مصر المسئولة الأولى عن التحريات وتشاركها فرنسا بلد تصنيع الطائرات واليونان لمشاركتها فى البحث عن الحطام
مفاجأة.. تقرير الطائرة يستغرق عامين.. والانفجار أبرز السيناريوهات.. وتسريب قنبلة بمطار شارل ديجول الأرجح.. والمعلومات تؤكد بقاء الركاب أحياء ثلاث دقائق بعد الحادث
طيار أوروبى: تفجير داخلى فى الجانب الأيمن وراء سقوط الطائرة المصرية
واصلت الجهات المعنية التحقيق فى واقعة الطائرة المصرية المنكوبة التى راح ضحيتها 66 شخصا، حيث بدأت تحقيقات جادة فى باريس مع موظفى مطار شارل ديجول، خاصة الأشخاص الذين سبق جمع المعلومات عنهم قبل ذلك فى أعقاب تفجيرات باريس، والأشخاص الذين لهم ميول وأفكار متطرفة، وسيتم جمع تقارير ضخمة عن جميع الموظفين تمهيداً لإرسالها للقاهرة لتوحيد جهات التحقيق.
وتعتبر مصر هى المسئولة الأولى فى التحقيقات بشأن الحادث خاصة أن الطائرة مصرية، فيما تشارك فرنسا فى التحقيقات لأنها دولة تصنيع للطائرات فضلاً عن خروج الطائرة من أحد مطاراتها، وتشارك اليونان فى التحقيقات بسبب اشتراكها فى عملية البحث عن حطام الطائرة لسقوطها بالقرب منها.
وأكدت لجنة التحقيق المصرية فى حادث طائرة مصر للطيران، فى تقريرها الأول أنه تم البدء فى إجراءات التحقيق فور الإبلاغ عن فقدان طائرة مصر للطيران القادمة من مطار شار ديجول رحلة رقم MS804، حيث قام فريق التحقيق على الفور بجمع المعلومات من مختلف المصادر كوثائق الطائرة ووثائق طاقمها ومراقبة الحركة الجوية والأنظمة الأخرى لإدارة البيانات، بما فى ذلك نظام الAirman وهو نظام لتحليل بيانات الصيانة ونظام الـACARS وهو نظام اتصالات وتقارير الطائرة، حيث جاء فى التقرير أنه رافق المحققون المصريون رجال القوات البحرية المصرية فى عملية البحث عن الحطام بالبحر الأبيض المتوسط، وأكد التقرير أن لجنة التحقيق الآن بصدد البحث فى جميع المعلومات التى يتم جمعها ولكنه من المبكر جدا إصدار الأحكام أو الاعتماد فى القرار على مصدر وحيد للمعلومات، مثل رسائل الـ ACARS التى هى إشارات أو مؤشرات قد يكون لها أسباب مختلفة، وبالتالى فهى تحتاج الى المزيد من التحليل كجزء من التحقيق الشامل.
ويشارك فى التحقيق العديد من المتخصصين الذين يمثلون سلطات التحقيق فى حوادث الطائرات للدول المشاركة، ويحكم إجراءات التحقيق قانون الطيران المدنى المصرى وتشريعات منظمه الطيران المدنى الإيكاو (الملحق رقم 13 لاتفاقية شيكاغو 1944).
وكشف كابتن شاكر قلادة، رئيس لجنة التحقيق فى حوادث الطائرات سابقاً، أن هناك عدة سيناريوهات وراء سبب سقوط الطائرة المصرية أبرزها انفجار أو انهيار فى جسم الطائرة، مستبعداً وجود حريق على جسم الطائرة، مؤكداً أن التقرير النهائى فى الطبيعى يستغرق عامين، مؤكداً استحالة نشوب حريق فى الطائرة دون إطفائه أوتوماتيكيا أو وجود إشارات إنذار للطائرة، مرجحاً أن ما حدث نوع من الانفجار على متن الطائرة أو انهيار فى جسم الطائرة وليس عيب فنى.. والصندوق الأسود سيكشف حقيقة سقوط الطائرة، والدخان ربما يكون سببه سيجارة فى الحمام".
وأكد ونشر موقع "CNN" بالعربية أن المعلومة تشير إلى أن ركاب الطائرة المنكوبة ظلوا أحياءً لثلاث دقائق، واتخذوا تدابيرهم الأمنية بسبب الدخان الذى خرج من "مرحاض" الطائرة.
ووضعت صحيفة الجارديان البريطانية عدة سيناريوهات حول سقوط الطائرة: السيناريو الأول أن يكون قنبلة ولكن يعترف الوزراء الفرنسيين أن القنبلة من الممكن أن يكون تم تهريبها من مطار شارل ديجول برغم تعزيز الإجراءات الأمنية، معتبرة أن أى هفوة ستكون ضربة قاسية لثقة الركاب فى السفر جوا، ويؤكد السيناريو الثانى أن يكون تم استهداف الطائرة بصاروخ، والسيناريو الثالث أن تكون العملية تعرضت لعمل تخريبى نتيجة عملية خطف ناتج من عملية اختطاف، وفى سيناريو آخر تتوقع الجاريان احتمالية حدوث عطل فنى ميكانيكى فى الطائرة أدى إلى سقوطها.
ويرى محللون أنه فى حالة الجزم بأن عمل ارهابى وراء ارتكاب الواقعة فان الجماعات الإرهابية القادرة على ارتكاب مثل هذه الحوادث، "داعش" و"القاعدة"، وعدم اعلانها مسئوليتها عن الحادث حتى الآن رغم امتلاكها منابر إعلامية عديدة قد لا يرجح فرضية الإرهاب.
قالت صحيفة "التليجراف" البريطانية إن البيانات المتعلقة باللحظات الأخيرة قبل سقوط الطائرة المصرية التى تحطمت فى البحر المتوسط، ترجح وجود "تفجير داخلى"، حدث فى الجانب الأيمن من الطائرة. أوضحت الصحيفة البريطانية أن المحققين يحاولون تحديد ما إذا كان السبب وراء سقوط الطائرة، إرهابى أم خطأ فنى، لاسيما بعد الإعلان عن وجود أدخنة قبل أن تختفى من على شاشات الرادار وأكدت السلطات الفرنسية أن أجهزة الكشف عن الدخان انطلقت قبل دقائق من تحطم الطائرة، ولكنها أشارت إلى أنه ليس من الواضح ما تسبب فى إحداث الدخان أو الحريق، ونقلت الصحيفة عن طيار يعمل فى شركة طيران أوروبية كبيرة، قوله إن النوافذ فى الجانب الأيمن من قمرة القيادة تم تفجيرها بعد حدوث انفجار داخل الطائرة. وقال الطيار الذى يحلق بطائرة مماثلة للطائرة التى تحطمت وفضل عدم ذكر اسمه "يبدو أن مقدمة الطائرة من الجانب الأيمن والنوافذ تم تفجيرها، وأغلب الظن من الداخل"، وأشارت الصحيفة إلى أن هناك ثلاثة تحذيرات مختلفة تظهر أن هناك مشكلات بالنوافذ المجاورة للكابتن المساعد، مما يعنى أنها قد تكون انفجرت إلى الخارج بفعل قنبلة على متنها، وهذا ليس معناه أن الانفجار حدث فى قمرة القيادة ولكنه مؤشر على أن الجانب الأيمن للطائرة تعرض لضرر أكثر من الجانب الأيسر. وأرجح الطيار أن أجهزة الكشف عن الدخان انطلقت ليس بسبب النيران، بل بسبب الضباب الذى ملأ الكابينة بعدما فقط الطائرة الضغط لحظات بعد التفجير.