انتهت منذ أيام عملية التصويت بانتخابات مجلس النواب 2021 وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، وهى الجهة المشرفة على إجراء العملية الانتخابية، نتائج الانتخابات بمرحلتيها الأولى والثانية والتى كشفت عن التركيبة السياسية والحزبية المتنوعة للمجلس الجديد بين أحزاب تحمل أجندات سياسية مختلفة وأيديولوجيات فكرية متنوعة ومستقلون يحملون رؤاهم الخاصة.
وبالنظر إلى تشكيل مجلس نواب 2021 نجد أن التنوع هو الأساس، وبهذا التشكيل سيكون البرلمان متنوع الرؤى لمجابهة التحديات الداخلية والإقليمية التى تواجه الدولة المصرية على كافة الأصعدة، كما أنه يضمن انفراجة فى المجتمع، عبر إتاحة فرصة للأحزاب وحرية الرأى والتعبير فى تجسيد حقيقى للدولة المدنية الحديثة.
وقد نتج هذا التشكيل عبر حالة حوار سياسى موسع خلال الفترة الماضية أفرزت تحالفا انتخابيا من 12 حزبا وكيان سياسى كبير وهو تنسيقية شباب الأحزاب تحت مسمى القائمة الوطنية من أجل مصر، تلك القائمة التى ضمنت تمثيل أحزاب المعارضة تحت قبة البرلمان الجديد بنسبة لا يستهان بها سيكون لها دورا ملحوظا بلا شك.
وبالمقارنة بين مجلس نواب 2021 ومجلس شعب 2012 سنجد اختلافات ضخمة، أهمها أن حزب الأغلبية وهو حزب مستقبل وطن كان حريصا على التنوع حيث بادر إلى دعوة الأحزاب المختلفة ومنها أحزاب معارضة كالإصلاح والتنمية والمصرى الديمقراطى والوفد والتجمع للانضمام إلى تحالف انتخابى يضمن لهم تمثيل لائق تحت قبة البرلمان، على خلاف حزب الحرية والعدالة المنحل التابع لجماعة الإخوان الإرهابية الذى سعى إلى الهيمنة على كافة مقاعد البرلمان فى إطار مخطط الجماعة للسيطرة على كل مفاصل الدولة المصرية ومؤسساتها.
فلا يمكن إنكار قدرة حزب مستقبل وطن على تشكيل قائمته الانتخابية الخاصة وحسم أكثر من 50% من مقاعد البرلمان الجديد دون بذل أى جهد، إلا أن القائمون على الحزب آثروا أن يتم تشكيل تحالف انتخابى وطنى يضم 12 حزبا وتنسيقية شباب الأحزاب، هذا التحالف الذى كان الضمانة الوحيدة لتمثيل أحزاب المعارضة فى المجلس، حيث غابت تلك الأحزاب عن الشارع لسنوات طويلة ما جعل فرصتها فى حسم هذا العدد من المقاعد بشكل منفرد أمرا شبه مستحيلا.
وفى الحقيقة يمكن القول بأن هذا المجلس سيكون مشهد غير مسبوق فى الحياة السياسية المصرية، فلأول مرة نرى تحالفا انتخابيا ضخما يضم عددا كبيرا من الأحزاب اليسارية والموالية والمعارضة وهو تحالف انتخابى وليس سياسى ينتهى بانتهاء الانتخابات وهدفه الرئيسى تمثيل كافة الطوائف السياسية ووجود كافة الآراء تحت قبة البرلمان.
وبالنظر لتشكيل القائمة الوطنية من أجل مصر والشخصيات الممثلة فيها، نجد أنها مزجت بين الخبرات والشباب، وجمعت عدد كبير من الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة السياسية فى مصر، فتمثيل عدد 12 حزبا فى مجلس النواب خطوة جيدة وطيبة، ستساهم فى تقوية دور الأحزاب السياسية وتواصلها مع الشارع واحتكاكها بمشكلات وهموم المواطنين، كما أن التقاء هذه الأحزاب وتوافقها على خوض الانتخابات البرلمانية على قائمة واحدة رغم اختلاف أيديولوجياتها وأفكارها، هى خطوة موفقة فى سبيل إثراء الحياة السياسية والنيابية، للتأكيد على تمثيل كل التيارات والأفكار والفئات والطوائف تحت قبة البرلمان.