأوضاع الاقتصادية أصبح اللبنانيون يقبلون عليها، خاصةً أبناء مناطق(باب الرمل وباب التبانة والقبة والحدادين)، واستكمل حديثه قائلا:"دور الدولة غائب وحجم المعاناة يزداد يوميا، ما ينعكس على الأسر بشكل واضح فنسب الطلاق والعنف الأسرى ارتفعت، وكلما ازدادت معاناتهم كلما ازداد رواج تجارة الهجرة غير الشرعية، فقد سبق الحادث الأخير بيومين اكتشاف زورق يحمل قرابة الـ80مهاجراً. أشار يمق إلى أن الجيش وخفر السواحل المنوط بهما ضبط عمليات التهريب، ولكن يصعب التحكم فيها لأن الزوارق تنطلق من مرافئ الصيادين وهى غير مراقبة من الجهات الرسمية، فسواحل طرابلس الممتدة مع سوريا مهجورة لا يوجد بها أمن عام أو خفر وهى ذات السواحل التى يتم عبرها تجارة البشر وتهريب الأغذية وغيرها. وبالنسبة للأوضاع الصحية بالمدينة، قال إن"كورونا" متفشية فى ظل وجود مستشفى حكومى واحد لاستقبال المصابين، طاقته الاستيعابية40سريرا وبه9أجهزة نفس اصطناعى، إضافة إلى50سريرا آخر موزعة بين بعض المستشفيات الخاصة التى تحوى إجمالا35جهاز تنفس، وأمام تزايد الحالات نعمل على إعداد فندق يتسع لـ150مريضا، بالتعاون مع الصليب الأحمر لتخصيصه لحالات كورونا. الشمال المُهمل! النائب السابق عن مدينة طرابلس مصباح الأحدب، أكد أن شمال لبنان ومنه مدينة طرابلس مُهمل ويعانى انهيارا بكل المؤسسات ولا يوجد به الحد الأدنى من الخدمات، حتى إن طرابلس لم يكن لها نصيب من خطة المجتمع الدولى لإعادة نهضة لبنان والتى أطلق عليها"سيدر"، ولم تُوضع على خريطة المشروعات السياحية من قبل الشركات المكلفة من الدولة لإعداد خطة نهضة سياحية رغم أنها غنية بالآثار البيزنطية والفاطمية والمملوكية، حيث إن الشمال به فراغ سياسى وتعتبر القوى السياسية"طرابلس"منطقة عسكرية تُدار عبر مجموعات مسلحة تابعة لهم. وأضاف الأحدب، أن الإهمال الذى تشهده المدينة ساعد على نشاط"تجار الدم"المنظمين لرحلات الهجرة غير الشرعية، بغطاء من قبل بعض السياسيين، حيث يخدعون الشباب ويحصلون منهم مبالغ مالية مقابل تأمين الرحلة(الوهمية)ويعطوهم موعدا على إحدى الجزر الموجودة بطرابلس، ثم تنتهى علاقتهم بهؤلاء الشباب بمجرد نزولهم القارب ليفاجأوا بأنه يفتقر للحد الأدنى من التجهيزات، وهذا قد يحدث دون علم الدولة. وكشف الأحدب، أن هناك تدخلات لسفارات بعض الدول الأوربية لدفع الدولة اللبنانية بالعمل للحد من هذه التجارة وتضييق الخناق على القائمين عليها، خاصة بعد الضجة التى أثارها الحادث الأخير بالمياه الإقليمية. الرقابة على الشواطئ أكد مصدر أمنى مسئول بلبنان، لـ "انفراد"، أن قوى الأمن اتخذت الإجراءات اللازمة بملاحقة المتهمين فى حوادث قوارب الهجرة، ونجحت فى إلقاء القبض على عدد من سماسرة رحلات طرابلس، كما تم إيقاف وإفشال مخططات عدد من التجار أثناء تجهيزهم لعدد من الرحلات العشوائية مستغلين عوز الناس، وخلال أغسطس الماضى تم إيقاف4رحلات عشوائية. وأكد المصدر خلال حديثه، أن ظاهرة الهجرة غير الشرعيةلم تكن طافية على السطح بهذا الحجم إلا بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية التى زادت من استغلال هؤلاء التجار للمحتاجين، موضحا أن هذه الجريمة تندرج تحت"الاتجار بالبشر"ولدى الأمن الداخلى إدارة مستقلة لمكافحة هذ النوع من الجرائم. وعن الإجراءات التى ستتخذ للحد من هذ الجريمة قال، نبحث تشديد الدوريات