أعلنت مديرية أمن الأقصر، اليوم السبت، حالة الطوارئ لتأمين آخر مظاهر احتفالات عشرات الآلاف من المواطنين من أبناء الأقصر والمحافظات المجاورة ومئات السائحين الأجانب، بمولد العارف بالله سيدى أبوالحجاج الأقصرى، والتى تنطلق بـ"دورة" تجوب أنحاء الشوارع بالجمال والأحصنة المحملة بالهوادج ومشاركة الأطفال والنساء والشباب وجميع طوائف الشعب الأقصرى.
ومن جانبه صرح اللواء عصام الحملى مدير أمن الأقصر، أنه تم رفع درجات الاستعداد الأمنى لانتشار رجال الشرطة بمختلف ربوع المدينة، حيث يتم تأمين دورة المولد وهى العرف الذى يتم سنوياً بمشاركة عشرات الآلاف من أبناء محافظة الأقصر.
وأضاف مدير أمن الأقصر فى تصريحات صحفية، أنه كلف رجال البحث الجنائى بالتواجد المكثف بين المحتفلين للقبض على العناصر الخارجة على القانون، وكذلك ردع أى محاولات للتحرش بالفتيات والسيدات اللاتى يشاركن فى الاحتفالات، كما تتواجد سيارات الإطفاء بمختلف شوارع وميادين المحافظة للتدخل الفورى حال وقوع أى حرائق.
أما الدكتورة ناهد محمد وكيل وزارة الصحة، فقد أكدت أن كافة مستشفيات الأقصر مستعدة تماماً لتلك الاحتفالات لعلاج أى مريض قد يصاب خلالها بسبب الحرارة أو التزاحم الذى يحدث بدورة المولد والاحتفالات، كما سيتم نشر سيارات الإسعاف الطائر بكافة ميادين وشوارع الأقصر للتدخل الفورى.
ومن جانبه أمر محمد بدر محافظ الأقصر، برفع مستوى المرافق وإعلان حالة الاستنفار بين العاملين بالمرافق العامة والإدارات الخدمية بالمحافظة، لتوفير احتياجات زوار مولد العارف بالله سيدى أبى الحجاج الأقصرى، التى بدأت الأسبوع الماضى وتنتهى اليوم السبت، وكذلك تشكيل فرق نظافة للعمل على مدار 24 ساعة، وذلك للحفاظ على صورة الأقصر فى عيون زوارها من سياح العالم، بجانب تشكيل غرفة عمليات باشراف اللواء عادل مهران السكرتير العام للمحافظة لمتابعة كافة الإجراءات الخاصة بالاحتفالات.
وكان قد ولد العارف بالله القطب الكبير والصوفى الجليل، أبو الحجاج الأقصرى، فى بغداد فى أوائل النصف الثانى من القرن السادس الهجرى، وأعده والده ليكون واحدًا من رجال الدين وعلمائه، فحفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة ثم نال قسطًا وافرًا من الثقافة الدينية وترك العراق وذهب إلى مكة، وأقام بها لمدة عام ثم ذهب إلى مصر ودخلها عن طريق شرق الدلتا ونزل بالمنصورة، وأخذ يتنقل من مدينة لأخرى، ثم رأى فى منامه رؤيا تأمره بالرحيل إلى مدينة الأقصر فى صعيد مصر، فاستقبله أهلها بالترحاب البالغ ولمسوا فيه علمه الغزير ثم بنى مسجدا فوق أطلال معبد الأقصر يحمل اسمه.
وفى بداية عهده قصد أبو الحجاج مدينة الإسكندرية، وهناك تعرف على أتباع الطريقة الشاذلية والرفاعية، ثّم قصد الأقصر ليستقر بها ويتتلمذ على يد العارف بالله الشيخ عبد الرحيم القنائى، وعاش بها حتى وفاته فى عام 642 هجرية، وقتها اختار أطلال معبد الأقصر القريبة من النيل، لبناء ضريح ومقام للعارف بالله أبو الحجاج الأقصر، ليقصده الآلاف من مريديه ومحبيه قادمين من شتى أنحاء الجمهورية.
وصرح الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجى أستاذ الأدب الشعبى وعميد العائلة الحجاجية فى الأقصر، بأن المصريين اعتادوا منذ قرون وقبل اختراع الكهرباء على الاحتفال بموالد أولياء الله الصالحين فى الليالى "القمرية" أى فى منتصف الشهور العربية، مشيرا إلى أن أغلب الموالد تقام ما بين 13 و17 من كل شهر عربى، وتجرى الاحتفالات بمولد وموكب سيدى أبوالحجاج كل عام، فى صورة كاملة لما كان يجرى فى عيدى الوادى وأويت الفرعونيان اللذان كانت تشهدهما الأقصر فى عصور الفراعنة.