- الإماراتيون يرون مصر الأقرب لقلبهم ويفضلون الاستثمار بها
- لا توجد مشاكل للشركات المصرية فى الإمارات
- استجبت لنصيحة والدى بالابتعاد عن السياسة.. والرئيس السادات كان متديناً ويقدس العائلة
- «اتلخبطت» عندما شاهدت أحمد زكى وهو يؤدى دور والدى بفيلم أيام السادات لإتقانه تقمص الدور
نجحت مصر بشهادة المؤسسات الدولية، فى تنفيذ المرحلة الأولى من برنامج الإصلاح الاقتصادى، وتضع أولوية فى المرحلة الثانية من البرنامج، إجراء إصلاح هيكلى للقطاعات وجذب الاستثمارات الأجنبية، ولأن الإمارات فى المرتبة الأولى فى قائمة الدول العربية المستثمرة فى مصر.
وأجرت «انفراد» حوارًا مع جمال السادات رئيس مجلس الأعمال المصرى الإماراتى، للتعرف على دور القطاع الخاص فى مساندة الدولة لجذب الاستثمارات، والقطاعات ذات الأولوية خلال الفترة المقبلة.
وإلى نص الحوار..
فى البداية.. ما هى أهمية إنشاء مجالس أعمال مشتركة مع دول عربية وأجنبية؟
من وجهة نظرى دور مجالس الأعمال المشتركة ينقسم إلى محورين، أولًا حل مشاكل المستثمرين فى كل جانب، ومن حسن حظنا لا توجد مشاكل للمستثمرين المصريين فى الإمارات، ثانيًا جذب استثمارات أجنبية لمصر، وتذليل العقبات أمام المستثمرين الإماراتيين، والتنسيق مع الجهات الحكومية لتذليل المعوقات لبدء نشاطهم فى أسرع وقت دون مشاكل حتى يكون لديهم تجربة جيدة عن الاستثمار بمصر، وذلك بهدف تعظيم حجم الاستثمارات الإماراتية المباشرة فى مصر.
ما هى أهم الإنجازات التى حققها مجلس الأعمال المصرى الإماراتى منذ توليك؟
رغم مرور نحو عامين على رئاستى الجانب المصرى لمجلس الأعمال المصرى الإماراتى، إلا أننا لم نجتمع سوى مرتين فقط، إذ واجهنا بعد فترة قصيرة من الاجتماع الأول جائحة فيروس كورونا التى أجبرتنا على تجميد نشاط المجلس، وعاودنا استئناف نشاطه بحضور تفعيل الجانب الإماراتى من مجلس الأعمال قبل معرض الخليج للاتصالات - جيتكس بأسبوعين، وخلال هذا اللقاء عقدنا اجتماعات عديدة مع عدد كبير من المستثمرين الإماراتيين، واستمعنا إلى كل مطالبهم وتطلعاتهم للاستثمار فى مصر، وبالفعل تم التنسيق مع المسؤولين بالحكومة المصرية وعرضنا مطالب المستثمرين الإماراتيين لزيادة استثماراتهم فى مصر، وحال زيادة الاستثمارات سيكون هذا أهم إنجاز للمجلس.
وما هى أهم مطالب رجال الأعمال الإماراتيين لزيادة استثماراتهم فى مصر؟
عدد كبير من كبار رجال الأعمال الإماراتيين يرغبون فى مضاعفة حجم استثماراتهم فى مصر بشرط توافر مطالب بعينها، إلا أننى أؤكد أنها لن تضر الدولة، وهى مطالب متوافرة فى الخارج ولكن غير تقليدية فى مصر، ولذا عقدنا عدة اجتماعات مع مسؤولين لعرض هذه المطالب، وأبدى المسؤولون الموافقة على تنفيذ بعضها، ونقلنا وعود المسؤولين لرجال الأعمال الإماراتيين.
وهل يمكن ذكر مثال لرجال الأعمال الإماراتيين الراغبين فى زيادة استثماراتهم فى مصر؟
هناك العديد من رجال الأعمال الإماراتيين الذين يرغبون فى مضاعفة استثماراتهم الفترة المقبلة، وأبدى المسؤولون المصريون رغبة فى التشاور بشأن مطالبهم، وهذا أمر مهم لمصر لأنها تحتاج إلى زيادة الاستثمارات الأجنبية لتشغيل المزيد من العمالة والاستمرار فى تحقيق معدل نمو مرتفع.. والإماراتيون لديهم رؤية أن مصر تتوافر بها مزايا تنافسية عديدة سواء سوق استهلاكى ضخم وأيد عاملة ومناخ جيد يمكنها من تحقيق الاكتفاء الذاتى من خلال استصلاح الأراضى الصحراوية.
