بعد عقود طويلة لم تعرف فيها مصر سوى نظام الحزب الواحد، جاء برلمان 2020 ليرسى مبادئ التعددية الحزبية، فلا سيطرة لحزب بعينه، فالمعادلة هى حب الوطن وأرقام الصناديق، فلأول مرة فى تاريخ الحياة النيابية المصرية تندمج المعارضة مع أحزاب داعمة للدولة لتشكل قائمة تضم مختلف الأيديولوجيات السياسية.
برلمان 2020 لم يغفل الموروثات الثقافية والاجتماعية المصرية المتعلقة بتمثيل المستقلين، وهو ما دحض الادعاءات بوجود تلاعب أو تزوير، وهو ما ظهرت حقيقته من خلال نجاح عدد كبير من المرشحين المستقلين الذين خاضوا الانتخابات أمام مرشحين ممثلين لأحزاب كبيرة، كانت لها القدرة على الحشد والدعاية بشكل منظم.
البرلمان الجديد سيكون البوابة الرئيسية لخلق كوادر سياسية جديدة من الشخصيات الحزبية والسياسية والشبابية، فرغم أن بعض الوجوه المعارضة غابت عن البرلمان الحالى، إلا أن ذلك قابله أيضا غياب عدد كبير من النواب الحاليين المحسوبين على القوى المؤيدة للدولة، لصالح شخصيات مستقلة ومعارضة.
الشباب فى البرلمان الجديد استطاعوا أن يتجاوزا الخلافات، وقدموا تجربة تشاركية انطلاقًا من أرضية وطنية واحدة من خلال التنسيقية السياسية لشباب الأحزاب والسياسيين، التى ضمت أطيافا مختلفة من اليمين واليسار.
نجاح التجربة الديمقراطية المصرية فى انتخابات مجلس النواب، تعكس الرؤية التى يتبناها الرئيس السيسى، برفع شعار مصلحة مصر والتخلى عن النظرة الحزبية الضيقة.