تضاربت آراء خبراء الطيران والسلامة الجوية حول توجيه رسائل آلية بانبعاث دخان على متن طائرة آيرباص "إيه 320" التابعة لشركة مصر للطيران، التى تحطمت الخميس فى البحر المتوسط قبل اختفاءها وذلك حسبما أعلن المحققون فى هيئة سلامة الطيران الفرنسية.
وأكدت مصادر بشركات الطيران المصرية أن طيارة الإيرباص عمرها 13 عاما ومدة طيرانها 48 ألف ساعة حيث إنها تقاوم وتمنع من وضعها على طيران حرج فهى بحالة جيدة ولا يوجد بها أى مشكلة تتسبب فى وقوعها،كما أنها أقلعت من مطار شارل ديجول بدون أى عيوب فنية.
وأضافت المصادر أن قائد الطائرة لا يمكنه الإقلاع إلا إذا كانت الطائرة بصيانة كاملة حيث إنه عندما يوجد عيب صغير بأى طائرة يتسبب فى تأخرها لحين إصلاحه، وإذا تعرض قائد الطائرة لعطل مفاجئ أثناء الطيران يقوم بإبلاغ برج المراقبة على الفور لطلب المساعدة.
وقال مسئول سابق بالطيران المدنى إنه من الممكن حدوث حريق داخل الطائرة نتيجة اشتعال وقود، مضيفا أنه يجب قبل أى شى يتم "شبه تجميع" لهيكل الطائرة، ثم عمل "خريطة حطام" أقرب ما يكون من شكل الطائرة لمعرفة إذا كان حدث حريق داخل الطائرة ومعرفة أسبابه هل هو بسبب وقود أو متفجرات فهذه نقط هامة تساعد على التحليل، ولكنه سوف ستغرق وقتا كبيرا، مؤكدا أن عدم ارتداء الركاب لسترات النجاة يدل على أنه حادث مفاجئ للطائرة.
وتابع: "الخبراء أكدوا أن حجم قطع الحطام مؤشر لمعرفة أسباب وقوعها فهل هى قطع صغيرة أم كتل كبيرة، هل هى سقطت رأسيا بقاع البحر أم كتلتين بجوار بعضهم نتيجة الارتطام فهى تعطى مؤشرا آخر، وهل المسافات متباعدة أم متقاربة والعثور على الصندوقين يساعد على الوصول للحقيقة".
فيما اعتبر عدد من المتخصصين فى السلامة الجوية، أن ما أعلنه المحققون فى هيئة سلامة الطيران الفرنسية، من أن طائرة آيرباص إيه 320 التابعة لشركة مصر للطيران، التى تحطمت الخميس فى البحر المتوسط، قد وجهت رسائل آلية بانبعاث دخان على متنها، وأنه لا يزال من المبكر تفسيره، كلام غير منطقى فنيا وهندسيا.
وقال الطيار محمد زمزم، رئيس الشركة المصرية للمطارات سابقا، إن تسريب هذه التفنيدات لوسائل الإعلام بعد ثلاثة أيام من الحادثة، أمر غير مبرر وغير مفهوم، من الجانب الفرنسى، الذى هو فى الأساس شريك فى لجنة التحقيق حول الحادث، فكان يجب عليه أن يعلن هذا فى حينه، خاصة أن المسئول عن الطائرة وتأمينها وصيانتها قبل إقلاعها هو مطار شارل ديجول والشركات الفرنسية العاملة به.
وأضاف زمزم أنه من الطبيعى أن يكون قد حدث انبعاث دخان أثناء تعرض الطائرة للسبب الذى أسقطها، الذى ستكشفه التحقيقات، لكن فرضاً أن الطائرة كانت قد أرسلت هذه الرسائل الآلية فإن الذى كان سيستقبلها هو المجال الجوى اليونانى وليس الفرنسى لأن الطائرة أثناء الحادث كانت أقرب له، وأنه فى حالة انبعاث أى أدخنة فإن قائد الرحلة كان سيبلغ برج المراقبة فوراً لكن لم يحدث ذلك، لذا فإن هذه المعلومات طرحت لغير سياقها.
وقال مسئول سابق بالطيران المدنى إن من الممكن حدوث حريق داخل الطائرة نتيجة اشتعال وقود، مضيفا أن يجب قبل أى شى يتم شبه تجميع لهيكل الطائرة ويتم عمل "خريطة حطام" أقرب ما يكون من شكل الطائرة لمعرفة إذا كان حدث حريق داخل الطائرة ومعرفة أسبابه هل هو بسبب وقود أو متفجرات فهذه نقط هامة تساعد على التحليل ولكنه سوف ستغرق وقتا كبيرا، مؤكدا أن عدم ارتداء الركاب لسترات النجاة يدل على أنه حادث مفاجئ للطائرة.
من جانبه قال مصدر مسئول بإدارة السلامة الجوية إنه لا يمكن التأكيد على ما حدث لطائرة مصر للطيران، إلا إذا تم العثور الصندوقين الأسودين العثور على حطام الطائرة وتحليل كل جزء من الحطام، مع ضرورة العثور على الصندوقين الأسودين، حيث يحتوى كل منهما على شريط تسجيل، أحد التسجيلين خاص بالمحادثات الصوتية داخل الكابينة بين الطيارين بعضهما البعض وبين الطيارين والمراقب الجوى وشريط التسجيل الآخر فهو فنى مسجل عليه كل النواحى الفنية، التى تمتلك جزئية فى الطائرة للوقوف على حالة التشغيل أثناء الطيران.
وأضاف أن ما حدث لقائد الطائرة كان مفاجئا لأنه كان لديه فرصة لإعلان ما يواجهه من حدوث كارثة عن طريق التحدث مع المراقب الجوى لأن الاتصال بينهما لا ينقطع طوال الرحلة، مؤكدا أن المراقب الجوى يتابع جميع الطائرات فى دائرة عمله على شاشات الجدار بالصوت الطبيعى، والصورة الإدارية دون انقطاع على مدار الـ24 ساعة فالمراقب يقود الطائرة بالتعليمات المباشرة التى يعطيها لكل طيار ثانية بثانية.
وأوضح أنه لا يوجد نسبة خطأ فى عمل المراقب الجوى وإلا تحدث كوارث جوية محققه، حيث إنه متحكما فى جميع الطائرات منذ إقلاع أى طائرة، وحتى وصولها لأى مطار، وهذا لم يحدث مع الطائرة المنكوبة فلم يبلغ قائدها المراقب اليونانى أو المصرى، ولم يتم اتصال صوتى بين الطيار والمراقب المصرى فى اللحظات القليلة جدا وقت دخولها المجال الجوى المصرى وقبل اختفائها.