هل راضٍ عن حجم الاستثمارات الإماراتية فى مصر والعكس؟
أتصور أنه يجب مضاعفة حجم الاستثمارات الإماراتية فى مصر، لأن الإماراتيين يرون مصر الأقرب لقلبهم، ويفضلون الاستثمار بها ويشعرون بالأمان فيها، وثبت ذلك من خلال استثمارهم فى مصر منذ عام 2011، رغم أنها كانت فترة صعبة وقتها، ويجب أن يتم استثمار هذا الحب فى تهيئة مناخ الاستثمار لمضاعفة الاستثمارات الإماراتية، لأن حبهم لمصر غير كافٍ لزيادة الاستثمارات بل يجب توفير مناخ جيد للاستثمار يمكنهم من تحقيق أرباح أفضل من الأسواق التى يستثمرون بها.
أما عن الاستثمارات المصرية فى الإمارات، فأنا راضٍ عن حجمها، وهناك شركات مصرية عديدة فى الإمارات وتحقق دخلا سنويا للناتج القومى فى الإمارات مليار دولار سنويا.
وما هى الفرص المتاحة للسوق الإماراتى والأسواق المجاورة لها؟
المنتجات المصرية منتشرة بكثافة فى السوق الإماراتى سواء منتجات غذائية أو منظفات، ولكن يمكن زيادة حجم هذه المنتجات لأن الإمارات سوق مفتوح لصادرات العديد من الأسواق الأخرى.
هل هناك زيارة لوفد مستثمرين إماراتيين لمصر خلال الفترة المقبلة؟ وهل هناك أولوية لقطاعات بعينها لجذب استثمارات بها؟
هناك وفد مصرى سيزور الإمارات مطلع العام المقبل، وذلك فى إطار تنشيط الاستثمارات فى البلدين. ونحن فى مجلس الأعمال المصرى الإماراتى، نرحب بأى استثمارات إماراتية فى أى قطاع، وما نسعى إليه هو أن يكون لرجل الأعمال الإماراتى تجربة جيدة عن الاستثمار فى مصر، بجانب توضيح رؤيتنا للمستثمرين الإماراتيين فى أى فرص استثمارية لإنجاحها، علاوة على شرح المزايا التنافسية للتصنيع بغرض التصدير فى ظل توقيع مصر العديد من الاتفاقيات التجارية بما يسمح بنفاذ منتجاتها لأسواق عديدة بدون جمارك، وبالفعل عرضنا على بعض المستثمرين الإماراتيين فرصًا استثمارية لمصانع لإنتاج مكونات وتصديرها لأوروبا.
وما رأيك فى إهداء الإمارات أدوية لقاح كورونا لمصر؟
إهداء الإمارات شحنة من أدوية لقاح فيروس كورونا لمصر، ليس أمرًا غريبًا عليها، وهذا ما ذكره الرئيس السيسى فى أحد اللقاءات، لأن الإمارات دائمًا ما تقدم مساندات لمصر، لأنهم يحبونها ويعتبرونها السند والشقيقة الكبرى، وأعتقد أنه العصر الذهبى للعلاقات بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين والأردن، ولو انضمت لهم باقى الدول العربية سنصبح قوى عظمى.
بعيدًا عن مجلس الأعمال، ننتقل إلى ملف آخر، ما تقييمك لأداء الاقتصاد المصرى خلال الفترة الماضية؟
قبل تقييم الاقتصاد المصرى، يجب أن نشير إلى ما كان عليه، فالاقتصاد المصرى انهار فى عام 2011، وواجهنا بعدها مشاكل عديدة مثل توفير البنزين وانقطاع الكهرباء، ونجح الرئيس السيسى فى معالجة هذه المشاكل، وبجانب ذلك تم إنشاء مشروعات قومية كبرى جبارة فى نفس الوقت مثل شبكة الطرق، وتسعى مصر لأن تصبح مركزا إقليميا للطاقة فى ضوء ضخ استثمارات ضخمة فى مشروعات الكهرباء واكتشاف وتصدير الغاز، ونجحنا فى معالجة انهيار الاقتصاد بفضل القيادة السياسية وتكاتف الجيش والشرطة وتعاون الشعب وإصراره، والذى جنبنا مصير بعض الدول المجاورة.. الحمد لله إن ربنا بيحب هذا البلد، وكرس الشرفاء لخدمته.
