ليس عقابا كافيا، ولا يمثل حسابا رادعا عن جرائم ليست فى حق سلطة أو مواطنين وإنما فى حق الوطن، فالقبض على صفوان ثابت رجل الأعمال الشهير الذى طالما ارتبط اسمه بجماعة الإخوان الإرهابية وثبوت تورطه فى ارتكاب مخالفات بل خيانات مكنت النيابة من إصدار قرارها القانونى اليوم بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيق فى اتهامه بتمويل الإرهاب ومشاركة جماعة أسست على خلاف القانون.
وقبل التطرق للحديث عن جرائم صفوان ثابت وأفراد اسرته أود القول إلى أن انتماء هذه الأسرة إلى جماعة الإخوان الإرهابية هو من قبيل العلم العام ولا يحتاج دليلا لإثباته، وكلنا يعرف هذه الحقيقة ليس فقط اليوم ولا حتى بعد ثورة 30 يونيو المجيدة ولكن نعلمها على وجه اليقين منذ عقود، وطالما تساءلت عن سبب ترك الرجل ينمو اقتصاديا من دم الشعب وعلى حساب استقرار دولته؟ وتساءلت أيضا: لمصلحة من يظل الرجل متمتعا بكافة امتيازات الاستثمار حتى إذا جمع المليارات من دمنا حولها للإرهابيين كى يسفكوا بها دمنا ويهددوا مقدرات وطننا واستقراره وسمعته الأمر الذى يهدد بفرنا من خلال هروب الاستثمارات الحالية وتجفيف منابع الاستثمارات المحتملة أو القادمة.
الحساب لا يرضينا ولا يشفى غليلنا، فصفوان الذى تضمه فى هذه اللحظات حوائط الحجز القانونية يتناول طعامه ويعيش حياته وفق أعلى معايير حقوق الإنسان، وينفق عليه أسرته فى الزيارات القانونية من نفس مالنا.
ومالنا الذى فى حوزة أسرة صفوان ثابت ليس بالقليل فهو يتجاوز حاجز الـ 7 مليارات جنيه، بالطبع لن تتوقف المعونات لأسر الإرهابيين من هذه الجماعة، ولن تتوقف المحاولات فى إدارة هذه الموال ومحاولة تهريبها بعد تحويلها إلى عملة صعبة، أو تحويلها إلى ذهب ومجوهرات ودفنها فى خزائن.
إن فصيل مثل الذى ينتمى إليه صفوان ثابت وأسرته لا يمكن أن يحب هذ الوطن، ومؤكد أنهم ناقمون علينا وعلى مقدراتنا، هم يحلمون باللحظة التى تنهار فيها أعمدة الدولة، حتى إذا حدث ذلك ينقضون عليها، بعد اقتحام حدودها من كل اتجاه ودخولها رسميا عبر الموانئ والمطارات، وساعتها لا قدر الله سندفع ثمن دفاعنا عن وطننا غاليا.
وجهات التحقيق أسندت للإرهابى صفوان ثابت تهم ارتكاب جرائم الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف القانون، والدعوة للتظاهر بدون تصريح، والتحريض على العنف، وتمويل الجماعة الإرهابية ومجموعة أخرى من الاتهامات، وهى اتهامات لها مقدماتها ففى أغسطس 2015، أصدرت لجنة قضائية مشكلة من وزارة العدل، قرارًا بالتحفظ على أموال وممتلكات رئيس "جهينة"، بسبب صلته بتنظيم الإخوان الإرهابي.
