رغم ما يواجهه اليمن من الحرب وضعف الإمكانات ونقص الإغاثات، ولكنه على ما يبدو قد نجح فى أن يحد من تفشى وباء كورونا بين مواطنيه، ففى أواخر الصيف بدأ الناس يشعرون بالأمل، إذ رأى معظم سكان العاصمة صنعاء أنه لم يعد وجود لكورونا في مدينتهم المكتطة بالسكان، حيث لم يعد أحد يرتدى الكمامات الواقية.
وبحسب صحيفة "الجارديان" فإن ذلك البلد الذى مزقته الحرب "يبدو أنه قد خرج سالما نسبيًا من الوباء، حيث جرى الإبلاغ عن 2124 حالة فقط و 611 حالة حتى مطلع الأسبوع الماضىى.
ونقلت الصحيفة، عن الأطباء قولهم إنه رغم عدم وجود بيانات دقيقة عن عدد الإصابات بكورونا، فإن ذلك الفيروس التاجي لم يعد مصدر قلق.
فمنذ أن تم تأكيد أول إصابة بفيروس كورونا فى محافظة حضرموت، فى أبريل الماضى وسادت المخاوف من مصير مظلم ينتظر اليمنيين وجالت التوقعات هنا وهناك بتفشى غير مسبوق للوباء فى ذلك البلد الذى يعانى شبه انعدام فى الإمكانيات الطبية والأدوية.
ولكن تقريرا نشرته صحيفة "التايمز" قالت فيه، "فى واحدة من أكثر الأحداث المحيرة والمتعلقة بجائحة كورونا يبدو أن ذلك المرض قد اختفى بشكل كبير من اليمن وبنفس السرعة التى ظهر فيها".
وكان عمال المنظمات الصحية قد توقعوا في وقت سابق أن يكون معدل الإصابة بفيروس كورونا نحو 90 بالمئة باليمن، حيث معظم الناس هناك باتوا محرومين من المياه النظيفة والمراحيض والحمامات الصحية، رغم هذه التقارير إلا أن مجلس الوزراء يرى ضرورة وضع خطة جديدة تحسبا لموجات مفاجئة من الوباء.
أبحاث بريطانية
وتشير الأبحاث التي أجرتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، إلى أن عدد الوفيات قد وصل في اليمن إلى 2100 بنهاية سبتمبر، وأن معظم تلك الوفيات حدثت في وقت مبكر من قدوم الجائحة.
ويرى بعض الخبراء، أن الشعب اليمني باتت عنده "مناعة القطيع" وأنها أول دولة في العالم قد حصلت على هذا النوع من المناعة ضد فيروس كورونا.
ووفقا لبعض الأطباء، فأن غياب مرض السمنة وغلبة نسبة الشباب لدى الشعب اليمني، ساعدا على عدم انتشار المرض بتلك الصورة المخيفة.
وحاليا تخطط منظمة الصحة العالمية لسحب الدم من 2000 يمني للتحقق من وجود أجسام مضادة، لكن الرئيس المحلي لمنظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة مقتنع بأن الموجة الثانية في الطريق.
وفى هذا الصدد يقول ألطاف موسانى: "مناعة القطيع هي شىء يتم تحقيقه من خلال التطعيم.. التحدي يكمن فى منعها".
مساعدات دولية
وفى أغسسط الماضى، أكدت منظمة يونسيف أنها قدمت 81.7 طن مستلزمات طبية إلى اليمن، فى مواجهة جائحة فيروس كوفيد 19، استجابة للطلب المتزايد على المستلزمات الطبية اللازمة لمواجهة جائحة الفيروس التاجى. وقالت يونسيف فى تقرير سابق لها ،: "استجابة للطلب المتزايد قامت اليونسيف بتسليم 81.7 طنًا من الإمدادات المنقذة للحياة للعاملين في الخطوط الأمامية في اليمن فى مواجهة كوفيد 19، بما فى ذلك أجهزة التنفس الصناعى ودروع الوجه والقفازات".