النائب محمد حلاوة عضو مجلس الشيوخ فى ندوة انفراد: الرئيس السيسى زعيم عظيم أنقذ مصر فى وقت صعب.. البرلمان تكليف وخدمة للقليوبية مش وجاهة.. والإخوان أساس الإرهاب منذ حسن البنا والشيطان سيد قطب (فيديو)

- كل الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة الإخوان وبرلمان الجماعة كان إرهابيا وسنة حكمها الأسوأ فى تاريخ مصر مع رئيس إرهابى وحكومة عميلة - أشكر القوات المسلحة والأجهزة الأمنية على جهودهم لتثبيت الدولة وسيذكر التاريخ أننا حاربنا الإرهاب نيابة عن العالم - ثورة 30 يونيو أهم أيام مصر فى العصر الحديث.. والرئيس السيسى بطل تحمل المسؤولية بشجاعة وأنقذ الوطن من مخالب الخونة - أوروبا عانت طويلا بسبب وجود تيارات متطرفة على أراضيها.. وتدفع ثمن دعمها للإرهابيين من أمنها واستقرار وسلامة مواطنيها - أحب ريهام حجاج جدا وبيننا تفاهم كبير وهى فنانة مميزة ومثقفة تركت بصمة فنية واضحة كما أنها زوجة ممتازة وتساندنى فى كل أعمالى - انبهرت بما شاهدته فى "انفراد" وأشكر المؤسَّسة والشركة المتحدة بقيادة تامر مرسى على ما أحدثوه من تطوّر ودورهم فى ترسيخ ريادة مصر فنيا وإعلاميا هادئ الشخصية؛ لكنه صاخب النجاح، لا تفارق الابتسامة وجهه، ولا يتخلّى عن صوته الوقور. محمد حلاوة؛ اسم بارز فى عالم الاقتصاد، ومؤخراً أصبح واحداً من الأسماء فى بيت التشريع، مع فوزه بعضوية مجلس الشيوخ عن "القائمة الوطنية من أجل مصر" وحزب مستقبل وطن، وحضوره الواضح فى التعليق والاشتباك مع عدد من الملفات، ومساندته للدولة وأجهزتها فى المعركة المفتوحة مع الإرهاب، ومتابعته الدؤوب لجهود البناء والتنمية وما أنجزته القيادة السياسية خلال السنوات الأخيرة، من موقعه كمواطن أولاً، ثم كاقتصادى ونائب وشخصية عامة. فضلاً عن واحدة من أنجح العلاقات الاجتماعية فى عالم المشاهير والشخصيات العامة، كان ضيفنا فى تلك الندوة... ** فى البداية.. لماذا يفكر مستثمر ناجح مثل محمد حلاوة فى دخول البرلمان؟ قبل الإجابة؛ أود أن أؤكد أننى انبهرت بما شاهدت فى أروقة انفراد، وحجم التطور والجدية والعمل المنظم والاحترافى، وأشكر الكاتب الكبير خالد صلاح على جهوده العظيمة فى صناعة وتطوير المحتوى الإعلامى، وأبارك له وللمؤسسة على جائزة الصحافة الذكية من دولة الإمارات، كما أشيد بدور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ومجموعة إعلام المصريين بقيادة تامر مرسى، فقد نجحت خلال سنوات قليلة فى إحداث طفرة مبهرة فى العمل الإعلامى، وفى شكل ونوعية المحتوى والريادة المصرية إخباريا وسياسيا وثقافيا، وهو أمر بالغ الأهمية فى إطار رؤية الدولة التنموية وسياسة الرئيس السيسى المهتمة ببناء الإنسان المصرى. أما عن السؤال فقد ورثت السياسة من والدى المهندس نبيل حلاوة رحمه الله، كما كنت مُهتما بالشأن العام منذ صغرى، والحقيقة