من وجهة نظرك، ما هى أهم القرارات التى اتخذتها الحكومة لتسهيل مناخ الاستثمار الفترة الماضية؟
الدولة نفذت مجهودًا جبارًا فى تسهيل مناخ الاستثمار الفترة الماضية، بداية من تفهم جميع قيادات الدولة التنفيذية وعلى رأسها رئيس الجمهورية بضرورة توفير مناخ جيد للاستثمار، وتحقيق إنجازات فى هذا الملف سواء على المستوى التشريعى بإصدار قانون الاستثمار الجديد أو البنية التحتية، مثل إنشاء شبكة ضخمة من الطرق حتى يمكن للمستثمر التحرك من مكان لآخر بسهولة، وهذه ميزة تنافسية ضخمة، إلا أنه لا بد ألا يواجه المستثمر أى عقبات بدايةً من وصوله فى المطار، لأن هذه بوابة لتكوين انطباع للمستثمرين، وكذلك فى إصدار التراخيص وإنهاء إجراءات الاستثمار.
هل عرض عليك الترشح للمجالس النيابية؟
نعم عرض على أكثر من مرة الترشح بأحد المجالس النيابية، ولكنى رفضت لأنى لن أعمل بالسياسة، لأن والدى نصحنى بالابتعاد عن العمل بالسياسة، وأنا اقتنعت بنصيحته وحرصت على تنفيذها، وأفضل أن أخدم البلد من مكانى.
تحل ذكرى مولد الرئيس الراحل محمد أنور السادات هذا الشهر، ماذا تعلمت منه؟
الرئيس الراحل كان لديه مُثل ومبادئ لا تتجزأ، فالعائلة بالنسبة له أمر مقدس، حيث كان يحرص على اصطحابى خلال زيارته لوالده فى منزله بكوبرى القبة دون حراسة وفور دخوله عليه كان يقبل يديه، وكنت أقلده على الفور، وكذلك كان الرئيس السادات متدينا جدا لأبعد ما يمكن أن تتخيلى، فهو لا يحب الكذب، كما كان دائمًا ما يردد أنه من أحلى الأشياء أن يكتسب الإنسان أصدقاء، ومن لا تستطيع أن تكسبه كصديق لا تخسره كعدو، وأنا أطبق نفس المبادئ.
ما رأيك فى قرارات الإصلاح الاقتصادى التى اتخذها الرئيس السادات ثم تراجع عنها؟
يا ريت لو كان المواطنون تقبلوا قرارات الإصلاح الاقتصادى وقتها، وتم تطبيقها لكانت مصر فى وضع مختلف تمامًا، وهذا رأى العديد من كبار الخبراء الاقتصاديين لأنى وقتها كنت صغيرًا، والوزير عبدالمنعم القيسونى الذى اقترحها على والدى كان عالما كبيرا فى مجاله.. وكان لازما تطبيقها فى الوقت الحالى لأنها دواء مر لا بد منه، ولو نفذناها خلال فترة الرئيس السادات لما كانت بهذه الصعوبة.
هل راضٍ عن فيلم أيام السادات الذى تناول قصة الرئيس الراحل؟
نعم راضٍ جدًا عن هذا الفيلم، وكنت «أتلخبط» عندما أشاهد أحمد زكى من شقتى فى الدور الثانى وهو يمثل فى جنينة منزلنا، لأن أحمد زكى كان يجيد إتقان الدور، كما أنه جلس معنا أكثر من مرة وعرف تفاصيل عديدة تم إدخالها فى السيناريو، منها أن والدتى حتى الآن لا تعرف الطبخ، وكذلك المواقف الكوميدية فى الفيلم.. وأحمد زكى كان لديه ملكة أن يعيش الشخصية، ويجيد إتقان الدور، ولكنه بالغ فى تقليد حركات والدى خلال خطابه الأخير، وكنت أفضل أن يتم الاستعانة بالمادة الفيلمية الحقيقية.