حالة من الترقب تسود الشارع الجزائرى بسبب غياب الرئيس عبد المجيد تبون وذلك بعد غيابه عن الساحة العامة منذ حوالى 45 يوما بعد سفره إلى ألمانيا لتلقى العلاج من مرض فيروس كورونا.
وتداول نشطاء جزائريون منذ أيام هاشتاج "أين الرئيس تبون؟" وذلك بعد غياب الرئيس وتحاول الحكومة الجزائرية طمأنة الشارع حول صحة الرئيس إلا أن القلق بات يسيطر على غالبية الجزائريين الذين يطالبون بالتعرف على حقيقة الوضع الصحى للرئيس عبد المجيد تبون.
كانت الرئاسة الجزائرية قد أكدت فى بيان سابق لها أن الرئيس تبون الذى نقل إلى ألمانيا للعلاج من مضاعفات إصابته بفيروس كورونا المستجد، يخضع لبروتوكول علاجى، مشيرا إلى أنه فى فترة نقاهة.
وتتداول عدد من الأوساط السياسية الجزائرية عددا من السيناريوهات، أبرزها الذهاب إلى مرحلة انتقالية، أو العمل بالآليات الدستورية المتوفرة فى الدستور الحالى، الذى عدله الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة.
وأثار غياب الرئيس تبون جدلا حول إمكانية تطبيق المادة 102 من الدستور، والتى تم تطبيقها على الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، إثر خروج الجزائريين فى حراك تاريخى فى 22 فبراير من السنة الماضية.
وتقول المادة 102 من الدستور الجزائرى إنه "إذا استحال على رئيس الجمهوريّة أن يمارس مهامه بسبب مرض خطير ومزمن، يجتمع المجلس الدّستورى وجوبا، وبعد أن يتثبّت من حقيقة هذا المانع بكلّ الوسائل الملائمة، يقترح بالإجماع على البرلمان التّصريح بثبوت المانع".
وفى بيان صدر فى 24 أكتوبر الماضى اكتفت الرئاسة الجزائرية بالإعلان أن تبون دخل “طوعيّاً” فى حجر لخمسة أيّام عقب الاشتباه فى إصابة مسؤولين كبار فى الرئاسة والحكومة بفيروس كورونا المستجد، وفى 28 أكتوبر الماضى، أشارت الرئاسة إلى أنّه نُقل إلى ألمانيا لإجراء فحوص طبية معمقة، بناء على توصية الطاقم الطبي.
ومنذ نقل الرئيس الجزائرى الحالى إلى كولونيا عبر طائرة طبية فرنسية وفق وسائل إعلام جزائرية، أصدرت الرئاسة الجزائرية ستة بيانات إلا أن الشارع الجزائرى وصفها بالمتضاربة بعد الإعلان عن استقرار حالته فى 28 أكتوبر الماضى حتى أعلنت فى 15 نوفمبر الماضى أن الرئيس تبون أنهى العلاج ويقوم بفحوصات طبية.
ونشرت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية بيان مقتضب منذ أيام يشير إلى أن الرئيس عبد المجيد تبون تلقى رسالة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عبّرت له فيها عن سعادتها لتماثله للشفاء بعد إصابته بفيروس كورونا.
كان متحدث باسم الحكومة الألمانية أكد فى تصريحات صحفية أن المستشارة بعثت رسالة مكتوبة تتمنى فيها الشفاء العاجل للرئيس الجزائرى تبون، وهو دفع الجزائريون للسؤال عن الرئيس وسط غياب الصور أو المقاطع التى تطمئن الجزائريين على صحته.
وأعلنت رئاسة الجمهورية الجزائرية نهاية نوفمبر الماضى فى بيان صحفى حول الوضع الصحى لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ووفق بيان رئاسة الجمهورية "الرئيس تبون يطمئن الشعب الجزائرى بأنه يتماثل للشفاء سيعود إلى الجزائر فى الأيام القادمة."
وتسبب غياب الرئيس تبون فى تعليق عدد من الملفات التى تنتظر التصديق عليها وفق المقتضيات التى يخولها إياه دستور البلاد مثل التوقيع على قانون المالية قبل نهاية الشهر الجارى، وقبل ذلك التصديق على الوثيقة الدستورية، التى يتوجب تصديقها فى مهلة لا تتعدى الـ50 يوما ابتداء من تاريخ الاستفتاء.