أحبطت الأجهزة الأمنية الكويتية، عملا إرهابيا كبيرا، كان يستهدف هز المجتمع الكويتى قبل أعياد عيد الميلاد، بتفجيرات في أماكن مختلفة، حيث كشف التحقيقات في القضية المعروفة بـ"أحداث داعش"، توصل الأجهزة الأمنية إلى هوية الداعشى، الذى تواصل مع المتهم الرئيسى فى القضية «ابن نائب سابق»، وتبين أنه استعمل حيلاً ليقنعه بالانضمام للتنظيم الإرهابى.
ووفقا لصحيفة سبق الإلكترونية الكويتية، فإن الداعشي، الذي تولى هذه المهمة عراقي الجنسية، ومن أخطر عناصر التنظيم في العراق، وهو مطلوب للسلطات الأمنية العراقية، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية زودت نظيرتها العراقية ببياناته وصوره، إضافة إلى تسجيلات صوتية له، عثر عليها رجال الأمن في الأجهزة الإلكترونية المضبوطة مع المتهم الرئيسي.
وكشفت التحقيقات أن الداعشي العراقي تواصل مع المتهم الرئيسي (16 سنة) على مدى شهرين متتاليين، واستدرجه خطوة بخطوة حتى أقنعه، وأحكم سيطرته العقلية والفكرية عليه، وأبلغه بأن قيادات التنظيم ستمده بكل ما يحتاجه من أموال، ليتمكن من تنفيذ أول أعماله التفجيرية داخل الكويت، ومن ثم سينتظر الوقت المحدد لدخول العراق للانضمام إلى عناصر التنظيم هناك. وأظهرت التحقيقات، أن الداعشي العراقي وعقب تأكده من ولاء المتهم الرئيسي له، طلب منه رسم علم داعش على كيس قمامة وتعليقه في غرفته، كما طالبه بشراء كميات كبيرة من الذخيرة على أن يرسل له مبلغاً مالياً عن طريق أحد محال الصرافة.
وكشفت المراسلات التي عثر عليها رجال الأمن في أجهزة المتهم أن الداعشي طالبه بتجنيد أصدقائه المقربين منه، لتكوين خلية في الكويت، تتولى تنفيذ عمليات تفجيرية، على أن يكون هو قائدها، والمحرك الرئيسي لهم.
وكانت «الداخلية» قد أصدرت بياناً أمس أكدت فيه ما انفردت القبس بنشره عن ضبط عدد من الأحداث الذين يتواصلون مع «داعش» ويحملون الفكر المتطرف، وعثر بحوزتهم على أسلحة وذخائر كانوا ينوون استخدامها في تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف دور عبادة ومجمعات تجارية.
من جهة أخرى، كشفت التحقيقات مع الأحداث الذين غرّر بهم تنظيم «داعش» الإرهابي، وجنّدهم، لاستهداف دور عبادة ومجمعات تجارية ومنشآت أخرى، أن أول هدفٍ طالبَ التنظيمُ الأحداثَ بمهاجمته كان ديوانية مخصصة لطائفة البهرة، تعد معبداً لهم، في منطقة العارضية بمحافظة الفروانية، على أن يتم استهدافها بواسطة الأسلحة النارية، التي ضُبطت بحوزة الأحداث المتهمين، وعددها 3 من طراز «كلاشنيكوف».
وفيما يتعلق بآلية التواصل بين أفراد المجموعة لتنسيق خطوات الهجمات، اعترف أحد الأحداث الذي يبلغ (16 عاماً)، والذي يقطن في منطقة الفردوس، بأنه تواصل مع أعضاء التنظيم عن طريق صديقه، ابن النائب السابق، مردفاً أنه أقنعه بالتواصل معهم عن طريق برامج في وسائل التواصل الاجتماعي.
ووفق الصحيفة، فإن أعضاء التنظيم الإرهابي تمكنوا من الوصول إلى المتهمين، وتجنيدهم والتغرير بهم عن طريق الألعاب الإلكترونية، ولم تتوقف اليقظة الأمنية عند هذه الواقعة، حيث شهدت بعض المجمعات التجارية الكبرى انتشاراً أمنياً مكثفاً لعناصر القوات الخاصة، فى خطوة وصفتها مصادر أمنية بأنها من باب تشديد الإجراءات للدرجة القصوى، وإحكام القبضة الأمنية على أماكن التجمعات، لمنع أي أعمال إرهابية.
ويعتبر نجاح الأجهزة الأمنية الكويتية فى منع هذه الهجمات إنجازاً مهماً، حال دون وقوع مخطط خطير، كان يهدف لزعزعة الأمن وتعكير الجو العام، معيداً إلى الأذهان الذكرى الأليمة لتفجير مسجد الإمام الصادق في حي الصوابر، الذي نفذه أحد عناصر «داعش» وأوقع ما لا يقل عن 27 متوفى.
وكان هجوم إرهابي آخر مشابهاً لتفجير مسجد الصادق وقع عام 1985، وشمل سلسلة تفجيرات طالت مقاهي شعبية وأوقعت عدداً من الضحايا.