على الشواطئ ومرفأ طرابلس ولكن هناك مساحة كبيرة جدا من الشواطئ يصعب توفير مراقبة لها وتأمينها، خاصة أن هذه العمليات تتم عبر مرافئ الصيادين الخاصة. أكد قائد القوات البحرية اللبنانية العقيد الركن هيثم ضناوى، لـ "انفراد"، أن رحلات الهجرة غير الشرعية تُعد التحدى الأكبر حاليا لما تطلبه من سرعة التحرك فى جميع الظروف المناخية، وقد ازداد نشاطها بشكل كبير بعد انفجار4 أغسطس، وفى هذا الإطار تمكنت القوات البحرية من ضبط حوالى20مركبا وتوقيف596شخصا، وعملت البحرية على تكثيف دورياتها لمراقبة الشواطئ والمياه الإقليمية، حيث يتم التأكد من هوية صاحب المركب والأشخاص على متنه، وحال وجود مخالفة يتم سحب القارب لأقرب مرفأ مع تقديم الرعاية الصحية اللازمة لمن يحتاج، ثم يتم تسليمهم للجهات المختصة من قوى الأمن الداخلى أو الأمن العام، كما أن جميع عمليات الدوريات مدعومة بشبكة رادارات على طول الشاطئ، إضافة إلى جمع المعلومات الأمنية بشكل مستمر عن عمليات التهريب، فتم مؤخرا إحباط5عمليات تهريب للبشر عبر زوارق متهالكة، مضيفا أن الأجهزة الأمنية تتعقب التجار والسماسرة الذين يسهلون هذه الأنشطة التى تعرض حياة الناس للخطر على متن قوارب تفتقر للحد الأدنى من شروط السلامة، ويتم توقيفهم وتسليمهم للسلطات المختصة. أكد ضناوى، أن لبنان كغيره من البلدان يواجه تحديات عديدة تتعلق بمراقبة الشواطئ وحماية المياه الإقليمية من أى تهديدات وتعقب عمليات تهريب البشر، وتكون المسئولية مشتركة بين القوات البحرية وعدد من الجهات المعنية منهم الأمن العام وأمن الدولة والجمارك والأمن الداخلى، إضافة لتكثف الدوريات فى المياه بحثا عن المفقودين. لا تزال الأجهزة الأمنية بلبنان تحقق فى حوادث الهجرة غير الشرعية للوصول للجناة..وسط شكوك بوجود غطاء من المسئولين بالدولة اللبنانية لتجار الدم..فهل تتخذ الجهات المسئولة إجراءات حاسمة تنقذ الباقين من براثن البحر؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مسئولة أممية تكشف فى حوار لـ "انفراد" دور الأمم المتحدة لدعم لبنان فى مواجهة الاتجار بالبشر وعصابات الهجرة غيرالشرعية للوقوف على دور الأمم المتحدة فى مكافحة تجارة الهجرة العشوائية عامةً، ودعم لبنان بشكل خاص، فى مواجهة هذه الجريمة، التقينا مع كريستينا ألبرتين، الممثلة الإقليمية لمكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإلى ملخص الحوار: عن القوانين الدولية التى تجرم الهجرة العشوائية ، توضح أن الهجرة غير الشرعية هى شكل من أشكال الاتجار بالبشر والذى يعنى تجنيد الأشخاص أو نقلهم تحت التهديد والاحتيال، بغرض الاستغلال الجنسى أو السخرة أو الخدمة قسراً، وفى لبنان تتمثل أكثر أنواع الاتجار شيوعاً فى الاستغلال الجنسى والمالى والسخرة المنزلية. وتشير ألبرتين إلى تعدد الاتفاقيات والبروتوكولات المتعلقة بجريمة الاتجار بالبشر في إطار القانون الدولى، أهمها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود والبروتوكولات الملحقة بها ومنها بروتوكول منع ومعاقبة الاتجار بالأشخاص، وبروتوكول مكافحة تهريب المهاجرين، الذي دخل حيز التنفيذ عامى2003 و2004. وتوضح ألبرتين، أنه لم تتوفر حتى الآن إحصائيات تخص الهجرة غير شرعية لعام2020، وقديكون ذلك بسبب الصعوبات التي تواجه الدول نتيجة تفشى كورونا. وبالنسبة لدور الأمم المتحدة