صامويل ليتل.. اسم سيبقى عالقا فى أذهان الأمريكيين، ليس لكونه أحد أبطالهم أو رموزهم، ولكن لأنه السفاح الأكثر وحشية فى تاريخ الولايات المتحدة والذى قتل 93 شخص على مدار ما يقرب من أربعين عاما، واستطاع أن ينجو خلالها من السقوط فى قبضة الشرطة.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية سلطت الضوء على قصة الرجل التى تصلح بالتأكيد لتحويلها لفيلم رعب، وقالت فى أول أيام عام 1971، أصبحت مارى بروسلى التى كانت تبلغ من العمر 33 عاما، أول ضحية معروفة للرجل الذى أصبح أبرز سفاح فى التاريخ الأمريكى، وعلى مدار أكثر من 700 ساعة من المقابلات المسجلة مع الشرطة التى بدأت فى مايو 2018، اعترف ليتل البالغ من العمر الآن 80 عاما بقتل 93 شخص، تقريبا جميعهم من النساء فى سلسلة من عمليات القتل، انتشرت فى 19 ولاية وعلى مدار أكثر من 30 عاما.
وتقول الصحيفة، إن ليتل فنان موهوب بذاكرة دقيقة ومثيرة للقلق، وقدم رسومات واقعية لعشرات من ضحاياه، وقدم للشرطة تفاصيل دقيقة حول جرائم القتل التى ارتكبها، والتى كانت تحدث دائما بالخنق.
وفى مختلف أنحاء أمريكا، أمضت الشرطة أكثر من عامين فى استخدام هذه المعلومات، لإعادة فتح تحقيقات القضية ومحاولة تقديم نتائج للعائلات التى انتظرت عقودا لمعرفة ما حدث للأم التى اختفت والأخت التى لم يتم تفسير موتها المريب.
وقالت أنجيلا ويليامسون ، المسئولة في وزارة العدل التي عملت فى القضية، إنه لو لم يعترف ليتل لم يكن ليتم حل أيا من هذه القضايا، مشيرة إلى أن المحققين الفيدراليين يعتقدون أن اعترافاته "موثوقة بنسبة 100 بالمائة".
وحتى الآن، يقول المسئولون، إنهم حددوا هوية أكثر من 50 ضحية، بينما لا تزال القضايا الأخرى معلقة، سواء لأن الشرطة لم تستطع إيجاد قتل يتماشى مع الظروف التى ذكرها ليتل، أو لأن الضحية لم يبلغ أحد عن فقدانها.
وقد ناشد الإف بى أى الرأى العام لتقديم المساعدة إلا أنه رفض كشف ملف قضية ليتل، وقال إن كل قضية تحقيق يتولاها السلطات المحلية ولسد الفجوات، حصلت واشنطن بوست على آلاف من الصفحات الخاصة بسجلات قوات إنفاذ القانون والمحكمة وقامت بتحليلها، وتشمل تاريخ إجرامى كامل تم جمعه فى أوائل الألفية، وأجرت مقابلات مع عشرات متن رجال الشرطة والادعاء ومحامو الدفاع وأقارب ضحايا السفاح.
وخلصت الصحيفة إلى صورة لنظام عدالة جنائية مجزأ وغير مبال سمح لرجل بالقتل دون خوف من الانتقام سواء باستهداف المتعمد لم يقعون على هامش المجتمع سواء متعاطى المخدرات أو العاملين فى مجال الجنس او الهاربين الذين لم يلحظ أحد وفاتهم أو أثارت القليل من الغضب، وفى كثير من الحالات أخفقت السلطات فى تجديد هويتهم كضحايا قتل، أو أجرت تحقيقات سريعة فقط.
ووفقا للمسئولين وتقارير الشرطة واعتراف السفاح، فإن أغلب الضحايا كانوا من السود، وكان ثلاثة على الأقل منهم من أصل إسبانى وواحد من الأمريكيين الأصليين، والعديد منهم كان يعانى من إعاقة ذهنية، وكانت واحدة على الأقل امرأة متحولة جنسيا.
وتحدث ليتل عن ضحاياه فى التحقيقات قائلا" كنت أعود إلى نفس المدينة وأقطف لى حبة عنب أخرى، كم عدد العنب الذى حصلت عليه من الكرمة هنا"، وتفاخر بأنه تجنب الأشخاص الذين سيتم ملاحظة فقدهم على الفور، وقال: لن أذهب إلى الحى الأبيض وأختار فتاة مراهقة صغيرة.
وتقول واشنطن بوست، إن هذه الإستراتيجية، إلى جانب التكتيكات التي لم تترك سوى القليل من الأدلة المادية، كانت فعالة للغاية، ويعترف مسؤلو الشرطة بأن الغالبية العظمى من جرائم القتل المنسوبة إلى ليتل لم تكن لتُحل لولا اعترافه الطوعى.