ترأس الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماع مجلس الوزراء، عبر تقنية" الفيديو كونفرانس"؛ وذلك لمناقشة عدد من القضايا والملفات، والذى استهله بالإشارة إلى الزيارة الناجحة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، لدولة جنوب السودان الشقيقة، والتى تأتى فى إطار توجه الدولة نحو زيادة تفعيل أطر التعاون وتوطيد العلاقات الثنائية مع دول القارة الأفريقية، ولاسيما دولة جنوب السودان.
وفى هذا الصدد، نوّه رئيس مجلس الوزراء إلى أن هناك عددا من المشروعات المشتركة بين مصر وجنوب السودان فى عدة مجالات، من بينها الزراعة والرى، وتعمل الحكومة على بلورة الخطوات التنفيذية لعدد من المشروعات المشتركة بين البلدين، خلال الفترة المقبلة، تأسيسا على رؤية قيادتى البلدين.
فى سياق آخر، تحدث الدكتور مصطفى مدبولى عن الزيارة التفقدية التى قام بها مؤخرا لأعمال تطوير مستشفى الاستقبال والطوارئ بقصر العينى، والتى يتم تنفيذها وفق توجيه الرئيس السيسى بسرعة تطويره على أعلى مستوى، وتجهيزه بأحدث الأجهزة الطبية العالمية للطوارئ، لافتا إلى أن الدولة تستهدف من خلال تطوير المستشفى إحداث نقلة نوعية بها، لتوفير أفضل رعاية صحية للمواطنين، مشيدا فى الوقت نفسه بأعمال التطوير التى شهدتها، والتى تتم بالتعاون بين وزارة التعليم العالى والبحث العلمى والهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
كما تطرق رئيس الوزراء إلى أعمال تطوير سور مجرى العيون وبحيرة عين الصيرة التى تفقدها خلال الأيام الماضية، مؤكدا أن هذا المشروع يمثل نقلة حضارية للمنطقة، بما يتضمنه من مشروعات تطوير متنوعة ضمن تنفيذ خطة الدولة لإعادة إحياء القاهرة التاريخية، فى إطار عمل متكامل تشترك فى تنفيذه عدة وزارات وجهات، تتمثل فيما تقوم به الهيئة الهندسية من إنشاء عدد من الكبارى والطرق فى مشروع محور الحضارات، وكذلك ما تقوم به وزارة الداخلية من أعمال تطوير لبحيرة الفسطاط، إلى جانب ما تتولاه وزارة الإسكان والمرافق من أعمال تطوير بحيرة عين الصيرة، علاوة على الأعمال التى تقوم بها وزارة السياحة والآثار لتطوير المتحف القومى للحضارة؛ استعدادًا لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير.
وأفرد رئيس مجلس الوزراء جانبا من حديثه لتوجيه الشكر للدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، على الجهود التى قامت بها الوزارة لاستعراض إسهامات مصر الثقافية فى الندوة الدولية لمنظمة العالم الإسلامى "الإيسيسكو"، التى شارك فيها 11 دولةعربية وإسلامية، وأشاد خلالها مدير المنظمة بمجهودات الدولة المصرية فى الحفاظ على التراث وتوعية الشباب بقيمته الهائلة، كما وجه الدكتور مصطفى مدبولى الشكر للقائمين على إدارة المتحف المصرى الكبير، سواء من وزارة السياحة والآثار أو الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وذلك بعد حصول المتحف على شهادتي "الأيزو" فى نظامى البيئة والجودة.
وعرضت خلاله الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، تقريرًا حول آخر المستجدات الخاصة بموقف فيروس كورونا المستجد، فيما يتعلق بالحالات التى تم شفاؤها وخرجت من المستشفيات، وكذا الحالات الجديدة المصابة بالفيروس، والتى تم رصدها حتى أمس.
وخلال العرض، أشارت وزيرة الصحة إلى أن معدل الإصابات بالفيروس يأخذ منحى تصاعديا خلال هذه الفترة، لافتة فى هذا الصدد إلى أن محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية سجلت معدلات إصابة تُعد هى الأعلى بين المحافظات على مستوى الجمهورية، منوهة إلى نسب إشغال الأسرة سواء الداخلية منها، أو الخاصة بالرعاية، أو أجهزة التنفس داخل المستشفيات.
وتطرقت الوزيرة خلال العرض إلى تطور موقف تصنيع اللقاح الخاص بفيروس كورونا عالميًا، مشيرة إلى أنه فى 30 نوفمبر 2020، أعلنت شركة "Moderna" أنها تقدمت بطلب إلى إدارة الغذاء والدواء (FDA) للحصول على ترخيص الاستخدام الطارئ، بعد أقل من عام من بدء أول تجربة سريرية للقاح فيروس كورونا، وهذا يعتبر الطلب الثانى لإدارة الغذاء والدواء بعد أسبوعين فقط من طلب شركتي"Pfizer" و"BioNTech"، موضحة أنه فى حالة حصول شركة "Moderna" على الإذن، يمكن أن تبدأ الحقن الأول للقاح فى 21 ديسمبر 2020.
وأشارت وزيرة الصحة خلال الاجتماع إلى عدد من التوصيات الصادرة عن اجتماع اللجنة العلمية التى شُكلت مؤخرًا، وأسند إليها متابعة الأبحاث السريرية للقاحات فيروس كورونا المستجد، كما كُلفت بدراسة ورفع التوصيات العلمية عن اللقاحات المناسبة، التى ينبغى أن تقوم الدولة بالتعاقد على إحداها.
وفى هذا الصدد وافق مجلس الوزراء على تفويض وزيرى المالية والصحة والسكان باتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير لقاحات فيروس كورونا المستجد، والتعاقد مع التحالف العالمى للقاحات والتحصين "جافى"، لتوفير 20 مليون جرعة من اللقاحات المخصصة لمواجهة فيروس كورونا، مع توجيه المجموعة الطبية للبدء فى التحرك للتجهيز والاتفاق مع شركات أخرى لتأمين عدد أكبر من اللقاحات، والعرض على مجلس الوزراء.