فى مكافحة الهجرة غير الشرعية، فإن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة مكلف بدعم الدول في تنفيذ بروتوكول تهريب المهاجرين ودعم جهود الحكومات في التحقيق في حالات تهريب المهاجرين والتصدي للشبكات الإجرامية الدولية التى تجني أرباحاً طائلة من تلك التجارة وضبط عناصرها، فضلاً عن دعم الدول الأعضاء من خلال توفير السبل اللازمة لتقويض تلك الجريمة من خلال برامج التثقيف والتوعية والمشاريع الهادفة إلى توسعة سوق العمل، وتعزيز القدرات الوطنية على ضبط جرائم الاتجار بالبشر بكافة أشكالها. وعلي الصعيد الإنساني، نقوم بمساعدة ضحايا الاتجار ودعمهم على كافة الأصعدة، وتعزيز التعاون الدولي في المسائل الجنائية بين الدول الأطراف لتقديم الجناة إلى المحاكمة. أكدت ألبرتين، أن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يضع حماية حقوق المهاجرين المهربين وسلامتهم في صميم استجابته، خاصة أن مثل هذه الجرائم تعرض حياة هؤلاء للمخاطر. وبالنسبة للبنان تحديدا، تقول ألبرتين: "إن الصعوبات الاقتصادية تجعل المرء أكثر عرضة للاستغلال، وقانون مكافحة الاتجار بالأشخاص في لبنان رقم164لسنة2011يجرم الاتجار بالبشر لأغراض الاستغلال الجنسى والعمل الجبرى وغيرها، كما تنسق اللجنة التوجيهية الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص جهود مكافحة الاتجار، ويتم تشغيل خطوط ساخنة من قبل وزارة العمل لتلقي تقارير عن المعاملة الاستغلالية للعمال المهاجرين، بما في ذلك المعاملة التى تصل إلى حد الاتجار بالأشخاص، ويتولى المكتب العمل مع الدول الأعضاء لتفعيل نصوص بروتوكول الأمم المتحدة لمعاقبة تجار البشر. ويزود مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة لبنان بالدعم الفني لتطوير التشريعات الوطنية لمكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر، تحسين تدابير الحماية والمساعدة للضحايا، وتعزيز قدرة"العدالة الجنائية"على التصدي للجربمة. تضيف ألبرتين، سننفذ قريبا مشروعا ممولا من سويسرا لدعم جهود الدولة اللبنانية لتحديد حالات الاتجار بالأشخاص خاصة التي تؤثر على اللاجئين، والإحالة للحماية والتحقيق في تلقى الحالات. وفيما يتعلق بالحادث الأخير الذى وقع على متن أحد قوارب الهجرة بطرابلس، توضح أن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة يدعم جهود لبنان في التحقيق في حالات تهريب المهاجرين ومكافحة الأعمال غير المشروعة لعصابات وكيانات الإجرام العابر للحدود، كما يعمل المكتب مع وكالات أممية مثل المنظمة الدولية للهجرة والشركاء المحليين لتقديم الدعم الفنى للسلطات اللبنانية في اعتماد إجراءات التشغيل الموحدة لتحديد الضحايا ودعمهم، وتعزيز التعاون بين الدول لمكافحة هذه الجرائم، حيث إن تهريب المهاجرين يُعد جريمة عابرة للحدود. فى الحلقة القادمة صحة لبنان فى"الإنعاش"
لبنان
الهجرة غير الشرعية
طرابلس
ارض الالم
الاكثر مشاهده
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية
الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"
"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة
شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه
الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة
رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى
;