فرحة مختلفة وانتصار أكبر، يحتفل به شعب السودان مع إحيائه ذكرى الاستقلال فى الأول من ينايرهذا العام، مع الكثير من الإنجازات والخطوات التى بدأها فى طريق الإصلاحات التى تنتشل البلاد من الضائقة التي تمر بها، منذ سنوات عجاف مرت بلا خير يعم على أهلها، و بعد ثورة شعبية مجيدة ضد الظلم والاستبداد والتدهور الاقتصادي والاجتماعي.
وقد فرض السودان نفسه فى ساحة المجتمع الدولى، لافتًا الانتباه إلى رغبته باللحاق بركب التقدم والتنمية، حيث عكفت الحكومة الانتقالية على تحقيق طائفة من الإنجازات في فترة وجيزة بدأت بتوقيع اتفاق السلام وانتهت وإنتهت برفع اسم السودان من قوائم الدول الراعية للإرهاب، لتضع الحرب أوزارها ويحل السلام فى المنطقة.
حيث شهد السودان فى 3 أكتوبر الماضي التوقيع النهائي للحكومة الانتقالية السودانية مع تحالف الجبهة الثورية اتفاق السلام السودانى النهائي الشامل بعاصمة دولة جنوب السودان جوبا، وكانت كل من مصر والإمارات وتشاد والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي شهود على اتفاق السلام السودانى، ليطوى هذا الإتفاق التاريخي الذ ى جاء بعد 17 عاما من الحرب الأهلية بين الخرطوم والحركات المسلحة ، كما أنه يؤمن عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم، وإعطاء المنطقتين الحكم الذاتي، ودمج قوات الحركة مع الجيش السوداني خلال فترة ٣٩ شهرا، على أن تشارك الأطراف الموقعة في السلطة الانتقالية بثلاثة مقاعد في مجلس السيادة ليرتفع عدد أعضاء المجلس إلى 14 عضوا، وسيحصل الموقعون أيضا على 5 مقاعد في مجلس الوزراء.
ونصت بنود الاتفاق على ضرورة وقف الحرب وجبر الضرر واحترام التعدد الديني والثقافي والتمييز الإيجابي لمناطق الحرب وهي دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، بالإضافة إلى الاستفادة الكاملة من نحو 40 % من عوائد الضرائب، والموارد والثروات المحلية في حين تذهب نسبة 60% المتبقية للخزينة المركزية.
وقبل الاحتفال السنوى بالاستقلال الذى لم يكن المواطن السودانى يشعر به، جاءت فرحة تحقيق حلمه بإعلان السفارة الأمريكية في الخرطوم، الغاء تصنيف السودان دولة راعية للإرهاب، ونجاح مساع قادتها الجدد، بعد أن كانت واشنطن قد اتخذت قرار وضع اسم السودان في قائمة الدول الراعية للإرهاب، خلال تولي عمر البشير الحكم، بعدما اتهمته الولايات المتحدة بأنه يؤوي إرهابيين محليين ودوليين، بمن فيهم زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن.
وجاء الخبر بآمال تزف فتح المجال أمام عودة الاستثمار، واحتلال مكانة مميزة بين الشعوب. وسيساعد على إنشاء مناخ مختلف وجديد".
أما فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان، فقال حمدوك إن الوثيقة الدستورية تولي عناية بقضايا حقوق الإنسان، وتم تخصيص فصل كامل للحريات والحقوق، وإنفاذا للوثيقة، قامت الحكومة الانتقالية باتخاذ عدد من الخطوات الإيجابية لمعالجة التشوهات التي لحقت بهذا الملف طيلة فترة الحكم الشمولي السابق.
وفي مقدمتها إلغاء عدد من القوانين المقيّدة للحريات، وتعزيز دور المرأة في المجتمع، وحماية حقوقها، وإتاحة حرية الرأي والتعبير والتجمع السلمي ومحاربة ظاهرة الإفلات من العقاب".
وعيد الاستقلال هو اليوم الوطني للسودان ويحيي ذكرى الاستقلال عن مصر وبريطانيا في مثل هذا اليوم من عام 1956.