قارئ الملوك والرؤساء.. 42 عاما على رحيل الشيخ مصطفى إسماعيل.. الملك فاروق عينه قارئًا للقصر الملكى.. حصل على وسام الاستحقاق من "عبدالناصر".. أم كلثوم قالت له: "بنبسط لما اسمعك".. و"السادات" كان يقلد ص

42 عاما على رحيل قارئ الملوك والرؤساء ومازال ميراثه من التلاوات القرآنية النادرة والتسجيلات الخارجية في مصر والعالم العربى، يستمتع بها "السميعة"، إنه الشيخ مصطفى إسماعيل، الذى تحل ذكرى رحيله اليوم، حيث توفى في مثل هذا اليوم عام عام 1978. ولد الشيخ مصطفى محمد المرسى إسماعيل، المعروف بـ "قارئ الملوك والرؤساء"، فى قرية ميت غزال التابعة لمركز السنطة، بمحافظة الغربية، فى 7 يونيو من عام 1905، وحفظ القرآن الكريم فى كتاب القرية ولم يتجاوز عمره بعد الثانية عشرة. ألحقه والده بعد ذلك بالمعهد الأحمدى فى طنطا ليتم دراسة القراءات وأحكام التلاوة، وأتم تلاوة وتجويد القرآن وراجعه حينما بلغ من العمر 16 عامًا على يد الشيخ إدريس فاخر، وخلال هذه الفترة عٌرف عنه عذوبة صوته، وقوة أدائه، والنفس الطويل فى القراءة التجويدية، فكان صاحب مدرسة جديدة فى أسلوب التلاوة والتجويد، والمقامات. فى حوار سابق لـ "انفراد"، أكد علاء حسنى، حفيد الشيخ مصطفى اسماعيل لابنته، أن جده احترف تلاوة القرآن الكريم فى عام 1925 حيث ذهب إلى القاهرة واشترك فى رابطة القراء، وكانت تحيي ليلة مولد النبى صلى الله عليه وسلم فى الحسين، فدعوه فقرأ نصف ساعة، وكان فيها ناظر الخاصة الملكية مراد محسن باشا، فأرسل لمدير الغربية يطلبه، وذهب له إلى السرايا، فطلب منه أن يحضر إلى مصر فى ذكرى الملك فؤاد 28 أبريل، ووقع معه عقدا وحضر الليلة، وكان شاه إيران فى الليلة، ومن هنا توالت الحفلات الملكية التى أحياها الشيخ مصطفى إسماعيل، بعد فرمان من الملك فاروق بتعيينه قارئًا للقصر الملكى، على الرغم من أنه لم يكن اعتمد بالإذاعة، التى التحق بها بعد ذلك، واستمر هكذا 9 سنوات من 1944 لـ 1952. وحول براعة الشيخ مصطفى اسماعيل فى استخدام طبقات صوته بطرق مختلفة، قال حفيده علاء حسنى: "إنه لا يوجد مقرئ من المقرئين القدامى أو الحاليين يستطيع استخدام صوته ليبين معانى القرآن سوى مصطفى اسماعيل، فكل المقرئين سخروا القرآن لصوتهم إلا الشيخ مصطفى اسماعيل سخر صوته للقرآن الكريم، وأى مقرئ محدود فى مقامات موسيقية محددة ويقرأ فى حدود حنجرته وهو نوع من الذكاء، وهو لا يمنع أن أصواتهم كانت مميزة، لكن جدى سخر صوته للقرآن، فقد كان يتعامل مع حنجرته كعضلة من عضلات جسمه فيعرف كل تفاصيلها، وكيف ومتى يستخدمها، مضيفًا أن الموسيقيين وعلماء القراءات والتفسير والأحكام الذين تكلموا عن الشيخ وصوته، أكدوا جميعا أنه من الناحية المقامية والحنجرية مبدع من الدرجة الأولى، وأدى بجميع المقامات المتاحة بالكامل، وكلها هبة من عند الله لأنه لم يدرس هذه المقامات، وأنا بقولى هذا لم أتحيز لجدى لكن هذا تاريخ ومتخصصون شهدوا بذلك، أنا مجرد عاشق للشيخ أولا لأنه جدى وثانيا كونى سميع ومقرئ". وعن علاقة الشيخ مصطفى إسماعيل، مع الفنانين والملحنين، ذكر الشيخ فى حوار له مع التليفزيون المصرى، أنه كان على علاقة وطيدة بكوكب الشرق أم كلثوم، وقال عن تلك العلاقة :"كانت الست لما تشوفنى تقولى يا شيخنا تعالى أنا بنبسط لما بسمعك.. وسألتنى مرة أنت تعلمت موسيقى قولتلها أبدًا أنا عمرى ما مسكت عود ولا غيره، القراءة من عند ربنا، قالت ونعم بالله". كما أنه كان على علاقة جيدة مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، والمحلن رياض السنباطى، حيث أكد الشيخ مصطفى اسماعيل على هذه العلاقة فى لقاؤه التليفزيونى مع الإعلامى طارق حبيب قائلاً:"بعض الملحنين زى عبد الوهاب ورياض السنباطى دائما ما يقولون إننا نستلهم منك ومن القرآن الكريم، وكنت مرة مع رياض السنباطى وكان يلحن أغنية يا ظالمنى وكنت لديه قال أنا أخذ منك وأضع فى المزيكا" . كان الرئيس الراحل محمد أنور السادات من المعجبين بصوت الشيخ مصطفى اسماعيل، حتى أنه كان يقلد طريقته فى التلاوة عندما كان السادات مسجونًا، وبعد أن أصبح رئيسًا اختاره ضمن الوفد الرسمى أثناء زيارته للقدس، والتى كان زارها قبل ذلك فى عام 1960، وقرأ القرآن الكريم بالمسجد الأقصى فى إحدى ليالى الإسراء والمعراج. قرأ الشيخ مصطفى إسماعيل فى العديد من الدول العربية والإسلامية، وأيضا فى بعض المدن الأوروبية، حيث زار 25 دولة عربية وإسلامية، كما سافر إلى جزيرة سيلان، وماليزيا، وتنزانيا، وزار أيضا ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وتوفى فى مثل هذا اليوم 26 ديسمبر عام 1978، عن عمر يناهز 73 عامًا، تاركًا بصوته القرآن الكريم كاملاً مرتلاً، و1300 تلاوة لا تزال إذاعات القرآن الكريم تصدح بها إلى الآن. حصل الشيخ مصطفى اسماعيل على وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال احتفالية عيد العلم فى 19 ديسمبر 1965، وكانت المرة الأولى التى يمنح فيها الرئيس وسامًا لأحد المقرئين بمناسبة هذا العيد، كما منحه الرئيس الأسبق حسنى مبارك وسام الامتياز عام 1985، ومنح وسام الأرز من رئيس وزراء لبنان تقى الدين الصلح عام 1958، ووسام الفنون عام 1965، ووسام الاستحقاق من سوريا، كما حصل على أعلى وسام من ماليزيا، ووسام الفنون من تنزانيا عام 1978، وأهداه الرئيس التركى السابق فخرى كورتورك، مصحفًا شريفًا مكتوبًا بماء الذهب.




















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;