انتصار مدوي حققته كنيسة ومعبد يهودي داخل ولاية نيويورك بعد اللجوء للقضاء، لإنهاء قيود القيود التي فرضها حكام الولاية، الديمقراطي أندرو كومو، وسط تأكيدات بحسم القاضية إيمي كوني باريت، التي دفع الرئيس الأمريكي المنتهة دونالد ترامب عن انضمامها لعضوية المحكمة قبل أشهر، الانتصار الذي يعكس توجهات ترامب خلال إدارته لملف أزمة كورونا في الولايات المتحدة، وانحيازه الكامل لفتح البلاد والاقتصاد، أثار ردود فعل واسعة، خاصة أن قرار المحكمة العليا جاء قبل شهر من احتفالات الكريسماس، وفى ظل توقعات بتبني الإدارة الأمريكية المرتقبة بقيادة جو بايدن، والتي تتسلم مهامها اعتباراً من 20 يناير، مواقف أكثر ميلاً لفرض إغلاقات لتلافي انتشار إصابات كورونا المرتفعة بالفعل داخل الولايات المتحدة.
وفي تقرير لها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن تصويت المحكمة العليا الأمريكية كان برفض 5 أصوات للقيود التي فرضها الحاكم الديمقراطي للولاية، مقابل تأييد 4 لها، وكان رئيس المحكمة جون روبررتز جونيور معارضا، ويعد هذا القرار أول حكم تلعب فيه أحدث المنضمين للمحكمة القاضية إيمى كونى باريت دورا حاسما فيه.
وأشارت الصحيفة إلى أن حكم المحكمة يتعارض مع أحكام سابقة مماثلة تتعلق بالكنائس فى نيفادا وكاليفورنيا. ففى هاتين القضيتين اللتين تم البت فيهما فى مايو ويوليو الماضيين، سمحت المحكمة لحاكمى الولايتين بفرض قيود على الصلوات الدينية.
وتغيرت عضوية المحكمة العليا منذ هذا الوقت، حيث خلفت القاضية باريت، الراحلة روث بادر جينبيرج التى توفيت فى سبتمبر الماضى. وكان التصويت فى القضيتين السابقتين بموافقة 5 مقابل رفض 4، حيث انضم لروبرتس جينسبيرج وثلاثة آخرين فيما كان يعرف باسم الجناح الليبرالى بالمحكمة.
وقالت الأغلبية إن قيود كومو انتهكت الحماية التى يوفرها التعديل الاول للدستور الأمريكى حول حرية الممارسة الدينية.
وفى رأى مؤيد، قال القاضى نيل جورستش إن كومو قد عامل الأنشطة العلمانية بمحاباة أكبر من الدينية، وكتب يقول إن الوقت قد حان لتوضيح أنه فى الوقت الذى يمثل فيه الوباء تحديات خطيرة، لا يوجد عالم يتسامح فيه الدستور مع القرارات التنفيذية التى تعيد فتح متاجر الخمور ومحلات الدراجات لكن ليس الكنائس والمساجد والمعابد اليهودية.
ويتعلق حكم المحكمة بطلبين أحدهما قدمته أبرشية الروم الكاثوليك فى بروكلين، والآخر قدمه معبدان يهوديان ومنظمة لليهود الأرثوذوكس وجاء فى الطلبين إن القيود التى فرضها كومو تنتهك الحماسة الدستورية لممارسة الدين بحرية.
وفى خطاب أرسل للمحكمة يوم الخميس الماضى، كتبت باربرا أندروود، المحامية العامة لنيويورك تقول إن المراجعات التى أجريت على المناطق المحددة بالألوان اعتبارا من يوم الجمعة تعنى أن أيا من كنائس الأبرشية لن تتأثر بحدود حجم التجمع.
وتساءل محاميو الأبرشية عن الطبيعة المتغيرة لهذه التعديلات والتوقيت الغريب للتعديل الأخير الذى أجراه الحاكم، وحثوا المحكمة على الفصل فى القضية على الرغم من هذه المراجعات. فيما قال محاميو المعابد اليهودية إنه لا ينبغى السماح لحاكم الولاية التظاهر بالتراجع بينما يحتفظ بالسلطة التقديرية المطلقة لإعادة فرض تلك القيود عليهم فى أى لحظة.
وفى رأى معارض، قال رئيس القضاة روبرتس إن المحكمة تصرفت بشكل متسرع، وأشار إلى أن السعة العددية لـ 10 و25 شخص اعتمادا على المنطقة القابلة للتطبيق تبدو مقيدة بشكل غير ملائم، لكن ليس من الضرورى بالنسبة للمحكمة الحكم فى هذه المسألة الخطيرة والصعبة فى هذا الوقت.