بعد 10 أشهر من اختياره زعيمًا جديدًا لحركة طالبان، وقبل أن يحزم باراك أوباما حقائب رحيله من البيت الأبيض، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مقتل الملا أختر منصور، أمير الحركة.
وقالت الولايات المتحدة الأمريكية، إن طائرة بدون طيار استهدفت "منصور" وبعض القيادات بغارات جوية فى منطقة أحمد وال، الباكستانية قرب الحدود الأفغانية، مات على إثر الغارات بصحبة رجل قيادى أخر.
وعلى غرار موت الزعيم السابق للحركة الملا عمر، التزمت حركة طالبان الصمت، ولم تصدر أى بيانات رسمية حول مصير زعيمها حتى كتابة هذه السطور، لكن أمريكا أكدت مقتل أختر منصور ورفيقًا له فى الغارات التى شنتها طائرات بدون طيار ليلة السبت الماضى.
أقر مسؤولون عديدون فى الحركة بأن زعيمهم الملا أختر منصور قتل فى الغارة الأمريكية وأن الحركة تعقد اجتماعا لتعيين قائد جديد.
فيما نفت قيادات أخرى بالحركة الأنباء التى تردد عن مقتل زعيمهم، حيث أكد المتحدث باسم الجماعة أن الأخبار المتداولة عارية تمامًا عن الصحة.
وقال مسؤول بالحركة فى قناة "تليجرام"، إحدى التطبيقات بالهاتف الذكى "مقتل الملا منصور فى قصف بطائرة بدون طيار لا أساس له، إنه على قيد الحياة ولم يكن هناك أى غارة عليه".
وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، دون الكثير من المناصرين للحركة وبعض أعضائها، عن الأنباء التى أشارت بمقتل زعيمهم، حيث كتب أحدهم: " اللهم احفظ أمير المؤمنين الملا أختر منصور ولا تفجعنا برحيله" وكتب أخر:" أنباء عن استشهاد الملا اختر منصور زعيم طالبان!! قد بدأت أمريكا بالانسحاب من أفغانستان منذ حوالى سنة لكن ظهور بعض الدواعش أغراهم بالبقاء".
على الفور وأثناء زيارته لميانمار، تحدث وزير الخارجية الأمريكى عن إعلان البنتاجون مقتل "منصور" ، قائلًا: إن زعيم حركة طالبان الملا أختر منصور شكل هدفا للضربات الجوية الأمريكية لأنه كان يمثل "تهديدًا" للقوات الأمريكية والأفغانية وكذلك المدنيين الأفغان.
وأضاف "كيرى"، أن "منصور كان يشكل تهديدًا وشيكا للطاقم الأمريكى والمدنيين الأفغان والقوات الأمنية الأفغانية"، مشيرًا إلى إنه "كان أيضا يعارض مفاوضات السلام بشكل مباشر".
تأكيدًا لمقتل "منصور" نقلت وسائل إعلام غربية عن قائد بارز فى الحركة إقراره بمقتل زعيم طالبان، قائلًا: "إن منصور لقى حتفه فى الغارة التى وقعت فى وقت متأخر مساء الجمعة، مضيفا أن الهجوم وقع "فى المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان".
وكالة الأنباء الفرنسية نشرت، صورًا قالت عنها إنها لجثث مجهولة الهوية قتلوا فى غارات أمريكية بمنطقة أحمد وال، الباكستانية الواقعة على الحدود الأفغانية، كذلك رجح الرئيس الأفغانى التنفيذى عبد الله عبد الله، مقتل أختر منصور زعيم طالبان فى غارة جوية أمريكية.
الملا "أختر منصور" المقرب من الملا عمر والمعروف باعتداله عين خليفة له بعد أن كان قائدا للعمليات منذ سنين، كما تم تعيين مساعدين له هما "الملا هيبة الله أخوندزاده" الوجيه الدينى و"سراج الدين حقاني" الزعيم الشهير لشبكة حقانى والمعروف بقربه من تنظيم القاعدة ومن باكستان.
وإن صح مقتل "أختر منصور" فأن هناك أمور متوقعة، على ذلك هي: الأول هو نجاح وتعزيز فرص التفاوض مع الحكومة الأفغانية، الثانى انتهاء الحركة ونشوب الخلافات التى ينتظرها تنظيم داعش الإرهابى، الثالث هو "الانتقام" لمقتله و تشدد عملياتها الانتحارية ضد القوات الأفغانية والأمريكية المتواجدة على الأراضى هناك.
ويعد كل من نجل الملا "عمر يعقوب" ونائبيه "إخوان زاد" و "سراج الدين حقانى" هو الأقرب لخليفة زعيم حركة طالبان الأفغانية أختر منصور، إن صح مقتله.
أختر منصور ولد فى أفغانستان عام 1963، وينتمى إلى قبيلة دورانى التابعة لعائلة من عرقية البشتون، شغل منصب حاكم طالبان فى قندهار حتى مايو 2007، وشغل منصب نائب زعيم طالبان حتى يوليو 2015، اعتقل فى باكستان وأعيد عام 2006، وشغل رئاسة الشؤون العسكرية فى طالبان حتى عام 2010.
نصبه الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان السابق، نائًبا لنفسه فى عام 2010 وتولى الملا منصور منصب النائب وقام بقيادة طالبان بالنيابة بشكل فعلى لمدة خمس سنوات، وبعد إعلان وفاة الملا عمر، اجتمع أعضاء شورى أهل الحل والعقد فى طالبان والمشايخ والعلماء الأفغان وبايعوا الملا منصور، أميًرا جديًدا لطالبان.
تولى منصور عدة مناصب ومسؤوليات قبل وبعد سقوط نظام طالبان الذى حكم أفغانستان خلال الفترة الممتدة بين 1996-2001.
وشغل الملا منصور خلال هذه الفترة منصب مدير الخطوط الجوية الأفغانية، وعين فى وقت لاحق وزيراً للطيران المدنى إلى جانب مسؤولية إضافية فى مجال النقل وسلاح الجو.