أوجاع وحسرة وآلام ما زالت تحاصر ربة منزل وأفراد أسرتها، بعد تعرض طفلها الرضيع للاختطاف على يد سيدة مجهولة ترتدى النقاب داخل مستشفى الصف المركزى بالجيزة، كما نجت ربة منزل من هذا المصير بعد إحباط خطف طفلها الرضيع من مستشفى الوراق على يد عاملة نظافة، بعد مرور أيام معدودة على الحادثة الأولى، وهو ما يؤكد أن خطف الأطفال من المستشفيات أصبح هدفا لتشكيلات عصابية ذات أهداف متعددة، منها التسول والاتجار بالأعضاء البشرية، أو طلب فدية.
الأم المكلومة فى الجريمة الأولى "سناء عاطف" ذكرت لرجال مباحث مركز شرطة الصف أنها توجهت إلى مستشفى الصف المركزى لتوقيع الكشف الطبى على نجلها البالغ من العمر 4 سنوات حاملة بين يديها طفلها الرضيع "أحمد" ، ونتيجة لشدة الازدحام عرضت عليها سيدة منتقبة مساعدتها فى حمل الطفل الرضيع عنها لحين توقيع الكشف الطبى على نجلها المريض.
وأضافت الأم أنها استجابة للسيدة المنتقبة وسلمتها الرضيع ودخلت بصحبة نجلها الثانى لتوقيع الكشف الطبى عليه، إلا أنها عقب خروجها اكتشفت اختفاء المنتقبة وطفلها الرضيع، وعندما بحثت عنها فى أرجاء المستشفى إلا ولم تعثر عليها تأكدت من اختطافها لنجلها.
تحريات فريق البحث الجنائى
تحريات فريق البحث الجنائى الذى أشرف عليه العميد عبد الوهاب شعرواى، رئيس مباحث قطاع جنوب الجيزة، والعقيد علاء فتحى مفتش المباحث العامة توصلت إلى أن المستشفى خالية من الإجراءات التأمينية المشددة، بالإضافة إلى أن المستشفى لا تحتوى على كاميرات مراقبة وتعانى من الإهمال، وهو ما سهل مهمة المتهمة فى اختطاف الطفل.
وحصر رجال المباحث عدد من حالات الاشتباه، حيث تم التوصل لإثنين من السيدات السابق إتهامهن فى قضايا خطف، وتبين عدم تورطهن فى خطف الطفل، وما زال رجال المباحث يكثفون جهودهم للتوصل لهوية المتهمة.
الحادثة الثانية شهدتها مستشفى الوراق، حيث حاولت عاملة نظافة اختطاف طفل رضيع من الحضانة، إلا أن العاملين بالمستشفى إكتشفوا أمرها وتمكنوا من ضبطها وبحوزتها الطفل قبل الهرب به .
وكانت المفاجأة أن المتهمة تعمل بالمستشفى منذ أيام، وأن عدد كبير من العاملين بالمستشفى لا يعلمون أنها تعمل بصحبتهم، وذكرت والدة الطفل أنها عقب إجراؤها عملية الولادة فوجئت بالمتهمة تعرض عليها الحصول على الطفل لتربيته بدلا منها، إلا أن الأم رفضت طلبها وعنفتها .
وكشفت التحريات أن المتهمة استغلت وجود الطفل بحضانة المستشفى وحاولت اختطافه إلا أن العاملين بالمستشفى تمكنوا من ضبطها، وأبلغ مدير المستشفى العميد عمرو حافظ مأمور قسم شرطة الوراق، وتم تحرير محضر بالواقعة وإحالتها إلى النيابة للتحقيق.
إهمال شديد فى المستشفيات الحكومية
اللواء إيهاب يوسف خبير المخاطر الأمنية ذكر لـ "انفراد" أن المستشفيات الحكومية تعانى من الإهمال وضعف التأمين، خاصة وأن النقاط الأمنية الخاصة بالمستشفيات لا يتواجد بها إلا فرد شرطة او إثنين فقط.
وأضاف "يوسف" أنه يجب على وزارة الصحة الاعتماد على شركات الأمن الخاصة فى تأمين المستشفيات لمنع حدوث حالات اختطاف أو تعرض الأجهزة الطبية للسرقة خاصة مرتفعة الثمن .
وطالب "يوسف" بضرورة تركيب المستشفيات لكاميرات مراقبة لتسهيل الكشف عن هوية المتهمين بالإضافة لتوعية المواطنين والمترددين على المستشفيات خاصة الحكومية بعدم ترك الأطفال دون متابعة تحركاتهم، خاصة وأن الأطفال اصبحوا مطمعا لعصابات الاتجار بالأعضاء البشرية بالإضافة إلى ممارسى التسول لاستخدامهم فى استجداء المواطنين وجذب تعاطفهم.