عاقبت المحكمة الإدارية العليا برئاسة المستشار عادل بريك نائب ، رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين صلاح هلال ، والدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى ، ونبيل عطالله وأحمد ماهر نواب رئيس مجلس الدولة، سكرتير مكتب وكيل كلية الصيدلة لشئون التعليم والطلاب جامعة القاهرة (م.ن.إ.ط) ، بالفصل من الخدمة لأنه أثناء الاحتفال باليوبيل الفضى للكلية ،وحفل تكريم خريجى الدراسات العليا ، ضبط دخل دورة المياه الخاصة بوكلاء الكلية ، فى وضع مخل مع زميلته .
وبحسب ما ذكرت هيئة المحكمة ، أثناء الاحتفال باليوبيل الفضي للكلية، وحفل تكريم خريجي الدراسات العليا ، دخل الموظف المذكور ، دورة المياه الخاصة بوكلاء الكلية رغم وجود زميلته "ي. ف. م " سكرتيرة بذات المكتب داخل دورة المياه لظروفها الصحية، وكان الباب مغلقا عليهما وتواجدا بمفردهما داخل الحمام لمدة تزيد على نصف ساعة، وحينما قامت زميلاته بقرع الباب ودفعه بعد الإلحاح عليه وجدن زميلتهن المذكورة ملقاة على الأرض في حالة إغماء منزوعة بعض ملابسها، وهو في وضع غير لائق
وقالت المحكمة ، أنه يتعين على الموظف العام ومن بينهم العاملين في الجامعات المصرية ومعاهدها الالتزام بمدونات السلوك وأخلاقيات الخدمة المدنية، وأن الالتزام بها شرط للاستمرار بالخدمة، ويحظر عليه بصفة خاصة مباشرة الأعمال التي تتنافى مع الحيدة والتجرد والالتزام الوظيفي أثناء ساعات العمل الرسمية، كما يحظر عليه مباشرة أي نشاط أو إتيان أي سلوك من شأنه تكدير الأمن العام أو التأثير على السلام الاجتماعي ، أو أي فعل يفقده حسن السمعة وطيب السيرة اللازمين لشغل الوظائف العامة أو الاستمرار في شغلها.
وأكدت المحكمة ، أن القيم الأخلاقية ضرورةٌ في المجتمع بحسبانها ركيزةً أساسيّة لسلامة العلاقات الاجتماعيّة خاصة في مجال الوظيفة العامة لما لها من بالغ الأثر في تمساك المجتمع وقوته يحيا بها على الفطرة السليمة التى تتوافق مع الرسالات السماوية التى كرمت الإنسان ، وأن الموظف العام بات ملزماً بمدونات السلوك وأخلاقيات الخدمة المدنية ، فإذا ما ارتكب فعلا معيبا من النواقص الأخلاقيّة والخصال الذميمة فقد حسن السمعة وطيب السيرة اللازمين لشغل الوظائف العامة أو الاستمرار في شغلها.
واختتمت المحكمة ، أن الثابت بالأوراق قيام الطاعن ( م.ن.إ.ط) بصفته سكرتير مكتب وكيل كلية الصيدلة لشئون التعليم والطلاب جامعة القاهرة بالتواجد مع زميلته (ي.ف.م) سكرتيرة بذات المكتب بدورة المياه الخاصة بوكلاء الكلية التى سبق لها وجودها بالحمام لظروفها الصحية، وكان الباب مغلقا عليهما أثناء احتفال الكلية باليوبيل الفضى وبخريجين الدراسات العليا وتواجدا بمفردهما داخل الحمام لمدة تزيد على نصف ساعة ، ونادت عليه زميلاته أكثر من مرة ليفتح الباب، فتحجج بأنه يضبط ملابسه، وأنه لحظة خروجه من الحمام بعد الالحاح عليه ودفع الباب وجدن زميلتهن المذكورة لحالتها الصحية بسبب ضيق فى الصمام المترالى وانخفاض ضغط الدم، فى حالة اغماء ملقاة على الأرض منزوعة بعض ملابسها ، كما ورد فى شهادة زميلاته (ف.أ) و(ف.م.ف)و(س.إ.أ) خاصة وأن الشاهدة الأخيرة نادت عليه لمدة طويلة لثلاث مرات بصوت عال ، ثم طرقت باب الحمام ، ووجدت الموظف المذكور فى الوضع المبين فى أوراق التحقيقات الأمر الذى أكد ت المحكمة أنه يعد خروجا صارخا على واجبات الوظيفة ، ويفقد شاغلها حسن السمعة اللازمة لشغل الوظيفة العامة ويتعين بتره منها ، وبذلك رفضت المحكمة طعن سكرتير وكيل الكلية على قرار مجلس تأديب العاملين بجامعة القاهرة من غير أعضاء هيئة التدرس بفصله من الخدمة.