أن الانشغال بالعمل العام التزام على كل الناس، واهتمام دائم لدى المستثمرين، وأنا أحد المهتمين بالطبع، فضلا عن أننى لم أكن يوما بعيدا عن الحالة السياسية أو متابعة منظومة الإدارة والتشريع، لكن سبب اختيارى للتوقيت الحالى بالتحديد نابع من إحساسى بالمسؤولية، ورؤيتى للحالة العامة التى باتت أكثر نشاطا وإنجازا، ورغبتى فى خدمة مصر عامة وأهلى فى القليوبية على وجه خاص. فقد استشعرت أننا فى المرحلة الأنسب للمشاركة والعمل الجاد من أجل مصر، لهذا اخترت مجلس الشيوخ تحديدا؛ لأنه سيكون بيت الخبرة التشريعية وعقل مصر فيما يخص الفكر والتخصص والدراسة العميقة، وواقع الحال أن عضوية البرلمان مسؤولية وتكليف وليست تشريفا أو وجاهة، على الأقل فى الوقت الراهن بعدما أصبحت الدولة أكثر جدية وصرامة وعملا من أجل البناء والتنمية، بعيدا عن حسابات السياسة والتحزب والمجاملات، وغير ذلك من أمور شابت الممارسة السياسية خلال مراحل تاريخية سابقة. ** ما تقييمك للتجارب البرلمانية المصرية بالسنوات الأخيرة وتحديدا بعد 2011؟ لم نشهد تجربة مشوهة ومليئة بالتناقضات كما حدث فى برلمان 2011. كانت التجربة ضعيفة وغير مؤسسية، وقدم أطرافها أداء معيبا على كل المستويات. كان مجلسا الشعب والشورى تحت سيطرة جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها نموذجا بالغ السوء للقبلية والتحزب والانغلاق والتطرف، بوضوح كان برلمانا مليئا بالإرهابيين والمجرمين، لكن تفككت تلك الحالة لاحقا بعد ثورة 30 يونيو، ورأينا فى السنوات الخمس الماضية مجلس نواب مستقرا وهادئا ومتوازنا، وتحسن المشهد كثيرا خلال الانتخابات الأخيرة، نحن نعيش الآن مناخا ديمقراطيا بأعلى قدر من التنوع، مع تراجع فكرة الأغلبية وهيمنة الحزب الواحد، وارتفاع تمثيل المستقلين والنساء والشباب بمستويات قياسية، واكتمال الهيكل التشريعى باستعادة مجلس الشيوخ وصياغة دوره ليكون بيت خبرة حقيقيا، ما يُبشر بمسار ناضج ومكتمل بصورة لم تعهدها مصر. ** لديكم موقف قوى وواضح من الإخوان، هل هناك سبب معين وراء ذلك؟ أمور الشأن العام تخضع لاعتبارات وطنية عامة، وأى مصرى حقيقى لا يحتاج أكثر من متابعة مواقف الإخوان حتى يكره الجماعة. أنا أكره التنظيم الإرهابى وأمقت أفكاره وتصرفاته، وأقف بكل قوة إلى جانب الدولة فى مواجهتها مع إرهاب الإخوان، وأدعم جهود القيادة والمؤسسات للتخلص من ميراثهم. باختصار لدىّ موقف وطنى يدفعنى دائما باتجاه كره الإخوان وانتقاد إجرامهم، خاصة أن ممارسات التنظيم الإرهابية وخيانته مستمرة بدون توقف. فالإخوان أسوأ فصيل عرفته مصر، وهم يتبنون الفكر الإرهابى منذ أيام حسن البنا ثم شيطان الجماعة سيد قطب، كما كانت الجماعة العباءة التى خرجت منها كل التيارات والأفكار الإرهابية، ورغم أنها تحاول تسويق نفسها الآن بزعم أنها ممثل الإسلام الوسطى؛ فإنها فى الواقع منبع التطرف وسبب الإرهاب وصراع الحضارات حول العالم، ولم تسلم منها مصر طوال تاريخها، فلم يأمن من غدرها الملك فاروق قبل ثورة يوليو، ولم يأمن منها جمال عبد الناصر ولا أنور السادات ولا مبارك، ولم نأمن جميعا من هذا الغدر منذ 2011 حتى الآن. ** ما أخطر جرائم الجماعة الإرهابية من وجهة نظركم؟ سجل الإخوان الإجرامى أكبر من أن نُحصيه، فهى جماعة إرهابية لا شرف لها، ومنذ تأسيسها على يد حسن البنا قبل أكثر من 90 سنة كانت خنجرا فى ظهر مصر، ولعبت كل الأدوار السيئة التى يمكن أن يلعبها أو يفكر فيها أعداء الدولة. على مدار تاريخ التنظيم يُمكن رصد مئات الجرائم، اغتيالات وتفجيرات وخيانة وعمالة وتمويلات وأجندات خارجية، لكن أخطرها كانت خلال سنة حكمهم السوداء، فقد سعوا إلى إضعاف الدولة وتفكيك المؤسسات وزرع الفتنة والانشقاق بين مكونات المجتمع، والأكثر فداحة أنهم سعوا إلى غسل أيدى الإرهاب وإسباغ الشرعية عليه، فأخرجوا المجرمين والقتلة من السجون ووضعوهم فى مقدمة صفوف الحكم. مشهد الاحتفال بذكرى انتصارات أكتوبر فى العام 2012 جريمة وجُرح تاريخى لن ننساه للإخوان، وقتما أحضروا قتلة الزعيم السادات ليحتفلوا بانتصاره، وهو الموقف الذى كان صادما لكنه كشف حقيقتهم. الإخوان بدون شك جماعة خائنة، ومرسى كان جاسوسا وإرهابيا، والحمد لله أننا تخلصنا من هؤلاء الخونة المجرمين. ** فى ضوء ذلك.. كيف تقيم ثورة 30 يونيو على صعيد التوقيت والأثر؟ ثورة 30 يونيو أهم أيام مصر فى العصر الحديث، ليس فقط لأنها خلصتنا من الإخوان وإرهابهم، ولكن لأنها أفسدت مُخططات داخلية وخارجية استهدفت شق الصف وتفكيك الجبهة الوطنية، وأبرزت قوة الدولة ومعدن رجالها وجنودها الشرفاء. كان المشهد الشعبى فى كل شوارع مصر مدهشا ومُلهما ومثيرا للفخر، وانحياز القوات المسلحة للإرادة الشعبية عظيما ومُجسداً لصلابة ووطنية مؤسسات الدولة، والأهم أن هذا الحدث التاريخى أخرج لنا قيادة وطنية مُخلصة مثل الرئيس عبد الفتاح السيسى، البطل الذى تحمل المسؤولية بنُبل وشرف وشجاعة، ووضع روحه على كفّه انتصارا لمصر وإرادة المصريين، وتطهيرا لتراب هذا الوطن الشريف من أعدائه بعدما اختطفوا السلطة بالخداع والكذب وتزييف الوعى فى غفلة من الزمن. ** كيف ترى أداء الدولة المصرية وعلاقاتها الخارجية بعد 7 سنوات من 30 يونيو؟ عبرنا المنعطف الخطر. يُمكن أن أُلخص مشهد العلاقات المصرية وسياساتنا الدبلوماسية بتلك الجملة، قبل يناير كُنا بلداً مُستقراً باستقلال نسبى، نتراجع أحيانا ونخضع للابتزاز أحيانا، بعد يناير تحولنا إلى بلد مرتبك وغير مُستقر، وكنا على مقربة من منعطف "الدولة الفاشلة"، بعدما ضعفت المؤسسات وسادت الفوضى ونجح الإرهابيون فى اختطاف السلطة، وهنا لعبت ثورة 30 يونيو دورا تصحيحا مهما، وكانت الخطوة الأولى باتجاه استعادة الدولة، صحيح