وأموالنا التى تهدد مقدراتنا والتى هى حاليا فى حوزة ورهن تصرف سيف الدين ثابت باعتباره نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب وله كافة الصلاحيات اللازمة لإدارة الشركة، وسيف هذا ابن صفوان ثابت، والأموال الذى يديرها ليست قليلة فالمعلوم منها فقط يتجاوز كما قلت حاجز الـ 7 مليارات جنيه، بعضها أو جلها ناجم عن أرباح حققتها شركة جهينة العملاقة فى صناعة اللبان ومنتجاتها، وبعضها أموال غسلها قيادات الإخوان فى الشركة أو قل أخفوها مقابل تخصيص الأرباح فى دعم أسر أفراد الجماعة المحبوسين أو الهاربين خارج البلاد، وفى شراء الأسلحة والمتفجرات وتجنيد الشباب بعد ضعف قدرة التنظيم الإرهابى البشرية، وهو كلام ليس انشائيا بل واقعيا خاصة إذا علمنا سببا إضافيا يؤكد انتماء أفراد عائلة صفون ثابت للإخوان بل ووجود قرابة بينهم ومرشد الجماعة القاتلة.
من منا لم يكن يعرف أن "جهينة" واحدة من أكبر شركات الإخوان بجانب شركات أخرى كان يملكها ويديرها خيرت الشاطر وحسن مالك، جميعنا كنا نعرف ذلك على الأقل منذ تسعينات القرن الماضى، لكننا تجاهلنا، وربما رأت السلطة إعطاء فرصة أخرى لبعض من هؤلاء، غير أن الغدر والكراهية والحقد الدفين أبى إلا أن يستمر كل منتمى لجماعة تعادى المصريين فى مخططه لتدمير البلاد والعباد.
حبس صفوان ليس كافيا وتجمى أمواله ليس كافيا وتجميد أموال ابنه سيف ليس كافيا، لماذا؟ لأن حسابات صفوان وسيف قد لا تحوى إلا الفتات من ثوراتهما الحقيقية وبالتالى كان مجديا أكثر التحفظ على أموال وأصول الشركة العملاقة جهينة.
وبطبيعة الحال لا نقلل أو نشكك فى قرار لجنة التحفظ على أموال الإخوان، لكن طموحاتنا كبيرة وهى طموحات بحجم حب الوطن والخوف على مستقبله ومستقبل الـ 100 مليون مواطن، وليقيننا بأن الأفعى لا يمكن أبدا أن تتحول إلى حمل وديع، والإخوان أفاعى لا يمكن بحال من الحوال أن ينتموا لها الوطن، فبداخلهم رغبة وطموح، رغبة فى الانتقام من الشعب ومؤسساته بلا استثناء وطموح بأن يحكمونا ليحاسبونا على تعطيل مشروعهم التدميرى بعد إزاحتهم من سدة الحكم فى ثورة عارمة،
بشكل واضح ومحدد لا يمكن أن نقبل مطلقا استمرار شركة بهذا الحجم فى قبضة الإخوان، ولا حتى الانتظار طويلا لأن فى الانتظار فرصة لتحسين الوضاع وتهريب الموال أو تحويلها إلى معادن نفيسة بعيدا عن اعين الرقابة المالية والبنك المركزى والأجهزة الرقابية والمعلوماتية.
لماذا نصعب المور على أنفسنا، وما الفرق بين حسن ومالك وخيرت الشاطر وصفوان ثابت لا فرق حتى أن العالمين بحركة الأيديولوجيات فى مصر أصابتهم الدهشة من ترك استثمارات صفوان تتمدد وتتوسع دون قيد أو رقيب، أنا وأنت يعلم أن أموال جهينة فيها جزء كبير جدا لتمويل الإرهاب ودعم أسر الإخوان وأنا وأنت يعلم أن صفون وسيف ابنه لا يحبان هذا الوطن وكل حلمهم هو انهيار الدولة وزعزعة استقرارها بل واستعمارها من قوى ينتمون أليها أو تنتمى اليهما مثل تركيا وقطر أو حتى قوى غربية، المهم أن تحكم الجماعة وتتحكم.
إن مطلبا شعبيا أتمنى أن يلقى أذان صاغية من القائمين على المر والمعنيين بالتحفظ على أموال عناصر الإخوان بكمن فى التحفظ على الشركة نفسها والتحفظ على توابعها وفروعها أن وجدت، قبل فوات الأوان، أما الوضع الراهن فينطبق عليه المثل القائل" كأنك يا أبو زيد ما غزيت".