بعد ساعات من إعلان جماعة الإخوان أنها بصدد فصل العمل الدعوى عن السياسى، بدأ قيادات الجماعة الإسلامية فى إطلاق دعاوى حل حزبهم السياسى، وفصل العمل الدعوى عن العمل الحزبى والتفرغ للدعوة فقط.
ودعا عاصم عبد الماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، الجماعة بحل حزب البناء والتنمية، أو تجميد نشاطه فى مصر، وقال عبد الماجد فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "إن مسارعة الحركات الإسلامية بتشكيل أحزاب لها والتنافس مع غيرها، وفيما بينها وبين نفسها أيضا عقب تنحى مبارك، كان خطأ كبيرا وقعت فيه ومصيدة استدرجت إليها".
وتابع القيادى بالجماعة الإسلامية: "الذى أراه الآن وإن جاء متأخرًا أن تحل الجماعة الإسلامية حزب البناء والتنمية أو على الأقل أن تقوم بتجميد نشاطه حتى يصير الواقع مهيئا لاستئناف الحياة السياسية".
من جانبه، طالب خلف عبد الرؤوف علام، القيادى بالجماعة الإسلامية، الجماعة بالانسحاب من الساحة السياسية، والتفرغ للعمل الدعوى، وذلك بعد ساعات من إعلان جماعة الإخوان أنها بصدد فصل العمل الدعوى عن السياسى.
وقال القيادى بالجماعة الإسلامية فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك":"مهم جدا انسحاب الجماعة الاسلامية من الساحة السياسية والتفرغ للعمل الدعوى والخيرى ومهم أيضا انتخاب قيادة جديدة للجماعة تقود المرحلة القادمة لا يكون من بينهم أى ممن تولوا القيادة خلال الفترة الماضية".
فى المقابل، قال سيد فرج، القيادى بالجماعة الإسلامية، وعضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية:"إلى كل مفكري، ومنظري، ودعاة، وقيادات الحركة الإسلامية السنية فى مصر خاصة، لماذا لايلتف الغالبية الشعبية من المسلمين السنة ولاسيما الشباب حول المشاريع التى تطرحها الحركات والأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، ويضحون من أجلها، بكل غال ونفيس، ويقتصر فقط التأييد والتضحية على قلة، والقلة متفرقة؟".
وأضاف القيادى بالجماعة الإسلامية على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى"الفيس بوك": "اهتمت كثيرًا بسؤال مجموعات كثيرة ومتنوعة طبقيا وثقافيا من كبار السن والشباب المسلمين من النوعين، فكانت الإجابة يمكن استخلاصها أنه حتى الآن لا يوجد مشروع ناجح فى العقود الأخير يمثل النموذج الذى ينظرون إليه كهدف يجب تحقيقه، ولا توجد وحدة تنظيمية أو فكرية على رؤية واحدة أو مشروع واحد يتفق عليه كل أو أغلب المنتسبين لهذه التيار".
وتابع: "لا يوجد تكامل لا فكرى ولا اجتماعى ولا حتى تنسيق، أو توافق بين المهتمين بهذا المشروع بل يوجد العكس، وعمل هذه الكيانات فى جزر منعزلة عن بعضها، بل عملها خصم من بعضها البعض".
وأوضح عضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية، أن هذه الكيانات الإسلامية غير قادرة على إحداث تأثير وتغير حقيقى فى المجتمع ومكوناته المختلف لإيجاد تعايش مشترك يمنع تفجر الصدام الدائم والمتكرر بينها وبين المكونات الأخرى والذى يتجلى فى الصدام مع الأنظمة، التى تقوم بالصدام نيابة عن مكونات داخلية، فتنشغل بالصادم بدلا من الهداية ، والعزلة بدلا من الإنفتاح على المجتمع، والدفاع بدلا من الدعوة، ثم تتحول إلى كيانات اسلامية ليست مختلفة مع النظام فقط، ولكن مختلفة مع النظام ومع الشعب ومع بعضها البعض على المنهج تارة وعلى الوسائل تارة أخرى، فيكون ذلك صدا للشباب وللجماهير عن الإلتحاق بها أو تبنى منهجها، أو التعاطف معها والدفاع عنها، ثم يترك المجال للتيارات المفسدة للمجتمع والشعب.
ووجه تساؤلا لقيادات الحركة الإسلامية قائلا:"أوجه لكل قيادات الفكر والعمل الإسلامى وهو، هل ما عليه المسلمون السنة وقادتهم اليوم خير لهم ؟ ولدينهم ؟ ولأوطانهم؟ وهل يحقق الهدف ؟ وما الحل ؟".