أننا عانينا بعدها عدة سنوات بسبب المؤامرات ومواقف بعض الدول الداعمة للإخوان، لكن الدولة كانت أكثر مرونة وذكاء ونشاطا فى الحركة والتعامل وترميم العلاقات، ونجحت سريعا فى استعادة مكانتها الإقليمية والدولية، وتنشيط عضويتها فى الاتحاد الأفريقى ثم رئاسته، ودخول مجلس الأمن، والحضور البارز بالأمم المتحدة، وتعزيز التعاون مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين وعدد من دول أوروبا، والآن لدينا مكانة دولية مستقرة، وعلاقات متوازنة، ودبلوماسية نشطة وفعالة، وكل ذلك بفضل 30 يونيو وقادتها، وسياسة الرئيس السيسى المنطلقة من الندية والشراكة والدعوة الدائمة للاستقرار والتعاون وصيانة السلم والأمن ومصالح كل الأطراف. ** وماذا عن بعض المواقف الخارجية المنحازة ضد مصر؟ أغلب المواقف المنحازة حاليا من رواسب سوء الفهم، أو نجاح الإخوان والجماعات الإرهابية فى اختراق بعض الدول من خلال مجموعاتها والجمعيات التابعة لها. لا يمكن القول إن أوروبا مثلا منحازة للإخوان، لكنها مُتورطة فى رؤية التنظيم بفعل "اللوبى" التابع للجماعة والإلحاح الإعلامى مدفوع الأجر، وهو الأمر الذى تدعمه ممارسات مشبوهة من دول بعينها تستضيف قادة الإخوان وإعلامهم وتمول هذا الإعلام وأنشطة الجماعة، وللأسف فإن كثيرا من المنظمات ووسائل الإعلام الغربية متورطة فى اللعبة عبر علاقات مشبوهة وتمويلات غير شفافة، وأنا أحذر كل تلك الأطراف من أنهم سيدفعون ثمن هذا التحالف المشبوه، لأنهم سيكونون أول ضحايا الإرهاب، لكن حتى لا نجلد أنفسنا فالحقيقة أن صورتنا بالخارج عظيمة رغم تلك المحاولات، ولدينا إعلام قوى وقادر على المجابهة وتوضيح الحقائق، كما أننا صححنا أوضاعا كثيرة لم تكن منضبطة ولدينا علاقات قوية ومتوازنة وقائمة على المصالح المشتركة مع كل الأطراف بالمنطقة والعالم. ** كيف ترى حديث البرلمان الأوروبى وبعض المنظمات عن حالة حقوق الإنسان؟ ما سبق ينطبق على موقف البرلمان الأوروبى، فرغم أنه مؤسسة قارية مُعتبرة إلا أنه فى النهاية حصيلة التقاء أفراد، بعضهم مرتبط بعلاقات مباشرة مع جماعات أصولية، أو مستفيد ماليا من تعاون أو شراكة أو دعم سياسى، كما أنه خاضع لسيطرة وسائل إعلام مُوجهة. المحصلة أن مثل هذا الحديث ورقة ضغط مصنوعة ومُسيسة مائة بالمائة، قوامها وغرضها الأساسى مساندة التيارات الدينية والأصوليات المتطرفة فى المنطقة، وفى حالتنا فإنه محاولة لابتزاز الدولة المصرية، ومصر تعى هذا جيدا، وقادرة على التصدى لتلك المحاولات كما تصدت للإرهاب نفسه، ولن ترضخ للابتزاز أو تسمح بتمرير هذا الدعم المبطن للتطرف والمتطرفين، لا سيما فى ظل طفرة حقيقية فى حالة حقوق الإنسان، وانحياز رئاسى للرؤية الحقوقية الشاملة، بوضع الصحة والتعليم وجودة المعيشة على رأس الأولويات، دون قصر الأمر على المفهوم الضيق لدى بعض الأطراف الساعية لتمرير التمويلات والسماح بالأنشطة المشبوهة والمهددة للأمن والاستقرار. ** لديك علاقات اقتصادية قوية مع الأوروبيين، كيف ترى مواقفهم تجاه مصر؟ أوروبا عانت طويلا بسبب وجود كثير من الإرهابيين على أرضها. هم لديهم ميراث طويل من القيم والأفكار الإنسانية فعلا، لكن هذا الميراث بات مهددا الآن تحت وطأة التغلغل والسيطرة الأصولية، الآن تتحدث فرنسا عن خطورة الإرهاب، وتواجه ألمانيا ملايين المهاجرين المتطرفين، وتشهد دول أخرى عمليات إرهابية منتظمة ووقائع طعن ودهس. أوروبا تدفع ثمن دعمها للإرهابيين من أمنها واستقرار وسلامة مواطنيها، وشخصيا لا أشك فى الدول الوطنية، وهو ما تؤكده قوة العلاقات الرسمية، لكن المشكلة فى المجتمع المدنى والمؤسسات الحقوقية ووسائل الإعلام، وأتصور أن تلك النوعية من المؤسسات تورط بلدانها وتضعها فى أزمة حقيقية، وهى سبب مباشر لمحنة الإرهاب والدم التى تعيشها أوروبا، ومُدانة بنفس درجة إدانة الإرهابيين أنفسهم، لهذا أدعو الشعوب والحكومات فى تلك الدول إلى التدخل الجاد وأخذ مواقف صارمة تجاه من يهددون أمن أوروبا والعالم. ** هل كانت مواقف الغرب تجاه اليمين الدينى والجماعات الأصولية خاطئة؟ بدون شك، كانت أغلب مواقفهم فى غاية الخطأ، لقد احتضنوا جمرة النار ووضعوها فى فراشهم، والغريب أنهم اندهشوا حينما احترقت أجسادهم! صحيح أن مؤسسات الدول بعيدة عن ذلك، لكنها مسؤولة عن السماح بوجود تلك التيارات، وتعميق علاقاتها مع المجتمع المدنى والمنظمات الحقوقية، واستفادتها من تمويلات وتدفقات مالية ضخمة من بعض الأطراف. يجب أن تتحرك الدول الوطنية وأن تأخذ موقفا جادا لحماية أمنها والحفاظ على قيمها وموروثها الحضارى، فالمؤكد أن الدفاع عن مُجرمين أو مُدانين فى جرائم جنائية أمر لا يدعو للفخر، ومن جانبنا لن نسمح بذلك أو نرضخ له، والخاسر الوحيد هى الدول الصامتة على تلويث سُمعتها والسقوط فى مستنقع دعم الإرهاب. أوروبا لن تقبل بأن يكون المجرمون طلقاء وأحرارا فى تنفيذ جرائمهم حتى تطلب ذلك من الآخرين. ** هل لعب الإعلام دورا فى صناعة تلك الحالة المنحازة ضد مصر؟ ألاعيب الإخوان انطلت على بعض وسائل الإعلام العالمية، خاصة فى ظل دعم غير محدود من دول معروفة، ما تسبّب فى شيوع أفكار وتصوّرات غير حقيقية أو مطابقة للواقع، تأثرت بها بعض المؤسسات وبنت عليها مواقف وانحيازات، ترى أنها تنسجم مع قيمها، لكنها فى الحقيقة تتصادم مع الاعتبارات الإنسانية والسياسية والقانونية العاقلة والناضجة. كما تتجاهل حقيقة الدور المصرى الفاعل فى منظومة الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم. مصر تحملت مسؤولية إنسانية وحضارية تاريخية فى وقت صعب، وعلى العالم الإنصات لرسائلها وتحذيراتها، لا سيما أنها دفعت من اقتصادها ومصالحها ودماء جنودها ومواطنيها فاتورة باهظة لإحباط خطط الإرهاب، ولم تبتز العالم بالملفات الساخنة أو ورقة الهجرة غير الشرعية، ولم تُطلق منصات إعلامية مهددة للقيم الإنسانية كما فعلت بعض الأنظمة، ولم تتدخل فى شؤون الآخرين كما يحاول الإعلام والمنظمات الحليفة للمتطرفين بغرض توريط أوروبا فى مواقف تهدد مصالحها أولا وقبل غيرها. ** ترى أن المؤامرات ضخمة ومتصلة، فكيف نجت مصر من كل هذا الاستهداف؟ الفضل أولا لوعى المصريين والتفافهم حول الدولة، كما يؤكد الرئيس السيسى فى كل مناسبة، ثم للمؤسسات الصلبة والقيادة الرشيدة. ثورة 30 يونيو كانت بداية النجاة، ثم الجهود المخلصة للبناء والتنمية وتثبيت الدولة وإعادة إطلاق قدراتها الحقيقية. لا يوجد دولة بالعالم واجهت حروبا ممنهجة ومؤامرات لا تتوقف كما حدث معنا، فالاستهداف لا يتوقف على الإخوان أو الجماعات الإرهابية، وإنما يأتى من دول وحكومات مثيرة للاضطراب والفوضى، بأموال ضخمة وقنوات رسمية ومنصات تابعة للإخوان وحملات مدفوعة فى وسائل إعلام غربية، وكلها محاولات استهداف لبلد ناجح ومستقر مثل مصر، ولعبة للهروب من أزمات تلك الدول ومشكلاتها الداخلية، عبر تصدير التوتر للخارج، وابتزاز العالم بورقة الإرهاب واللاجئين، والسعى للانتقام من الدولة المصرية وشعبها بعدما أفسدنا مخطط الإرهابيين والطامعين فى بسط نفوذهم على المنطقة، وإحياء أوهام الماضى التى لم يعد لها مكان فى العصر الحديث، ورغم إنكارهم لكل ذلك فإن الحقائق واضحة. هم يُركزون على مصر لأنها عقبة حقيقية فى طريقهم، ولأنها الأهم، ولأن بعض المحسوبين عليها أو المنتسبين لها كذبا مثل الإخوان خونة وعملاء، يخدمون أجندات خارجية سوداء، لكن أمام صلابة الجبهة الداخلية لن تنجح تلك المؤامرات، وسننجو دائما كما نجونا فى ظروف وفترات أصعب. ** من موقعك الاقصادى، كيف تُقيِّم أداء الدولة والرئيس فى ملفات التنمية؟ مصر سجلت قصة نجاح اقتصادى ومالى عظيمة تحت قيادة السيسى، فالرئيس لا يبحث عن الشعبية بقدر ما يهتم بالحلول الجذرية وبناء الدولة وتغليب المصلحة العامة، وأهم ما حدث خلال السنوات الأخيرة هو استعادة الثقة فى الدولة وقدرة المؤسسات والأفراد. الآن يستشعر كل فرد أننا قادرون فعلا، ويرى بعينيه مشهدا مدهشا للعمل والإنجاز فى كل الملفات، أصبحنا نستيقظ يوميا على مشروع أو طريق أو مدينة أو مبادرة جديدة. انتهينا من برنامج إصلاح هو الأضخم والأهم، وننفذ 14 من مدن الجيل الرابع، إضافة إلى مئات المشروعات السكنية ومبادرات الرعاية الصحية، ما صاغ ملامح منظومة إصلاحية وتنموية مُتكاملة، ومن موقعى الاقتصادى أرى أن تلك الجهود أفادت الاستثمار، لأنها رفعت كفاءة السوق وجاذبيتها وانعكست على معيشة المواطنين؛ فزادت القدرات الشرائية والطلب، ونشطت الصناعة والتجارة وخلق مزيد من الفرص والوظائف. ** هل ترى فارقا كبيرا بين الإدارة الاقتصادية الراهنة وما كنا عليه قبل 2011؟ أنا لا أرى، مصر كلها ترى (مبتسماً). هناك فوارق عديدة وليس فارقا واحدا، فيما مضى كانت الأمور روتينية بطيئة، لكن القيادة السياسية أضفت على الدولة حيوية وكفاءة، ما جعل معدلات الإنجاز وجنى الثمار أسرع. مشاكلنا القديمة لم تعد قائمة، فالدولة تورطت طوال عقود فى المسكنات والحلول قصيرة الأجل، والآن نعيش عصر الحلول الجذرية. الرئيس السيسى تصدى بشجاعة لكل الأزمات الموروثة، وتحمل عبء إصلاح الأوضاع وصياغة منظومة جديدة قادرة على التجاوب مع العصر وتطلعات المصريين، وهو ما يضعه على رأس قائمة الملهمين وصناع الفروق الضخمة، وبدون مبالغة فإن الرئيس أهم بنّاء وطنى منذ عصر محمد على قبل أكثر من قرنين، وما أنجزه من بنية تحتية ومشروعات قومية ومرتكزات تنمية وقواعد صناعية وزراعية ومنشآت طاقة ومرافق وخدمات يكفى لحمل الدولة ودفع التنمية 100 سنة مقبلة. ** هل تعتقد أننا وصلنا إلى ما يجب أن نكون عليه اقتصاديا؟ وصلنا إلى ما لم نكن نحلم به، لكن ما يزال أمامنا طريق طويل لنصل إلى ما يليق بنا. الرئيس يحمل أحلاما وطموحات كبيرة لمصر، ويؤكد فى كل مناسبة أن لديه الكثير لينجزه، ورغم التحديات والأزمات الموروثة لدينا إمكانات وقدرات عظيمة بما يكفى لإطلاق الطاقات وتعويض فترات الركود والبطء. بفضل القيادة الرشيدة باتت الدولة أقدر على اكتشاف نفسها، ورسم الطريق المناسب لإنجاز ما يتعين عليها إنجازه، وما فعلناه فى السنوات الست الماضية معجزة حقيقية، ليس لأننا أصلحنا العطب وأطلقنا آلاف المشروعات ورفعنا جودة الحياة لملايين المصريين، ولكن لأننا امتلكنا الطريق والطاقة وخطة السير، وبات بإمكاننا اختصار المراحل والمحطات، ومُضاعفة الإنجازات الحالية خلال فترات أقصر، بفضل الرؤية الشاملة والقدرات المُتكاملة وطاقة العمل والإنجاز التى باتت مُعتقدا لدى كل فرد ومؤسسة. ** ما أهم مؤشرات النجاح الاقتصادى والتنموى من وجهة نظركم؟ أهم المؤشرات تتمثل فى قدرة الدولة على إدارة هذا الحجم من الأعمال بالتزامن. أنفقنا نحو 600 مليار جنيه على مشروعات تنموية متنوعة، وباتت لدينا ملاءة مالية أكثر ثراء بأكبر موازنة فى تاريخ مصر، مع فائض أولى يتجاوز 2% وعجز ختامى قياسى بالنظر للسنوات السابقة، وتراجعت البطالة إلى 7.3% بالربع الثالث من 2020 مقارنة بـ7.8% قبل سنة، مع توقعات بتراجع التضخم إلى ما بين 6 و4.7% بنهاية 2020، وهو مستوى مبهر يتعاظم تأثيره بالنظر إلى حالة الاقتصاد العالمى. يُضاف إلى ذلك استعادة ثقة المؤسسات الدولية، ما ساعد فى إقرار تسهيلات من صندوق النقد بأكثر من 16 مليار دولار، وتثبيت التصنيف الائتمانى مع توقعات مستقبلية إيجابية، ونمو الاستثمارات الأجنبية المباشرة بفضل صعودنا على مؤشر التنافسية وجاذبية الأنشطة وسهولة إطلاق المشروعات، ترافق ذلك مع تحسن وضعيتنا على مؤشرات عدة منها كفاءة الطرق وشفافية الأعمال، وتقليص العجز التجارى، ونمو الصادرات. ما حدث فى كل المؤشرات معجزة وطنية وتنموية حقيقية، ويبقى المؤشر الأهم قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها، وانعكاس ذلك على معيشة ورفاهية ملايين الأسر. ** هل لتلك المؤشرات دور فى نجاح خطة التعامل مع أزمة كورونا؟ بالطبع، إدارة الدولة لأزمة كورونا أفضل من دول عديدة حول العالم، ولم نكن لنعبر بتلك الكفاءة لو حدثت الأزمة قبل سنوات. الوباء قوَض كثيرا من قدرات الأسواق العالمية، وأثّر على سلاسل الإمداد، وهناك دول كبرى اهتزّت وباتت عاجزة عن إدارة التزاماتها باستدامة واستقرار. الأوضاع التى تعيشها أغلب الحكومات كان يُمكن تكرارها فى مصر لو تأخرنا فى الإصلاح، أو كنا نعانى من اختلال فى سعر الصرف ومكونات النمو وقدرات القطاعات الحاملة للناتج. بفضل سياسات الإصلاح لم نتأثر باهتزازات الأسواق الكبرى، وبفضل طفرة الصناعة والإنتاج أصبحنا أكثر قدرة على تدبير احتياجاتنا ذاتيا، وبفضل المشروعات القومية وفرنا ملايين الوظائف المستقرة ولم نرتبك مع الإغلاق، كما حافظنا على نمو إيجابى بنسبة 3.6% رغم ضغوط الأزمة، وسط حالة انكماش عالمية تتراوح بين 1 و12% فى عشرات البلدان، وباختصار فإن رؤية القيادة والحكومة المتطورة، وخطواتها السباقة، وخطط العمل ضمن استراتيجية التنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، كان لها جميعا الفضل الأكبر فى تأمين الجبهة الاقتصادية، وإنعاش السوق ذاتيا دون حاجة لأية إمدادات خارجية. ** ماذا عن علاقتك بالفنانة ريهام حجاج؟ أحب ريهام جدا، وبيننا تفاهم كبير على كل المستويات، وهى فنانة كبيرة ومهمة، أتابعها وتعجبنى أعمالها منذ سنوات سابقة على ارتباطنا، وإلى جانب موهبتها ونشاطها الفنى فهى زوجة مميزة ومثالية، وتساندنى فى كل أعمالى. ** كلمة أخيرة تحب أن تختم بها هذا الحوار! سعيد بالوجود معكم والوصول للناس عبر "انفراد"، أكثر المؤسسات الإعلامية تجسيداً لما أنحاز إليه أخلاقيا ووطنيا، وأشكر خالد صلاح مجددا وأهنئه بالجائزة المرموقة، كما أستبشر خيرا بالبرلمان الجديد بغرفتيه والكفاءات السياسية والنوعية تحت القبة، وأتطلع إلى العمل وتكامل الجهود مع مجلس النواب؛ من أجل رفع الكفاءة التشريعية وتعزيز مسار البناء والتنمية. أحذر من خطر الإرهاب الذى تتصدى له مصر بقوة وثبات، وأدعو العقلاء فى أوروبا والعالم إلى التوقف عن دعم المتطرفين. أشكر مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية، بالقوات المسلحة ووزارة الداخلية، على جهودهم العظيمة لتثبيت الدولة وترسيخ حالة الأمن والاستقرار، وأشكر الرئيس عبد الفتاح السيسى، ابن مصر البار وصانع نهضتها المخلص، والاسم الذى سيذكره التاريخ ويتوقف أمامه طويلاً.




















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;