معركة بين الصوفية وإسلاميين حول ليلة النصف من شعبان.. "السنة المحمدية" تفتى: الاحتفال بها بدعة تخالف الشرع.. وطرق صوفية ترد: فتاوى داعشية.. و"أصحابها عايزين الحرق".. وتتساءل: هل ذكر الله أصبح حرامًا

قبل ساعات من حلول ليلة النصف من شهر شعبان، نشب خلاف فكرى داخل التيار الإسلامى، حول حكم الاحتفال بليلة النصف من شهر شعبان، حيث أفتت حركات إسلامية وعلى رأسهم جمعية أنصار السنة المحمدية بتحريم الاحتفالات فى هذه الليلة بعلة أنها بدعة تخالف الشريعة الإسلامية، بينما انتقدت الطرق الصوفية هذه الفتاوى، معلنة إقامة احتفالات داخل مقراتها.

وخصصت جمعية أنصار السنة المحمدية عدة أبحاث بمناسبة حلول ليلة النصف من شهر شعبان، تفتى بأن الاحتفالات التى تقيهما بعض التيارات الإسلامية وعلى رأسهم الطرق الصوفية بدعة ما أنزل الله بها من سلطان.

واعتبرت جمعية أنصار السنة المحمدية عبر موقعها الرسمى أن الاحتفالات بليلة النصف من شهر شعبان دليل على تفشى الجهل لدى أئمة المساجد الذين يروجون لهذه الاحتفالات، مؤكدة أن مشايخ جمعية أنصار السنة المحمدية ينكرون دائما البدع، ويحذرون منها والتى على رأسها الاحتفالات بليلة النصف من شهر شعبان.

ونشرت الجمعية بحث مطول منسوب للدكتور شهاب الدين أبو زهو، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، حمل عنوان "صك الآذان بخلاصة ما يتعلق بليلة النصف من شعبان" قال فيه: "لم يثبت بخصوص ليلة النصف من شعبان دليل يقتضى إحياءها بالقيام، ولم يثبت كذلك فى اليوم الخامس عشر من شعبان دليل يقتضى تخصيصه بالصيام، وما يفعله بعض الناس خصوصًا العوام فى هذه الليلة، أو فى هذا اليوم، هذا كله بدعة، يجب النهى عنه والتحذير منه، وفى العبادات الثابتة عن النبى صلى الله عليه وسلم للصلوات والصيام ما يغنى عن هذه المحدثات.. والله تعالى أعلم".

وأضاف: "لم يصح شيء من الأحاديث التى وردت فى فضيلة إحياء ليلة النصف من شعبان وصوم يومها عند المحققين من علماء الحديث، ولذا أنكروا قيامها وتخصيص يومها بالصيام، وقالوا: "إن ذلك بدعة، وعَظَّمَ جماعةٌ من العُبَّاد تلك الليلة اعتمادا على ما ورد من الأحاديث الضعيفة واشتهر عنهم ذلك فتابَعَهم عليه الناس، تحسينا للظن بهم"، مضيفاً:"لم يثبت فى تخصيص ليلة النصف من شعبان بدعاء أو عبادة دليلٌ صحيح، فتخصيصها بذلك بدعة؛ لقول النبى صلى الله عليه وسلم: "فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".

وتابع: "ليلة النصف من شعبان ليس فيها حديث صحيح، كل الأحاديث الواردة فيها موضوعة وضعيفة لا أصل لها، وهى ليلة ليس لها خصوصية لا قراءة ولا صلاة خاصة ولا جماعة، وما قاله بعض العلماء أن لها خصوصية فهو قول ضعيف فلا يجوز أن تخص بشيء هذا هو الصواب، اللهم إلا حديثا واحدا صححه الشيخ الألبانى وجماعة من أهل العلم، بينما ضعفه آخرون، وهذا الحديث يدل على أن الله تعالى يغفر فيها لأهل التوحيد وسلامة الصدور من الغل والحقد والكراهية والحسد.. ولا يدل على فعل عبادة معينة فيها اكثر من المعتاد، ونص هذا الحديث: "يطلع الله تبارك وتعالى إلى خلقه ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن".

وأكد "شهاب الدين" أن إحياء ليلة النصف من شعبان بدعة منكرة لا أصل له فى الشرع، ولو كانت من الشرع لبينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاحياها هو وأصحابه رضى الله عنهم، وما دام أن ذلك لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يجوز إحياؤها بنوع خاص من العبادة.

فيما أعلنت الطريقة الشبراوية احتفالها، مساء اليوم السبت، بليلة النصف من شهر شعبان بمقر الطريقة بصلاح سالم بمصر الجديدة، وقال الشيخ عبد الخالق الشبراوى شيخ الطريق لـ"انفراد": "سيكون احتفالنا بين المغرب والعشاء بقراءة سورة يس ودعاء السورة، ثم نقيم بعد صلاة العشاء حلقة ذكر"، مشيرًا إلى أن جميع الطرق الصوفية تحتفل بهذه الليلة.

وعن أهمية الاحتفال بهذه الليلة، قال "الشبراوى": "يحب الاحتفال بهذه الليلة لأنه تغير فيها قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام بمكة المشرفة، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى هذه الليلة فى القرآن الكريم بقوله تعالى: "قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي ٱلسَّمَآءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا"، ونحن فى هذه الليلة ندعو الله أن يكون حالنا أحسن.

وبالنسبة للفتاوى التى تحرم هذه الاحتفالات وتعتبرها بدعة، قال "الشبراوى": الذى يحرم الاحتفالات بهذه الليلة داعشى وفتاواهم داعشية سواء جمعية أنصار السنة أو السلفيين أو جميع المتأسلين الذين يتخذون الدين ستارا لهم لتحقيق مصالح سياسية".

وأضاف: "هذه الفتاوى سيئة السمعة وسيئة الأدب، ونحن نريد فى هذا الموسم النفحات والطاعات التى أقرها رسول الله وأصحابه رضوان الله عليهم، ونحن ندعو الله سبحانه وتعالى بظهر الغيب فما هى الحرمانية فى هذا الأمر، وهؤلاء الناس الذين يفتون بتحريم الاحتفال بليلة النصف من شعبان لا يفهمون شئ وعايزين الحرق".

يشار إلى أن جمعية أنصار السنة المحمدية أفتت بتحريم الاحتفال بليلة النصف من شهر شعبان، معتبرة ذلك بدعة تخالف الشرع.

وفى الأثناء، قال الشيخ محمد عبد المجيد الشرنوبى، شيخ الطرق الشرنوبية، إن تحريم الاحتفال بليلة النصف من شعبان هو أمر خاطئ، لأن الاحتفال بهذا اليوم لا يشهد رقص ولكن ذكر لله وقراءة للقرآن الكريم، وتواجد فى مسجد الحسين.

وأضاف شيخ الطريقة الشرنوبية، لـ"انفراد" أن ليلة المنتصف من شعبان هى مناسبة دينية، يتم الاحتفال بها من قبل الصوفية فى المساجد، موجها رسالته لجمعية أنصار السنة المحمدية، قائلا :"ما هى مظاهر الاحتفال التى يتم تحريمها؟، وهل قراءة القرآن وذكر الله أصبح حرام؟، متابعا: "شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى الله عز وجل ونحن نتقبل إلى الله عبر ذكر الله وقراءة سور القرآن".




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;