اختار الرئيس التركى رجب طيب أردوغان رجله المخلص المؤيد لمخططاته وسياساته، ليستكمل طريق رئيس الوزراء المنتهية ولايته داوود أوغلو، ويترأس الحزب الحاكم حزب العدالة والتنمية، حيث كان بن على يلدريم موضع ثقة له السنوات الماضية أثناء عمله رئيسا لبلدية إسطنبول ونائب للحزب الحاكم ومستشارا مخلصا له.
من هو يلدريم؟
ولد يلدريم فى مدينة أرزينجان عام 1955، وتخصص فى الهندسة والملاحة البحرية، وأشرف على العديد من مشاريع البنى التحتية والنقل البحرى، التى أكسبت حكومة أردوغان شعبية، ومكنتها من الفوز بالانتخابات، منذ 2002.
وتولى وزارة المواصلات فى جميع حكومات حزب العدالة والتنمية منذ 2010، باستثناء الفترة من 2013 إلى 2015. وافتتح خلال توليه الوزارة خط النقل البحرى إسطنبول - يالوفا، وإسطنبول - باليك، وشجع النقل البحرى الداخلى بتوفير 22 حافلة بحرية وجهز 22 ميناء و4 سفن بين شقى إسطنبول الآسيوى والأوروبى.
واختار حزب العدالة والتنمية يلدريم للترشح نائبا عن مدينة إزمير، التى كانت متأخرة فى مجال البنى التحتية والمواصلات، وتغير وجه المدينة بمشاريع اقترحها يلدرم، مثل القطار السريع وتقوية البنية التحتية والإنترنت وخدمات الخطوط الجوية التركية والطرق السريعة.
واستطاعت هذه المشاريع الصناعية والصحية والتعليمية التى أنجزتها أن تفتح مدينة إزمير لحزب العدالة والتنمية، التى كانت عصية عليه فى الفترات السابقة، ولم يكن يتوقع أحد أن يفوز فيها بالانتخابات.
وتشرح فى يلدريم مارس لرئاسة بلدية إزمير، ولكنه أخفق فى ذلك، واختاره أردوغان بعدها ليكون مستشارا له فى مجال الاستثمار.
وكان اسمه واردا لخلافة أردوغان فى رئاسة حزب العدالة والتنمية، وتولى رئاسة الوزراء أيضا، لكن مؤتمر الحزب اختار، أحمد داوود أوغلو، وبقى يلدرم فى منصبه وزيرا للمواصلات.
وبعد استقالة داوود أوغلو، بسبب خلافات مع أردوغان، ترددت شائعات تعيين صهر أردوغان لرئاسة الوزراء، ولكن الاختيار وقع على يلدرم، الذى لم يغادر، فى الواقع، دائرة المقربين من الرئيس التركى فى أى فترة من فترات حكمه.
وتعرض يلدريم لانتقادات عام 2005 عندما ظهرت زوجته المحجبة فى عشاء عمل وهى تجلس بعيدا عنه، واتهمته صحف المعارضة حينها بازدراء النساء.
وعندما تولى وزارة المعارضة أثارت تصريحاته جدلا فى وسائل الإعلام بخصوص مراقبة الحكومة المكالمات الهاتفية، إذ رد على المعترضين بالقول "إذا لم تكن بصدد عمل مخالف للقانون، لماذا تقلقك المراقبة".
وتعليقا على موضوع انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبى لفت يلدريم إلى أن على أوروبا أن تحسم قرارها تجاه هذا الشأن، متوعدا بأن تركيا ستحسن من وضع حقوق الإنسان.
واعتبر بن على يلدريم، فى مؤتمر استثنائى عقده الحزب أن الانتقال إلى نظام رئاسى حسبما يدعو الرئيس رجب طيب أردوغان هو "أولوية لتركيا". وقال: "ما علينا القيام به بشكل أولى هو الانتقال من هذا الوضع كأمر واقع إلى وضع قانونى من خلال تغيير الدستور لإقامة نظام سياسى رئاسى"."علينا أن ننهى عدم الوضوح فى نظامنا وأن نضمن النظام الرئاسى فى دستورنا الجديد".
وفيما يتعلق بالتحديات التى تواجهها أنقرة، قال يلدريم "الحرب ضد الإرهاب ستتواصل، ولن تؤدى التغييرات المرتقبة فى الحكومة إلى تعطيل حربنا ضد الإرهابيين". وأضاف "من هنا أعلن أننا لن ننهى العمليات العسكرية والأمنية حتى نطهر تركيا من الإرهابيين ونقضى على المخاطر التى تهدد أمننا".