تتعرض العاصمة الإريترية أسمرة لاستهداف بالصواريخ منذ اندلاع الصراع بين الجيش الإثيوبى وجبهة تحرير تيجراى، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية أن العاصمة أسمرة تعرضت لستة انفجارات فى وقت متأخر أمس السبت.
وأعلنت وسائل إعلام عالمية استهداف العاصمة الإريترية أسمرة ليل الجمعة بصاروخ أطلق من إقليم تيجراى الواقع فى شمال إثيوبيا، وفق ما أفاد أربعة دبلوماسيين، فى هجوم هو الثانى من نوعه منذ اندلاع المعارك على الأراضى الإثيوبية هذا الشهر.
وقال أحد الدبلوماسيين أن "صاروخًا أُطلق من إقليم تيجراى سقط على ما يبدو فى جنوب أسمرة"، مشيرًا إلى عدم ورود أى معلومات عن سقوط ضحايا أو وقوع أضرار.
ويأتى ذلك فى توقيت يستعدّ فيه الجيش الإثيوبى لما وصف بأنّه "المرحلة الأخيرة" من المعارك ضد قوات إقليم تيجراي.
إلى ذلك، تدعم الدولة المصرية أمن واستقرار الدول الأفريقية الصديقة والشقيقة وتحرص على التعاون المشترك، وترتبط مصر مع إريتريا بعلاقات تاريخية وثيقة ووحدة رؤى تربط البلدين الشقيقين حيث تحرص مصر على تعزيز العلاقات وترسيخ التعاون الاستراتيجى مع إريتريا فى شتى المجالات لإقامة شراكة مستدامة بين البلدين، بما يحقق مزيدًا من التنسيق والتعاون فيما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمى والعمل التكاملى لإرساء السلام والاستقرار فى المنطقة.
وتؤكد القاهرة دوما على أهمية تطوير مشروعات التعاون الثنائى بين الجانبين خلال الفترة المقبلة، مع تذليل كافة العقبات فى هذا الصدد، لا سيما فى قطاعات البنية التحتية والكهرباء والصحة والتجارة والاستثمار والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، إلى جانب تكثيف برامج الدعم الفنى المقدمة إلى الجانب الإريترى، بالإضافة إلى تنويع وتعزيز أطر التعاون المشترك فى المجالين العسكرى والأمنى بين البلدين.
وترتبط مصر بعلاقات تاريخية مع إريتريا، وكان لمصر الدور الأكبر فى دعم وتأييد الثورة الإريترية حتى إنجاز مشروع الاستقلال الوطنى الإريترى، وكانت مأوى للاجئين من الزعماء الوطنيين إدريس محمد آدم، إبراهيم سلطان وقبلة للطلاب، وظلت طيلة فترة الكفاح المسلح على علاقات متينة مع فصائل الثورة الإريترية، وبعد التحرير ساهمت فى تكاليف الاستفتاء، وقامت مصر بزيارة رسمية لإريتريا للتهنئة بإعلان الاستقلال وإرساء أسس قوية لتطوير العلاقة المستقبلية وتنمية التعاون بين البلدين فى كافة المجالات.
ويتشارك شعب مصر طبيعة أبناء إريتريا فى العديد من التقاليد والعادات الموروثة، والتى تؤكد فيما بينهما عمق هذه العلاقات التى تقترب من نحو أكثر من 300 عام عندما بدأت جولات الملوك الفراعنة المصريين فى البحر الأحمر، ووصلت القوافل التجارة المصرية إلى هذا الشاطئ الإريترى وبعده إلى جيبوتى والصومال خلال العصور الماضية.
كان لمصر اهتمام ملحوظ بالقضية الإريترية بدءًا من الأربعينيات فى القرن الماضى، وتبلور ذلك فى اتخاذ القاهرة مقرًا لتأسيس جبهة التحرير الإريترية فى يوليو 1960، ومن قبل كانت قد افتتحت إذاعة لقادة الثورة عام 1954 بالقاهرة ليكون منبرا لإثارة الروح الوطنية بين الإريتريين، وبعد انطلاق الثورة كانت مصر من أوائل البلدان التى ساندتها وقدمت لها مختلف أنواع الدعم السياسى والمادى والتعليمى، حيث قدمت مصر وإلى الآن العديد من المنح الدراسية والجامعية للإريتريين المتواجدين واللاجئين على أرض مصر.
وتحرص مصر على تناول الوضع الراهن فى منطقة القرن الأفريقى، وسبل التعامل مع ما يرتبط به من تحديات على شتى الأصعدة، حيث أكد وزير الخارجية فى آخر لقاء جمعه مع وزير خارجية إريتريا مؤخرا على ما توليه مصر من اهتمام بالغ لاستقرار المنطقة ومتابعتها للتطورات الجارية، معربًا عن الدعم المصرى الكامل لكافة الجهود الرامية إلى تعزيز السلم والأمن فى هذه المنطقة التى تُمثل ركيزة أساسية للأمن الإقليمى والقاري.
وتبحث القاهرة سُبُل تعزيز مختلف أوجه العلاقات الثنائية بين مصروإريتريا، وعلى رأسها جهود تطوير المشروعات القائمة بين الجانبين فى مختلف مجالات التعاون، وذلك بما يصُب فى صالح تحقيق التنمية والرخاء لشعبى البلدين الشقيقين.